الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٢ مساءً

بالحوار نصنع المستقبل

صلاح عبد الرب
الأحد ، ٣١ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٠:١٧ مساءً
عبارة لطالما سمعناها وقراناها كثيرا في هذا الموسم السياسي التوافقي والتي أتمنى من المتحاورين فهمها وخفضها بل وجعلها نصب أعينهم أكثر من غيرهم
فمع الانتهاء من الأسبوع الاول من هذا المؤتمر , وبعد أن أدلى كلا منهم بدلوه , وما سمعناه منهم , رأينا أن فيهم من دخل برويته الكبيرة بكبر هذا الوطن ومنهم من عبر عن نظرة ضيقة لا تليق أن تناقش في جلسة مثل هذا المؤتمر, ومنهم من بداء في وقت مبكر بطرح قضاياه , ومنهم من جاء مثقل بالهموم , فبعث بعضهم فينا الأمل وأرسل الآخر الخوف والقلق ودب إلينا اليأس خوفا على هذا الوطن المليء بالمتغيرات
فالنظرة إلى الآن لاتزال ضبابية بان هؤلاء النفر من الشعب والذي يفضل جلسة القات على جلسة الحوار سوف يستطيعون أن يضعوا لنا خارطة طريق توصلنا إلى بر الأمان
إن نجاح أو فشل هذا المؤتمر تعتبر مسئوليتنا جميعا وبدرجة رئيسية هؤلاء الذين ائتمنهم الشعب للتحدث باسمه والتوقيع عنه , فإما أن يكرمهم إن هم أصابوا , وإما أن يلعنهم لعنة أبديه إذا هم اخطاءوا في وقت لا مجال فيه للخطاء , فمن يجلس منهم على الطاولة شعاره كشعار المؤتمر بان بالحوار نصنع المستقبل تاركا وراءه كل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة يعتبر عاملا مهما في إنجاح الحوار وشريكا أساسيا في بناء الدولة
لكننا نخشى أن تذبح الدولة على طاولة الحوار بأيدي محلية وسكاكين خارجية بواسطة من يجلس من اجل تصفية الحسابات حاملا هواية الانتقام من اجل فرض مصلحته أو مصلحة حزبه أو جماعته متناسيا هموم وطن بأكمله
أما مسئوليتنا فتكمن بمتابعة هذا الحوار وان نكون رقيبا لكل أصحاب المشاريع الصغيرة , والضغط على المتحاورين من اجل السير بالحوار في الاتجاه الذي يريده شعبنا
فهل فعلا بهذا الحوار والذي يبدوا انه ملئي بالألغام والحفر والذي يتابعه هذا المواطن المسكين بحذر وقلق سوف يصنع المستقبل ويحقق العدالة والمواطنة المتساوية, ويبني الدولة المدنية فيخرج بحلول جذرية لكل مشاكل وعقد هذا الشعب , أم انه سوف يزيده مشاكلا إلى مشاكله في ضل تمترس أي من الإطراف خلف أرائهم ومشاريعهم , فأهلا وسهلا به إن كانت الأولى , وأما ان كانت الأخرى ولن نستفيد منه إلا توطيد الخلافات , وتعميق الجراح وخلق مشاكل وهموم جديدة فعلينا الوقوف ضده من البداية لان ما فينا يكفينا ولنبحث عن طرق وأساليب أخرى لحل مشاكلنا وتضميد جراحاتنا
ولكننا سوف نستبشر بخير ولنجعل القافلة تسير , فلن نزيده عقدا إلى عقده, ونعمل في صف واحد مع من يريد إفشاله خوفا على مصالحهم التي سوف تتضرر بنجاحه , فعيوننا ساهرة لننظر كيف تكون العاقبة فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد بشرنا وقال بان أمتي لن تجتمع على ضلاله