الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٩ صباحاً

المسئولية والحوار

محمد سيف الشميري
الجمعة ، ١٥ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
للأسف البعض لايقدر أمانة المسئولية، ولايدرك أنه بمجرد توليه تلك المسئولية قد حمل الأمانة التي تحتاج منه الصدق والوفاء للوطن، وأن عليه أن يتخلص من الاعتقادات الجاهلية التي تحيله إلى مجرد عبد ينفذ مايريد منه الآخرون حقاً وباطلاً بحجة أنهم هم الذين أوصلوه إلى ذلك الموقع فيسخر المصلحة العامة لخدمة المصالح الخاصة، بل إنه يضرب بالمصالح العليا للوطن عرض الحائط، ولايقول إلا ما يملى عليه ولايفعل إلا مايؤمر به.

إن ذلك البعض الذين حفيت أقدامهم وفزعت وجوههم وهم يركضون خلف المسئولية ويسعون إليها بشكل يبعث على الخجل إنما يمثلون صورة جديدة للفساد، وبالتالي بات من الصعوبة بمكان أن نتوقع منهم عملاً يخدم الدين والوطن والإنسان بقدر خدمتهم للشيطان وإخلاصهم للفتنة ووفائهم للحقد والكراهية، بل إن الدستور والقانون والقيم الأخلاقية لم تعد تهمّه لامن قريب ولابعيد، وقد أفرزت هذه المرحلة شكلاً من الفساد الممنهج الذي يقضي على الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية ويقود إلى التمرد على مكارم الأخلاق.

إن مرحلة الحوار لا تحتاج الفسق في الفعل والقول الذي ظهر خلال هذه المرحلة، وعلى العقلاء والحكماء أن يدركوا بأن الوطن أمانة في أعناق الجميع، وأن يعمل الجميع على تحصين الوطن من تلك الآفات والسموم وأن نعيد للوظيفة العامة مكانتها في الدستور والقانون، لأن الالتزام أساس الشرعية.

إن الحوار الوطني يحتاج من كل مسئول أن يمارس القول والفعل بما يتفق مع الدستور والقانون ويعزز الوفاق الوطني ويرفض ما دون ذلك، لأن الاستمرار في إشعال نار الفتنة من خلال موقع المسئولية أشد خطراً على البلاد والعباد وينذر أن يطيح بالسلم الاجتماعي الذي نسعى إلى تعزيزه وتمتينه في أوساط المجتمع وقد بات القيام به فرض عين من أجل عزة وشموخ اليمن الواحد الموحد بإذن الله.