الرئيسية / كتابات وآراء / عايش والعبسي ... لاجلهما ولاجل الوطن

عايش والعبسي ... لاجلهما ولاجل الوطن

عبدالوهاب الشرفي
الأربعاء , 10 أبريل 2013 الساعة 01:40 مساء
ما الذي فعله الزميلان محمد عايش ومحمد العبسي ؟؟!! . محمد العبسي صحفي اعد تقريرا عن حادثة فساد متعلقة بملف جرحى الثورة الذي اصبح ملف اسودا بمعنى الكلمة , وصحيفة الاولى التي يرأس تحريرها محمد عايش نشرت ذلك التقرير . محمد العبسي لم يأتي بما ضمّنه في تقريره من \" بيت ابوه \" ولا من \" تخيلاته \" ولا من \" اوهامه \" ولا من \" نسجه \" , وانما من واقع مستندات وبناء على شهادات , ومحمد عايش يرأس تحرير صحيفة نشرت التقرير الموثق بمستندات والمدعم بشهادات .
كان بإمكان من ازعجه ذلك التقرير ان يرد ويكذب ما جاء فيه او يوضحه , وان يفند المستندات اذا لم تكن صحيحة , ويجرح في الشهادات اذا كانت زورا . ورده على ذلك التقرير كان على محمد عايش ان ينشره على صفحات الاولى شاء ذلك ام ابا , وبنفس مواصفات نشره لتقرير محمد العبسي , وكل ذلك بحكم القانون . القانون الذي يعطي محمد العبسي الحق في ان يعد تقرير من واقع مستندات وشهادات , ويعطي صحيفة الاولى الحق في نشر تقرير مستندا على وثائق وشهادات , وهو ذات القانون الذي يعطي من ازعجه ذلك التقرير او تضرر منه الحق في ان يرد عليه , ويلزم الصحيفة ان تنشر رده على صفحاتها \" وغصبا \" عن محمد عايش ومحمد العبسي .

كان من انزعج من ذلك التقرير قد قرر ان يتوجه الى النيابة , وتقدم بشكواه وذلك حقه, ومع انها خطوه غير صحيحة -لأنها لم تأتي على خلفية رد كان قد اعده ورفضت صحيفة الاولى نشرة – الا ان التوجه للقضاء في حد ذاته هو عمل لا يكمن لعاقل ان ينكره , وبالفعل تعامل محمد عايش ومحمد العبسي مع ذلك كما يجب , وتوجها الى النيابة لمواجهة البلاغ المقدم لها ضدهما , وانا شخصيا كنت قد التقيت قبل فترة بمحمد عايش وهو خارج من النيابة بعد تحقيق معه .

بدلا من ان ترد النيابة من تقدم بالبلاغ اليها الى المسار الطبيعي , ان عليه الرد على تقرير محمد العبسي وان صحيفة الاولى ملزمه بنشره كما نشرت ذلك التقرير , وتفهمه ان التوجه للنيابة لا يجب ان يتم الا اذا امتنع محمد عايش عن نشر الرد في صحيفة الاولى , بدلا من ذلك وفجاءة وبدون مقدمات \" تنفجر \" الاحداث و يتحول النظر في القضية الى \" أكشن \" ونسمع بأمر احظار قهري للزميلين محمد عايش ومحمد العبسي .

محمد عايش ومحمد العبسي صحفيان معروفان , وعناوين سكنهما وعناوين عملهما معروفه , وليسا ممن يركبون \" الحبات \" و\" الشاصات \" مصطحبين عسكر \" الدولة \" اينما ذهبا , ولا يجلبان من رجال قبائلهما ويضمّانهما في كشوف مرتبات عسكر الدولة ويبقيانهما في صحبتهما في حلهما وفي ترحالهما .
كما انهما ليسا ممن يستندان على شخصيات نافذة في البلد كما يفعله القتلة والسرق وقاطعي الطريق ومفجري الانابين والكهرباء . محمد عايش ومحمد العبسي صحفيان لهما قضية ولا يملكان \" اوالي \" ولا \" بوازيك \" ولا صواريخ لو \" وما يملكانه هي القلم والكلمة . محمد عايش ومحمد العبسي لاحول لهما ولا قوة الا بمن علّم بالقلم .

ما الذي منع الجهات المعنية بمكافحة الفساد ان تتعامل وفقا لقانون مكافحة الفساد الذي يعتبر ما تنشره الصحافة من حالات فساد بلاغا رسميا يجب عليها عمل اللازم قانونا تجاهها . وما الذي جعل الامر يصل الى إحظار\" قهرا \" لمحمد عايش ومحمد العبسي و لا مبرر لذلك .

الحقيقة انه لازال المفسدون قادرون على ان يستخدموا القانون لغير ما وضع له وان يضايقوا باسمه من يقول لهما هذا فساد او من يطلع الراي العلم على فعلاتهم , لازالوا قادرين على ان يعطّلوا القانون عندما يكون ذلك ضارا بهم وكاشفا لفسادهم .

يجب علينا جميعا ان نتضامن مع محمد عايش ومحمد العبسي لأجلهما , فهما صحفيان , لا يحملان الا فكرا وقظيه , تعاملا وفقا للقانون ولم يخرجا عنه , لم يتمردا على القانون على علات تعامله هو معهما .وكونهما في بلد يأكله المفسدون كما تأكل الدود \" الميته \" وهو احوج ما يكون لهما ولدورهما فتضامننا معهما هو تضامن مع الوطن . ادعوا كل من يريد ان يقدم شيء للوطن ان يتضامن معهما