الرئيسية / كتابات وآراء / رسالة ثائر ضريبي

رسالة ثائر ضريبي

عصام مصلح مهدي
الخميس , 28 فبراير 2013 الساعة 05:09 صباحا

لقد قررت اليوم أن أوجه ثلاث رسائل بخصوص الأحداث السابقة في مصلحة الضرائب أرجوا أن تصل كل رسالة إلى صاحبها وأن تعيها أذنٌ واعية :
الرسالة الأولى : إلى الوالد العزيز أحمد غالب
وأنا هنا أخاطب فيك الأب ولا أخاطب فيك المسئول ، أوجه اليوم رسالتي هذه لتعلم أننا لسنا ضدك ، لم تكن صرختي في ذلك الاجتماع المنعقد في يوم السبت 16 من فبراير ، صرخة حاقد أو مرائي ، ولكنها صرخة ثائرٍ قهرته الأيام ، فلا تبالي بها ولا تأخذك إلى أبعد من مرامها الذي قيل فيها ، قد يقول البعض أني تراجعت أو استسلمت نتيجة الضغوط والتحقيقات ، وسوف يتضح في الرسائل التالية عكس ذلك تماماً ، فأنا غير آسفٍ على ما تلا ذلك من إجراءات تحقيق وما سبقها وكان آخرها اليوم ، فليست القضية بالنسبة لي إلا صراع حق ٍ وباطل ، لن ينتهي إلا بانتصار الحق ، والحق هو حصول الموظف على حقوق كاملة دون نقصان ، ولا أقصد بذلك أنك أنت من تمثل الجانب الظالم ، لأننا نعلم أنك محاط بلوبي هو من يقود المعركة ضدنا نحن الموظفين ، فيجعلك أنت فقط من تتصدر الموقف لتظهر للموظفين وكأنك عدوهم الأول ، وهذا ما نسعى إلى إفشاله . فنحن معك ضد هذا اللوبي الذي يحاول أن يصور لك أننا ضدك ، نحن نعلم أن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد ربما تفرض تغييرك في خلال السنتين المقبلتين ، لهذا ندعوك أن تختم حياتك الضريبية بعمل ٍ تاريخي يردده الناس عبر الأيام ، ويسجل لك في ميزان حسناتك عند الديان ، قف إلى جانب موظفيك ، وتأكد أننا سنكون أوفياء معك ، وتأكد أن الله سيكون معنا ، هذا ما أردت أن أقوله لك ، أعرف أن من يحيطون بك سيزينون لك عكس مراد هذا الكلام ، ولكنني أثق في ذكائك .
الرسالة الثانية : إلى اللوبي
نحن نعلم خططكم وقادرون على مواجهتكم فالتاريخ مليء بأمثالكم ومليء بمعارك أمثالنا نحن المظلومين مع أمثالكم أنتم الظالمون ، ولا بد للمعركة من نهاية ، فلتعلموا أننا منتصرون لأننا نملك الحق ولأنكم أنتم الباطل ، لأننا نحن المظلومون ، ولأنكم أنتم الظالمون ، لأننا نؤمن بالله ونؤمن أنه لا بد أن يأتي الله بيوم ٍ ننتصر فيه عليكم ، وليس على الله ببعيد ، وأخيراً أذكر ما قاله شيخ الشهداء عمر المختار \" نحن قومٌ لا نستسلم ، ننتصر أو نموت \" .




الرسالة الثالثة : إلى زملائي الموظفين
وصلتني الكثير من رسائل الإحترام والإجلال لموقفي في ذلك الاجتماع كما وصلتني الكثير من الانتقادات والنصائح التي تحمل بعضها الانتقاد لأسلوبي في الكلام ، والبعض يحمل السخرية من ذلك الموقف الذي لن أندم عليه ما حييت مهما كانت نتائجه ومهما كان فيه من أخطاء بنظر البعض ، وهنا أوجه كلماتي إلا أولئك الذين قدموا لي النصح بصدق ، فقالوا أن أسلوبي كان خاطئاً ، أقول لهم : إذا كان أسلوبي خاطئٌ في التعبير عن قضيتنا، ولساني قد عجز عن الوصول بأفكاري إليكم فاعذروني ، فهذا ما مكني فيه ربي ، وما توفيقي إلا بالله ، وأنا هنا لا أطلب منكم أن تقفوا معي أو معنا نحن الناشطين ، ولكنني أطلب منكم أن تقفوا مع أنفسكم ومع قضيتكم ، إن كان أسلوبي قاصر عن التعبير فأنا أطلب منكم أن تكملوا ما قصرت فيه ، لماذا لم يقم كل شخص منكم ليعبر عن همومه وقضيته بأفكاره وأسلوبه ، بغض النظر عن رأيه في كلامي ، لماذا لم تطالبوا بحقوقكم في ذلك الاجتماع ، لماذا لم تخاطبوا رئيس المصلحة بأسلوبكم ولتتركوا مساوئ أسلوبي وأخطائه ، وأنا هنا أحيي الأستاذ أمين الباروت على ما قال ، وتمنيت أن كل الزملاء قاموا مثله وليكرروا ما قال بأسلوبهم الخاص أو ليقولوا نؤيد ما طرحه ، لماذا قصرتم في المطالبة بحقوقكم وحقوق أبنائكم من بعدكم ، هل ترون أن كل شيء على ما يرام ، هل ترون أنكم الآن بأحسن حال ، إذا فماذا عن مستقبل أبنائكم ، ألا يستحق أبناؤكم أن تقفوا من أجلهم وقفة واحدة لتطالبوا بحقوقهم بعد وفاتكم أو عجزكم ، ألم يرى أحدٌ منكم أحد زملائه يشحذ بعد تقاعده ، ألا يتبادر إلى أذهانكم حال أولاد زملاءنا الذين توفاهم الله ، فمكرت بأولادهم الأيام وما نفعتهم خدمة آبائهم الطويلة في هذه المصلحة ، ألا يستحق أولادكم أن تفكروا بهم للقليل من الوقت وأن تطالبوا بما يؤمن حياتهم ، يقول البعض الرزق على الله ، فأقول لهم \" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون \" وأقول لهم لا يعني كلامي هذا أني غير مؤمنٍ بأن الله هو الرزاق ولكن رسول الله يقول \" إعقلها وتوكل \"
هذا ما أردت أن أقوله لكم