الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٤ مساءً

الحوار مخرجنا فلا تخذلونا

صلاح عبد الرب
الاثنين ، ١٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤١ صباحاً

مقال: صدر القرار واخذ الحكم صفارته لبدء انطلاق مؤتم الحوار الوطني الشامل , والذي اعد له نخبة من المفكرين والسياسيين والشخصيات المختلفة , ممن لهم باع كبير ورصيد وفير في النضال والسياسة , والذي نأمل بأن يكونوا قد أحسنوا في رسم خارطته , وسد جميع الثغرات التي قد يستطيع البعض استغلالها لتمرير مشاريعهم السياسية ,
فالشعب اليمني المطحون والذي تكبد أعباء ما بقرب من أربعة عشر حرب طاحنة منذ بداية القرن الماضي وحرب الأتراك حتى آخر حرب تشهدها محافظة صعده , قد مل وسئم من هذه الصراعات والتي أفقدته الأمل في أن يأتي اليوم الذي يعيش في وطنه آمنا في سربه مستقرا في بلده , وبداء يستعيد بصيص من هذا الأمل المفقود منذ اشتعال أول شرارة للثورة الشبابية الشعبية في بداية العام 2011م والذي قامت من أجل تحقيق حزمة من الأهداف , منها ما نفذت ومنها ما ينتظر , يريد أن يتوج ثورته ونضاله بنجاح هذا المؤتمر والذي يعلق عليه جميع آماله لإخراج الوطن من هذا المنعطف الخطير في تاريخه . ليس لشيء وإنما من اجل أن يطعم من جوع ويأمن من خوف ,من أن يحقق له العدالة والمواطنة المتساوية لافرق بين مواطن أومسئول أو شيخ الابتفيذ القانون
لا من اجل أن تصل فاتورة الكهرباء لهذا المواطن المسكين مختوم عليها بعلامة المقص رمز لقطع التيار عليه , بينما كثير من المقصاة لا تصل لهم الفاتورة بالأصل , لا يريد أن ينزل فريق من الفنيين والمهندسين عقب نزول الفاتورة لهذا المواطن بينما الشيخ والمسئول تزف له أجمل التهاني والتبريكات لأنه سدد استحقاق واجب عليه سداده, وآخرين رصيدهم لمؤسسة الكهرباء ملايين الريالات لا ولن يسدد
بل نريد من مخرجات الحوار بأن نقف جميعا على شباك الصندوق في مؤسسة البريد نتزاحم جميعا من اجل سداد هذا الاستحقاق الذي علينا لأننا نعلم أن سوط القانون سيصلنا إذا لم نبادر بسداد أي من التزاماتنا لهذا الوطن , فقانون ما بعد الحوار ليس قانون قبل الحوار.
فالقوائم اكتملت ورفعت جميع الأحزاب والقوى السياسية أسماء ممثليها لهذا الحدث العظيم والذي نتمنى أن يكون قد تم اختيارهم على معيار الكفاءات لا على أساس المكافآت لمواقف أو تصريحات اتخذت ضد هذا الطرف أو ذاك .
وإنني كمواطن بسيط متابع لهذا الحدث وماذا سينتج عنه أريد أن أوصل بعض من كلماتي للمتحاورين عبر هذه السطور فأقول لهم
- إنكم ألان تكتبون بأناملكم كتاب مهم عنوانه مستقبل اليمن ومستقبل أجياله , فأحسنوا الكتاب وضعوا النقاط على الحروف بجدية وإتقان , وأخرجوه بأفضل الإخراج, حتى نخرج جميعا من هذا الواقع المؤلم فانتم لاغيركم ربان السفينة التي بكم إما نصل جميعا إلي شاطئ الأمان وإما نغرق جميعا , فالشعب قد فوضكم في أمره ووكلكم لمهمته من اجل طي صفحة ماضيه المؤلمة والإغلاق عليها في خزنة محكمه حتى لا تتسرب عدواه إلى أجيالنا القادمة , لان الماضي عند العقلاء كما قيل يطوى ولا يروى ,
- فقد حدد عدد المشاركين وعدهم لا بأس به , كلا منهم سوف يأتي بفكرته وبرؤيته فتتعدد الأفكار وتختلف الرؤى , بخلاف اللجنة التحضيرية والتي كان عددها كان اقل بكثير عن عدد أعضاء المؤتمر , ومع ذالك وجدنا في صفهم من يهدد بتجميد عضويته ومنهم من أعلن انسحابه منها من الأشخاص الذين لم نعرف على أي أساس تم اختيارهم ولم نراهم إلا على الشاشات للتبرير والتنظير, فجعلوا من جهابذة السياسة وممن شيبت السياسة بشعر رؤؤسهم كالارياني وياسين نعمان والانسي وشطاره وغيرهم , لايفهمون كيفية الإعداد للمؤتمرات وهم وحدهم كما قيل ( من عيال الأمس ) الأبطال الذين يدركون كل شيئ فهذا أمر لا نريده .
فأقول بان المسئولية كبيره بكبر هذا الوطن , والمهمة صعبة والقضايا يا المطروحة على الطاولة قضايا معقدة وشائكة , بل وقضيا مصيرية تحتاج إلى وعي وإدراك وفهم كبير , فمن يجد نفسه غير أهل لتحمل هذه المسئولية وغير مستوعب لقضيا الوطن , فليبادر من الآن بتقديم اعتذاره وليترك المهمة وليدع الخبز للخباز ,فالوطن مليي بالكفاءات والكوادر التي تستطيع تحمل المسئوليات , أما عندما تطس عليهم الأفكار وتختلط الرؤى نراهم يتساقطون من طريق بناء هذا الوطن ولا نجدهم إلا على الشاشات للتنظير فهذا أمر غير مقبول فالشعب اليوم يريد عمل سئم من الكلام والتنظير والتحليل ,
فالحزب أو الجماعة التي تشارك بغياب رؤية وطنية , أو لتنفيذ أجندة خارجية أو إيهاما للمجتمع بأنهم دعاة حوار أو من اجل فرض رويته أو من اجل توسيع فكرته أو منتقما لمصلحة فقدها أو خوفا من عصى موسى و صميل فرعون , وعندما لم يستطيع تحقيق أي من أهدافه نراهم كما قلنا يتساقطون ويعتذرون بأعذار واهية لحضور فلان أو غياب علان , لا نريده أن يشارك بل نريد منهم الوضوح , نريد الوطنيون الذين يحملون هم البلد , فكلفوت الكهرباء لانريده على طاولة الحوار لان الكلافيت في هذه البلاد كثير .
فالشعب معكم بالإجماع والمجتمع الدولي الذي ينظر الىتجربتنا الفريدة في حل مشاكلنا يضع يده بأيدكم لرسم خارطة واضحة لهذا اليمن الفقير
فكونوا عند حسن ظننا وقدموا مصلحة الوطن ولا نريد أن يكون مصير هذا المؤتمر كمصير المؤتمرات السابقة , كما ندرك تماما بأن الحكمة اليمانية لن تتركنا في الوقت العصيب فسوف تحضر كما حضرت من قبل , فسيروا والله معكم