السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً

افضل واسرع وسيلة للحسم الثوري سلميا

علي مهدي بارحمه
الأحد ، ١١ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ١٢:٠١ مساءً
- الثورة والانجاز:-
الثورة الشعبية في اليمن سجلت أطول مده في أسلوب الاعتصام والاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها كل الوحدات الإدارية في المحافظات والمديريات المطالبة بإسقاط النظام الفاسد وإنهاء سيطرت حزب المؤتمر الشعبي منذ عام1994م على إدارة شؤون الحكم , وتظل الغاية العظماء لهذه الثورة بناء دولة مدينة متحررة من كل أوجه الفساد الإدارية واستغلال السلطة للادخار الشخصي والعائلي للثروة , والقضاء على النقود والمركزية ،وتحرير القوت المسلحة من التبعية الشخصية ،وإعادة توزيع الثروة بشكل متوازن الإحداث تنمية محلية فاعلة وبناء مؤسسات الدولة الجديدة لإدارة الحكم الناجح واحدث سياسة تشريعية تنبع من روح المدنية والحرية والعدالة الاجتماعية وضمان المحاسبة وتعزيز الرقابة الشعبية وبناء سلطة قضائية تمتاز بالنزاهة والعدالة حيث لا يمكن ان يوجد قضاء عادل في ظل نظام فاسد وهذا ما نعاني منة اليوم .

الثورة الشعبية قطعت شوطا كبيرا في التغيير ومن أهم ما يسجل لها حتى ألان القضاء نهائيا على حاجز الخوف من النظام الفاسد وهذا الانجاز من أهم الأهداف السياسية والاجتماعية وأصبح ظاهرة أخلاقية تحريرية لا تستطع أي سلطة او نظام مستقبلا أن يتخلص منها إلا إذا مارس كل وظائفه الخارجية والداخلية بكل نزاهة و أمانة أي أن الخوف سيكون ملازم لكل القيادات المحلية و المركزية المستقبلية من الغضب الشعبي في ما إذا أحجمت عن تلبية المتطلبات الشعبية او الانحراف بالسلطة عن أهدافها او مخالفتها للقوانين وهذا يعني ان السعي الشخصي للحصول على السلطة سيكون محفوف بالمخاطر .
وهذا كله أداء إلى تقويض نظام علي عبدالله صالح وتصدع أركانه والخوف الذي ينتاب قيادات النظام من المستقبل والملاحقات الجنائية وقناعتهم بعدم القدرة على مقاومة المد الثوري والتغيير الايجابي لهروب البعض خارج الوطن وركوب البعض موجة الثورة ومحاولة البعض الأخر البحث عن مخارج يأمل أن تشفع له مستقبلا.

- الإشكـــــــــــــــــاليات :-
تعثر الحسم الثوري السلمي حتى ألان بسبب التدخل السعودي في مساندة النظام الفاسد وتعاطف بقية دول الخليج بدعم أمريكي والاتخاذ من المبادرة الخليجية حصان طروده لتوفير الحماية الصالح وعائلته من الملاحقة الجنائية والحجب المتعمد من تدويل القضية اليمنية ،و المعارك المفتعلة في صنعاء وغراس الجماعات المسلحة في أبين و افتعال الحرب معها باعتبارها القاعدة واختراق الثوار وأحزاب اللقاء المشترك كل ذلك ولد اتجاهات وأفكار و أهداف متناقضة ولا يمكن أن يكون معها توافق .

ان تشكيل مجلس انتقالي من قبل الثوار في الساحات وتشكيل مجلس وطني انتقالي من قبل اللقاء المشترك وبتشكيلات عشوائية دون اعتماد أي معيار علمي . وإصرار البعض على تجاهل القضية الجنوبية مما جعل الكثير رفض العضوية كل ذلك يعتبر جملة من الإشكاليات أمام الحسم الثوري السلمي سوف يؤدي إلى نشوب حرب أهلية لا محالة ستغرق فيها البلاد والعباد عسكريا واقتصاديا.

-المخرج للحسم السلمي :-
المنطق يقول أن أي تشييد أو بناء يجب أن يكون من الأسفل إلى العلا وليس العكس ونحن ندرك تماما إن أي تشكيل المجالس المركزية من العاصمة لن تتمكن من الإدارة والتوجيه والسيطرة على الثورة وثوارها من المركز فا المركزية من سمات النظام الفاسد الذي جاءت الثورة من اجل التخلص منها فكيف لهذه الثورة تتبناها اليوم وعمليا ثبت فشل تلك المجالس المركزية ولا يمكن ان تكلل تلك المساعي بالنجاح على الاطلاع ولن يتم من خلالها الحسم الثوري السلمي المنظم .
فا المخرج الوحيد و الأسرع للحسم الثوري السلمي والوسيلة التي يمكن من خلالها منع الحرب الأهلية الشاملة في البلاد لابد من تشكيل مجالس انتقالية في كل المدرية والمحافظات تشارك فيها كل الأحزاب السياسية والمستقلين من داخل ساحات الاعتصام بإعداد متساوية وتنتخب قيادات يومية على مستوى المديرية ومثلين لكل مديرية في مجالس المحافظات وتطعيمها بمختصين من أبناء المحافظة وانتخاب قيادة يومية يتوافق عليها الجميع، واختيار ممثلين للمحافظات في المجلس الانتقالي الوطني المركزي المؤقت والذي يجب أن يطعم بشخصيات سياسية ومختصين علميا على ان تتم تلك العملية بكل شفافية وعلنية ومباشرة من ساحات الاعتصام بعيدا عن الخلافات السياسية واعتبار الولاء والانتماء لتربة المولد والسكان المحلين مبدءا أساسي والهدف الأول إسقاط النظام من خلال السيطرة على الوحدات الإدارية والتي تكاد سقوط أغلبيتها مع مراعاة مناصفة العضوية بين إقليمي الشمال والجنوب في المجلس الانتقالي المركزي المؤقت. ذلك في تقديري الشخصي سيضمن الحسم الثوري السلمي المنظم بعيد عن تلك الإشكاليات التي تعاني منها الثورة وأرسى قاعدة اللامركزية في البناء والتغيير.