السرعة التي قام مكتب المخلوع علي صالح بنفي الخبر الذي نشره موقع "هنا عدن " عن اجتماع المخلوع بعدد من الإعلاميين العاملين في وسائل إعلام مؤتمرية ومواليه له إضافة الى بعض الإعلاميين في المؤسسات الاعلامية الرسمية الذين تم تغييرهم ، سرعة النفي هذه غير معهودة من مكتب الزعيم المخلوع لأخبار مماثلة وأحيانا لاخبار وتسريبات وهمية.
النفي السريع للخبر يشير على ان الاجتماع سري وسري للغاية وانه لغايات ومهمات كبيرة ودقيقة ، وما جاء في مضمون الخبر الذي نفاه مكتب الزعيم سريعا والمعلومات التي نقلتها مصادر الخبر تدل على ان الزعيم سيقوم بمهمات قاتلة للنيل من الوطن الذي لم تضمد جراحه بعد.
اجتماع المخلوع بحوالي اربعين اعلاميا وبشكل سري وهذا لم نعتاد عليه منذ تم اقتلاعه من دار الرئاسة حيث خصص قناة فضائية لنشر صوره واذاعة اخباره وحتى لقاءاته بالعجائز ومن ليس لهم شأن بالاحداث ، فالزعيم من هواة الاضواء والكاميرات ، وهذا ما يثير الشك جديا عن فحوى مخططاته القادمة واستعانته بعدد كبير من الاعلاميين دليل على ان المخطط عدائي وانتقامي لانه استعان باعلاميين تم استبعادهم من مناصبهم في بعض المؤسسات الاعلامية الرسمية ودعوتهم لحضور هذا الاجتماع هو من اجل الاستفادة من ردة الفعل الانتقامية التي بداخلهم.
المعلومات التي أوردها الخبر الذي كشف سرية هذا الاجتماع ، أورد عدد من القضايا التي يستهدفها الاجتماع (كيفية التعامل الإعلامي ضد حكومة الوفاق والرئيس هادي والجانب الأمني والعسكري , وخطة التعامل مع عميلة الاغتيالات , وإظهار عجز الحكومة المقبلة وتفكيك المشترك , ووضع كافة العراقيل أمام أدائهم خصوصا الاصلاح والتركيز على السخط الشعبي ضد الحكومة ومناقشة قضية من تم الإفراج عنهم وهم ضالعين في حادثة النهدين والاستعداد للانتخابات القادمة ) وهي عناوين كافية لفحوى المخطط الذي يرتب له صالح وقد تناول كل الجوانب المهمة لعمل الحكومة والرئيس والاحزاب والاغتيالات والوضع العسكري والأمني ووضع العراقيل أمام الاداء العام واثارة السخط الشعبي ضد الحكومة.
انا اتوقع ان المخلوع يدفع بالوزراء ضمن حصته في الحكومة للموافقة على اعتماد جرعة سعريه جديدة ، وهو يعرف ماذا تعني الجرعة الجديدة لأنه خبير في تجريع الشعب وأتوقع ان المخلوع قد وصل الى قناعة كبيرة بعد فشل كل المحاولات التي قام بها سواء الاعتداءات على الكهرباء والنفط والتخريب والاغتيالات ونشر الفوضى وغيرها ، القناعة لديه الان هو اللجوء للشارع من خلال استغلال سخطه من أي قرار قد يأتي
الجرعة التي تسلهم برفع الأسعار سيتعامل معها الشارع عفويا بالغضب وستحل على المواطن كالصاعقة ولا يحتاج المواطنين الى من يتبنى تنشيطهم واستثارتهم لان الوضع المعيشي أصبح لا يطاق واصبح الكل معني برفع هذه المعاناة الثقيلة ، والسياسيين المتربصين بالاصطياد بالماء العكر هم الذين سيستفيدون من هذه العملية.
أتوقع ان المخلوع يعد نفسه لاستغلال مثل هذا العمل الذي قد تقدم عليه الحكومة وبدافع من حزب المخلوع وتخطيط المخلوع ذاته ،
من خلال متابعة الوضع السياسي اليمني وخاصة وضع المخلوع ندرك ان صالح محاصر بقوة وتعددت الجهات التي تفرض عليه الحصار محليا واقليميا ودوليا وهذا الحصار سيدفع به الى اللجوء للفوضى واستثارة الشارع والركوب على غضبه الذي سينتج عن عمل ما سواء الجرعة القادمة والمحتملة او عملية مماثلة لان المخلوع يسعى لاستغلال الشارع وعفويته بعد ان فشل خلال الفترة الماضية من تحقيق عمل شعبي غاضب ، وفشلت كل الاشاعات التي روجتها واختلقتها وسائل اعلامه.
اجتماع المخلوع بالإعلاميين وبشكل سري دليل على عمل عدائي وعدواني ضد الرئيس والحكومة او ضد الحوار الوطني او الامن العام اوتقلص أعمال الفوضى بشكل عام.
المعطيات العملية خلال الفترة السابقة ( تزايد عمليات التسلح وتهريب الأسلحة والتوافق مع الحوثي وبقاء نجله احمد في صنعاء وتهيئة الرأي العام لتصفية الرئيس واستعادة السلطة بالقوة وعمليات التنصت الهاتفية بين المخلوع والرئيس ) ووضعها امام الاستعداد الإعلامي تكفي ان تكون دليل للجزم بأن المخلوع قادم على عمل تخريبي كبير يفوق الاعتداء على الكهرباء والنفط وقطع الطرقات ، اضافة الى تطرق السفير الأمريكي الى ترسانة الاسلحة المنهوبة والمخزنة في سنحان وحث الحكومة على التعامل معها لاستعادتها.
الضغط والتهميش والتهديد الذي يعاني منه المخلوع كلها عوامل ستدفع بالمخلوع لارتكاب عمل اجرامي لافشال التسوية التي يسير عليها اليمن وقد تتعدد صور هذا العمل ، تصريحات اعضاء اللجنة العامة للمؤتمر والتهييج الاعلامي لوسائل الاعلام التابعة له كلها تشير الى عدم رضا المخلوع عن المسار الحالي.
الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة ووزارتي الدفاع والداخلية واجهزة الاستخبارات لابد ان يكونوا جميعا عند مستوى عالي من اليقظة وان يدركوا ان انصار المخلوع لا زالوا على تواصل معه ويخضعون لتوجيهاته وانهم موجودين في كل المؤسسات الامنية والدفاعية والاستخبارية وان هناك مكلفين في غرفة عملياته لاداراتهم كما لو انهم يديرون المؤسسة بكاملها.
الحكومة وخاصة في هذا الوقت يجب ان تفوت الفرصة على المتربصين باليمن وان لا تقوم بأي اجراءات سعرية جديدة لانها ستكون كالقشة التي قصمت ظهر البعير واي عمل من هذا النوع ستكون قدمت الحجة للمخلوع وعلى طبق من ذهب.