الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٩ مساءً

قناة " اليمن Yesterday "

فياض النعمان
الاثنين ، ٢٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٥٠ مساءً
كانت قناة اليمن الفضائية بالامس هى القناة الرسمية والمعبرة عن هوية الدولة مهما اختلفت الجهة المسيطرة والمحرك لها في نقل الواقع والتصريحات الحكومية وحتى نوعية الفعاليات السياسية المغطاه من خلالها وكذا توجة الرسالة الاعلامية لاطراف الصراع السياسي على الساحة .

لا يختلف اثنين من متابعيها مهما اختلفت ارائهم واتجاهاتهم ومذهبهم الديني والعرقي المسيطر على مجمل الاوضاع الاخيرة او حتى اتفاقهم فى مختلف القضايا الموجودة في الشارع اليمني سابقا وحتى الان في الحاضر على ان قناة اليمن قناة كل اليمتين كما تسمي نفسها على عدم اقتناعهم بالمادة الاعلامية بكل صورها وانواعها ومجالاتها وتوجهتها ومهنيتها او حتى على القائمين عليها الذي عفى عنهم الدهر .

فالكادر العامل فيها حدث ولاحرج علية ليس للتقليل من انسنيتهم ولكن لحقوقهم المسلوبة والمنهوبة بداعي الفترة الطويلة التى عملوا فيها وهم موظفين مثبتين كطاقم رئيس لها, بل لتدني الانتاج لدي البعض بسبب انهم يعملون بامكانيات الاجهزة التى صارت من تراث التلفزيون الحاضر الماضي او بتفكيرهم بعقلية ما قبل عقد التسعينيات او انتهاء الانتاج كليا لدى البعض الاخرمنهم وعدم ايمانهم بالمقولة الشهيرة " لكل زمان دولة ورجال " , في المقابل ملفات الشباب من خريجي الكليات الاعلامية المتخصصة تزدحم في مكاتب الخدمة المدنية انتضاراً لاحدى الامرين اما الوساطة من نافذين في وزارة الاعلام واما الاتجاة الى مؤسسة اعلامية اهلية اخرى اوالبحث عن فرصة عمل بعيده عن الاعلام اذا وجدت.

ليس هذا فقط حتى وان حصل على تعاقد مع القناة من خلال المؤسسة يضل يعيش بين فكي التهديد لالغاء العقد وبين المستحقات المحدودة والقليلة التى يحصل بعد عناء طويل مع المختصين لصرفها .

ناهيك عن الامكانيات والاجهزة التى لا تواكب عصر الثورة الاعلامية وعصر التسابق في نقل الرسالة الاعلامية بما يلبي احتياجات المشاهد اليمني في الداخل والخارج .

فالاجهزة الحديثة التى تحصل عليها القناة كهبة من الاشقاء والاصدقاء العرب والاجانب تكدس في مخازن المؤسسة والقناة ايضا ولا يعُرف ماهي الحكمة من هذه التصرفات غير ان ما يتداول بين المهتمين بهذا الشان ان الاجهزة الحديثة لا يستطيع الكادر العامل استخدامها ويحتاجون الى تاهيل وتدريب عليها , غير ان الصف الثاني من الكادر يجيد التعامل معها باتقان وتفنن وابداع والقنوات الاهلية المتعاقدة مع اغلبهم خير دليل على ذلك.

وبالرغم مما قيل سلفا فان القناة لابد منها ان تسعي جليا في مواكبة التغيير الحاصل في محيطها في شتى الجوانب الاعلامية من اجل استعادة مكانتها وثقتها لدى المشاهد ؛ ولكن لن يتم ذلك الا من خلال التغيير الجذري والكلي للهرم الوظيفي والاداري فيها دون الذهاب الى المحاصصة في تقسيم الوظيفة العامة والمناصب القيادية داخل جهاز القناة او حتى التعامل بالسياسة الاعلامية القديمة التى كانت تتبع سياسات احزاب متصارعة للسيطرة على المجتمع عبر شكل ونوع الرسالة الاعلامية المرسلة .