الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٣ مساءً

مؤتمر الحوار الوطني – شعرة بين النجاح والفشل

محمد الكلدي
الجمعة ، ١٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٠٨ مساءً
في خضم الاستعدادات لتدشين مؤتمر الحوار الوطني يمسك معظم اليمنيون على قلوبهم كلما أقترب موعد الحوار فهم بين متفائل بنتائجه ومتشائم بفشله . من يتملكهم القلق إن صح التعبير يرون أن الفرقاء المتحاورون سيدلفون إلى قاعة الحوار متأطرين بمشاريع مختلفة ومتناقضة وهم في ذلك محقون للأسباب التالية:
أولا إن التهيئة للحوار لم تكن عند المستوى المأمول كما أن صيغة الحوار ليست مقبولة لدى بعض الأطراف وما دخولهم الحوار إلا تجنبا للحرج السياسي أو لعقوبات قد يفرضها المجتمع الدولي المتبني والراعي للحوار وأيضا عدم تضييع فرصة المشاركة في تقاسم الكعكة مستقبلا فيما لو تراضى المتحاورون.
- كما أن دخول جماعة الحوثي الحوار رغم عدم إلقائها السلاح يثير القوى المدنية والداعية إلى إلقاء السلاح والإيمان بالدولة المدنية , إذ كيف لهذه الجماعة أن تمد يدها للسلام مع المجتمع وفي اليد الآخر السلاح تستخدمه كورقة ضغط لكسب مزيد من الامتيازات فوق ما حصلت عليه من اعتراف سياسي رغم توجهها اللا وطني قلبا وقالبا تحت فرض سياسة الأمر الواقع .
الأمر الثاني هو بقاء الرئيس المطاح به من السلطة والعائد بجحافل بقاياه هذه المرة متسلحا بقانون الحصانة والذي لازال يمرر قرارات وتوجيهات رئيس جمهورية في كثير من مؤسسات الدولة وله في هذا الحوار نصيب ليس من خلال شخصه وإنما من خلال أتباعه وحلفائه,بالرغم أن من شروط نجاح الحوار تغييبه سياسيا عن الوضع الراهن . ومع ذلك فلا زال يسرح ويمرح وكأن شيئا لم يكن .
- والجنوبيون هم أيضا لا يعترفون بهذا الحوار ويرونه متجاهلا لقضيتهم لا بل يقدم حلولا مسبقة لها قبل أن يؤخذ برأيهم .
- بينما المتفائلون يرون عكس ذلك تماما , فثقة القيادة السياسية الحالية مدعمة بمساندة إقليمية ودولية غير مسبوقة تجعلهم يفرطون بالتفاؤل ويرون في الحوار الوطني المرتقب " مهديا منتظرا" لتخليص الوطن من كل ما علق به من درن الحكم طيلة الفترة السابقة وأن الحوار الوطني هو بمثابة البوابة الحقيقية لحل المشاكل المستعصية كقضية الجنوب وصعدة وبناء الدولة.
وبين هذا وذاك أقف سائلا الله أن يجنب شعبي مزيدا من الفتن والاقتتال فلا حوار وطني ولا مجلس أمن وأمم متحدة ستحل مشاكلنا إن لم نؤمن نحن اليمنيين جميعا بأننا سائرون بطريق شائك وأن الإصغاء لبعضنا البعض دون أملاءات خارجية هو الحل السحري لمشاكلنا ففي النهاية نحن يمنيون وما يجمعنا هو أكثر مما يفرقنا.
وينبغي من الجميع أن يقدم تنازلات لرأب الصدع فبين النجاح والفشل شعرة واحدة علينا أن لا نقطعها أو أن نسمح لأحد بذل