الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٠ مساءً

اقطعوا العلاقة مع إيران قبل فوات الأوان

د . حسين عبد القادر هرهره
الاثنين ، ١٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٣ مساءً
تقوم العلاقات الدبلوماسية على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للدول، ولكن عندما تتحول هذه العلاقة إلى بوابة للتدخل في الشؤون الداخلية وتنفيذ اجندات مذهبية ودعم فصيل سياسي أو تيار ديني ضد الآخرين والتخطيط لتقسيم البلد فان هذا يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء ومخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول.
إن تدخل ايران في الشؤون اليمنية هو أمر بات معروفا ولا يحتاج إلى دليل ، وحتى قبل اكتشاف السفينة الإيرانية التي كانت محملة بالأسلحة فإن أصابع إيران كانت واضحة في دعمها للحوثيين، وماصمودهم امام الجيش اليمني في المعارك السابقة إلا دليل على الدعم الغير محدود الذي تقدمه ايران لهذه العصابة الاثنى عشرية التي عاثت في الارض فسادا واستغلت الاضطراب الامني والاجتماعي بسبب ثورة اليمنيين على فساد حكومة الرئيس المخلوع من اجل تثبيت اقدامها وسيطرتها على مناطق شاسعة من اقصى شمال اليمن بسبب الدعم الكبيرالذي حصل عليه الحوثيون من ايران ومارسوا كل مالايمكن تصوره من القتل والتعذيب وفرض الاتاوات على المواطنين في تلك المناطق بسبب غياب الحكومة وانشغالها بالاحداث في كافة المحافظات.
ان كمية الاسلحة المضبوطة في السفينة الايرانية يدلل وبقوة على ان ايران قد نجحت في تحقيق كثير من اهدافها قبل انكشاف هذه العملية وهناك تقارير تشير الى ان الحوثيين قد ادخلوا اسلحة عبر الحدود السعودية الى الشيعة في المملكة وهم يقطنون في المناطق المتاخمة لليمن مثل نجران وما جاورها واذا صدقت هذه التقارير فان الامور سوف تتجه الى التصعيد مستقبلا ومن خلال الدعم المتبادل بين الشيعة على جانبي الحدود وسوف تشهد المنطقة انفلاتا امنيا واسعا اذا لم يتم تداركه.
لقد قامت إيران بإرسال الأسلحة إلى اليمن اكثر من مرة وليست هذه الشحنة هي الاولى التي يتم اكتشافها بل هي الثالثة وعبر منافذ مختلفة في أقل من عام مما يدلل على ان ايران تسعى وعلى عجل الى تعويض خسارتها بسقوط النظام السوري النصيري بايجاد موطىء قدم في المنطقة يكون بديلا عن سقوط بلاد الشام وهي بذلك تسعى الى تطويق الجزيرة العربية من كل الجهات وخصوصا بعد ان خرجت العراق من الحظيرة السنية واصبحت تحت حكم ملالي ايران ، كما انها تخطط لان يكون وضع الحوثيين في اليمن مشابها لوضع حزب الله في لبنان بحيث يسيطر على اداء الحكومة من خلال قوته العسكرية والمالية، واعتقد ان الوضع في اليمن قابلا للسيطرة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للشعب اليمني وخصوصا ان ايران قادرة على ضخ اموال ضخمة قد تؤدي الى السيطرة على القبائل اليمنية مما يقوي شوكة الحوثيين ويصعب اقتلاعهم بعد ذلك ويصبحوا شوكة في اليمن ومنطقة الخليج.
إن أول اجراء يجب أن تتخذه اليمن لإيقاف هذا المخطط هو قطع العلاقة نهائيا مع ايران كما فعلت المملكة المغربية التي أقدمت على هذه الخطوة بمجرد اكتشافها ان ايران تخطط لتأسيس خلايا شيعية في بلاد المغرب وبذلك قطعت الفتنة وهي في بدايتها وارتاحت وأراحت وأعتقد أن قطع العلاقة بين اليمن وإيران لن يكون له أي أثر سلبي على اليمن بل العكس تماما فاليمن سوف يغلق بوابة للمشاكل هو في غنى عنها، ومن المعلوم ان العلاقات التجارية بين اليمن وايران ليست بالمستوى الذي قد يؤثر على اليمن اذا اقدمت على هذه الخطوة ، ولكن هذا الأمر سوف يكون موضع ترحيب من الأشقاء في الخليج اللذين يعانون الأمرين من سياسة ايران كما ان هذا الاجراء سوف يجعل إيران تراجع سياستها القائمة على استغلال مشاكل الآخرين في مخططاتها وتعدل من سياستها إذا وجدت أن مزيدا من الدول سوف ينتهجون ضدها هذه الطريقة وهي قطع العلاقة نهائيا، كما ان الحكومة اليمنية مطالبة باعداد خطة لمواجهة الحوثيين واخمادهم نهائيا وتحويلهم الى حزب سياسي فقط ونزع اسلحتهم، وعلى دول الخليج ان لاتقف تتفرج على مايحدث في اليمن فان سقوطها يعني سقوط الخليج، والفرصة لازالت قائمة والامل معقود بالعقلاء من حكام الخليج وعلى رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته بالاضافة الى دولة الامارات التي هي موقع الاستهداف بامنها من قبل ايران ومشاكل جزرها المحتلة لازالت قائمة، كما ان على دول الخليج ان تعلم ان وقوف اليمن من كبوته هو سندا لهم ضد اي تدخل اذا احسنوا تقدير الامور ، وهذا مانأمله منهم.