الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٤ مساءً

11فبراير بثلاث نكهات حاليا في الاسواق اليمنية ...

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
الاربعاء ، ١٣ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
هو يوم واحد ووطن وواحد وشهر واحد وعام واحد ..لكنه هذا العام مختلف عن باقي الاعوام .. ويوم مختلف عن سائر الايام .

يو الحادي عشر من فبراير في اليمن له ثلاث الوان ومتوفر بثلاث نكهات ..

وكلا يدعي وصلا لليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا .

ففريق يسمي يوم 11 فبراير بيوم النكبة وهؤلاء هم من يزعمون انهم انصار الشرعية الدستورية وهم اتباع النظام السابق والذين خسروا السلطة ولو شكليا او جزئيا ولم يعد لهم تلك الايادي التي تطول كل شيء ؛ فهذا اليوم يعتبرونه نكبة وكارثة حلت بهم .

الفريق الاخر وهم من يسمون انفسهم بالثوار فانهميرون 11 فبراير يوما وطنيا بدأت به ثورة اسقطت نظاما جثم على قلوبهم اكثر من ثلاثة عقود ؛ يرون ان هذا النظام افسد كل شي في بلد غني في كل شي ...

فريق اخر وهم من يحتفلون بهذا اليوم تحت مسمى عيد الشهداء او يوم الشهداء وهم انصار الحراك الجنوبي ..وهذه التسمية ليست جديدة ؛ بل انها رجوع الى ما قبل عام 1990م حيث كانت هذه التسمية حينها لهذا اليوم اي ان التسمية ليست وليدة اللحظة بل لها امتداد الى ماقبل الوحدة ...

وقد كان الجنوبيون حينها يحتفلون بيوم الشهداء كاحد الايام الوطنية ...

11 فبراير يظهر لنا بصورة جلية حجم التمزق والشتات الذي يعيشه الوطن اليمني وحجم التباعد والتباغض بين ابناء اليمن ...

ويزعمون اننا نعيش في ظل الوحدة فاي وحدة بين شعب كل تيار لايحترم الاخر ؟!! واي وحدة في وطن كل فصيل فيه يغدر بالاخر ؟ واي وحدة في وطن ابناؤه لايجمع بينهم الا التراب ؟!!!

اليمن ممزق جدا ومشتت الى ابعد حد يمكن لك ان تتخيله ..

اليمن وطن من الشتات والتمزق والتشرذم ؛ والثلاث الفرق هي الفرق الاقرب من جميع النواحي ؛ فهناك فرق بعيدة كل البعد عن هذا وذاك بل ان هناك في شمال الشمال شتات على شتات ...

وفي كل شبر من وطننا الحبيب نجد الفرقة والتباعد ..

فالوحدة الحقيقية هي وحدة الانسان وليست وحدة الارض ؛ فالاتحاد الاوربي لم يلغي اي تسمية لاي دولة ولكن كل مواطن يعيش في اي دولة بحب وسلام ووئام ...

الولايات المتحدة الامريكية اكثر من خمسين ولاية ولم يلغى من الوجود اي منها بل بقيت كما هي واتحدت في كيان يجمع الجميع ويعيش فيه الجميع بحب ووئام ؛ الامارات العربية المتحدة امارات اتحدت فيها القلوب وبقيت كل امارة تحت حكم مستقل... حدود كل ولاية وامارة ودولة من النماذج سالفة الذكر لم تطمس اطلاقا ؛ فجغرافيا الحديود موجودة ومرسومة لكن وحدة الانسان تخطت هذه الحدود وصنعت وحدة حضارية راقية ...

فالى متى وطني يعيش ممزقا ؟!!!