الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٦ صباحاً
الثلاثاء ، ١٢ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:١٨ مساءً

كانوا ومازالوا وسيبقون كما هم، لأن نفوسهم مريضة. ديدنهم هو الانتصار للمظلوم وللضعيف وواقعهم هو استثمار ظلمه ومن ثم ظلمه عندما يصلون ، فهم لا يجيدون تقوية أنفسهم ولا الحفاظ على مراكزهم الا "باغتصاب" المظلوّميات و"استباحة" الضعف.

نفسيتهم واحدة وإن كان ظاهرهم مختلفاً، يخرجون على الضعفاء والمظلومين في "بهارج" متعددة. فقد يخرجون في بهرج الثوار وقد يخرجون في بهرج المؤمنين وقد يخرجون في بهرج العروبيين وقد يخرجون في بهرج أهل العلم، وقد يخرجون في أي بهرج كان، والمهم أن يكونوا معه أو به قادرين على " الاقتيات" على المظلوميات و" التغذي" بالضعف.

هم هم، من خرجوا في ثوب ثورات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وتسلطوا على الناس باسمها أشد تسلط , جاوزوا فيه تسلط الإمام وتسلط الاحتلال، هم ذاتهم من خرجوا في ثوب الدين " ليظهروا به" و" ليوضّعوا" أنفسهم في مواقع اجتماعية ومالية تساير من كانوا يتهمونهم بالظلم، هم ذاتهم من خرجوا في ثوب القومية العربية "ليجمعوا لأنفسهم" الحظ "التفكيري" والاجتماعي والمالي وليذبحوا الناس ويسلبوا ممتلكاتهم ويوجهوا حياتهم. هم ذاتهم الذين خرجوا في ثوب القضية الفلسطينية والقضية المركزية وأصبحوا أول من تاجر بها ومن استثمرها ليصبحوا أثرياء و"محروسين" وماليين من الطراز الأول، هم ذاتهم من خرجوا في ثوب الإصلاحات ومكافحة الفساد ليبتزوا غيرهم من المفسدين ويصبحوا تماماً مثلهم أو أكثر فساداً وعبثاً وليملكوا عقارات ومؤسسات وأرصدة وصحفاً "تكافح" الفساد؟!.

هؤلاء هم من ظلوا يشتمون الإمامة والاحتلال حتى وقد غصت الشوارع بالناس الرافعين لشعار أنهم أسوأ من الإمامة وأسوأ من الاحتلال، وهم من ظلّوا "يمنّون" على الوطن وعلى الناس بالوحدة وقد خرجت شريحة واسعة تطالب بالانفصال والباقين لم يصلوا لذلك هروباً من ذكريات الماضي لا حباً في هؤلاء "الوحدويين"، هؤلاء هم من" تغنّوا بالقومية وصوروا أنفسهم بالعروبيين وهم لا يعرفون منهما أكثر من" نخرهما من الداخل" وتحويلهما إلى "حكاوي" يتذكر بها البعض شبابه ، هؤلاء هم من "يحاضروننا" في التبرع عند كل قضية وهم الأثرياء هم وليس نحن !. وطالما تبنوا قضايا الفقر وحاجات الضعفاء وليزداد الفقراء والضعفاء تماماً كما تزداد ثرواتهم ومراكزهم، وهؤلاء هم من "يدعوننا للتضحية" بكل ما نملك ونحن الذين لا نملك وهم الذين تزداد أملاكهم كل يوم ، و"يجّهدون" ليقدموا غير أبناؤهم و أعزاؤهم " شهداء" بينما أبنائهم و أعزاؤهم إما يديرون ثرواتهم أو في مواقع عالية , ولا تهفو نفس أي منهم للتضحية والشهادة إلا على الشاشات وعلى المنابر . وهؤلاء هم من "يعلّموننا" النزاهة والأمانة وكنا عرفناهم "مدقعين" وأصبحوا يتكلمون بالمليارات وبالشركات والعقارات والسيارات والوكالات والمراكز في كل شارع و في أكثر من بلد، واذا ما تساءلنا قالوا "اتجرنا" ؟! دون ان يعيروا مصدر راس المال أي لحظة تفكير ليعرفوا كم فيه من استغلال نفوذ وبيع ذمم و"مناصرة" الظالم؟ . كم فيه مما نراه حراماً ويرونه حلالاً لأنهم يؤمنون بأن "التجارة شطارة" تماماً كما يؤمنون بالله أو أكثر.

هؤلاء هم من سلم لهم (بعضنا) خزنتنا الجديدة " ثورة الشباب" وليسوا شباباً ولا تعنيهم الثورة لامن قريب ولا من بعيد , إلا للقضاء على خصم لهم وليس لحاجات الناس ا ومكافحة فساد و "للدولة المدنية الحديثة" . و منهم من اصبحت " الثورة " تعنيهم "لمخارجة" أنفسهم و"مخارجة" شريكهم على مدى عقود حتى لا يفرّ أو يقتل أو يسجن ويحاكم . وكانوا من بين صفوفنا يعملون على إقناعنا أن انتصارنا هو "استجداء" التوقيع منه على مبادرة ووفاق بينهم وبينه . هؤلاء هم من قسّمت بعضهم المصالح أو قسموا أنفسهم لحماية المصالح.

وعلى ذلك لا جديد فهؤلاء "الشيبات" المسيطرون والمسيرون لثورة "الشباب" قضيتهم هي تمجيد فكرة او حدث واستعباد الناس باسمها. ومع هؤلاء كم تمجّدت أفكار من "القومية" إلى "الميثاق الوطني" إلى وإلى، وكم مجدوا من أحداث من ثورة سبتمبر وأكتوبر إلى الوحدة إلى وإلى.. وكم قتلوا تحت ذلك وكم سجنوا!! وكم حاربوا.. وكم هجروا.. وكم نهبوا...

تباً لهم.. فالله عز وجل كرم الإنسان لا غير ذلك" ولقد كرمنا بني آدم" صدق الله العلي العظيم، و"لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من ترويع مؤمن" صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

حاجات الناس وقضايا المجتمع ومطالب الثورة هي حرية، عدالة، صحة، فرص عمل، مساكن، شفافية، مكافحة فساد وإقصاء ملوثين.. هل يتبنى هؤلاء أياً من ذلك؟؟؟؟!!! بل هل يتحدثون عنه حتى في "الأحاديث"... لا شيء من ذلك. .إنهم دجالون.