من قتل الشيخ البوطي
جمال سلطان
الأحد , 24 مارس 2013
الساعة 11:54
صباحا
ولكن الشيخ البوطي كان هدفًا سهلًا للغاية أمام المعارضة طوال الوقت، ويسهل ضربه بصورة أقل وحشية من تلك التي حدثت في أحد المساجد، وقد وصل الجيش السوري الحر إلى أركان النظام الأمني الأكثر خطورة والأكثر تحصينًا وقتلهم في دمشق، واخترق النظام من أعلى رأسه ورتب تهريب قيادات كبيرة بالجيش النظامي ووزراء ورئيس الوزراء نفسه، وبالتالي فتجاهله للشيخ كان مقصودًا ويعزز من فرضية أن المعارضة بعيدة عن تلك الحادثة، وتأتي المفارقة من أن مقتل البوطي يأتي بعد تلويحات من حزب الله اللبناني الشيعي، أبرز محترفي التفجيرات الممنهجة في الشام، بأن أعمالًا ستتم بتعاون قوى المقاومة ضد الإرهاب، وأيضًا في نفس الأسبوع الذي أعلنت الأمم المتحدة بدء تحقيقاتها عن استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد شعبه وهي الواقعة التي لو ثبتت ربما تنهي نظام بشار تمامًا وتفتح الطريق أمام الناتو للتدخل، والأمر الآخر وربما الأهم، أن المرحلة المقبلة في دمشق تحديدًا هي مرحلة لا مكان فيها للبوطي وصوته، لأن الحرب في دمشق تقترب ـ حسب تقارير عديدة ـ من مواجهة ذات أبعاد طائفية صريحة، من خلال قيام كتائب شيعية لبنانية وقوات من الحرس الثوري الشيعي الإيراني وكتائب شيعية عراقية بخوض المعركة ضد قوى الثورة السورية التي تتقدم الآن بالقرب من وسط العاصمة وساحة العباسيين، ميدان التحرير الدمشقي، وبالتالي يمكن تصور أن الدور الذي كان يقوم به البوطي لم يعد له فرصة في المرحلة المقبلة، دوره انتهى، وربما أصبح عبئًا على النظام في تلك المرحلة، فتم الخلاص منه بتلك الطريقة التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتشويه المعارضة، وصرف أنظار العالم عن جريمة الأسلحة الكيماوية، وقد لفت مراقبون الأنظار إلى أن التليفزيون الرسمي السوري بث برنامجًا وثائقيًا عن البوطي بعد خمس دقائق فقط من الانفجار، بما يشير إلى استعدادات رسمية لحدث ما قبل وقوعه، كما تحدثت بعض المصادر عن إبدائه رغبة للسفر خارج سوريا أثارت قلق النظام، وتبقى مواقف عالم مشهور مثل البوطي مع طاغية دموي فاسد قتل عشرات الآلاف من شعبه ودمر المدن والبيوت والمساجد طوال عامين، قصة تحتاج إلى وقفة وتأمل للخلوص إلى درس لعله يفيد الأمة في مستقبلها القريب والبعيد.
* كاتب مصري
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |