الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٥ مساءً

مُجتمع بحاجة للنقد أكثر من الرُضوخ

جلال غانم
الاثنين ، ٠٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
قراءة مرحلة تاريخية مُعينة أو حدث سياسي مُعين يتطلب فعليا أن نُجيب على حالة استفسارات مُعينة كـــ (ماذا نُريد) ؟
نهج السُلوك الذي نتصف به كشعار مرحلي مُلازم يتطلب قدر أكبر من المُساواة والعدالة والنظر إلى الدور السياسي الذي نُؤديه داخل الإطار التنظيمي للحزب الواحد وهذا الدور لن نعيه جيدا إن لم نكن نملك رؤية سياسية تتمحور حول فكرة التغيير وطبيعة الدور الذي نُمثله .

لا يُمكن أن تؤدي العدالة دور يُذكر إن لم تتسم بقدر أكبر الوعي لدى قادة المرحلة بعينها وهذا الوعي دائما ما نراه مُنعدم في مُجتمع يفتقر لأبسط مُقومات النقد والتشريح للمُمارسات الخاطئة التي يؤديها السياسيين .

أن تتقمص دور الحصيف والكاتب المهني ليرى الآخرين أخطائهم وعيوبهم ومُمارساتهم الخاطئة شيء غير جيد طالما ومفهوم السُلطة نابعة في بلد كاليمن من مفهوم التملك الثوري والحزبي والقبلي القاتل للميول الحقيقية والرغبة في تغيير كل أساسيات الحُكم البائد القائم على كُل هذه الروافد السيئة .

أن تكتب وفق أهواء الساسة وميولهم الحزبي وتوجهاتهم الوقتية المربوطة بمصالح أشخاص ستعي جيدا أن مكانتك كصحفي أو كـــ كاتب ترتفع وتنخفض وفق بورصة المصلحة المُتحققة لهؤلاء الأشخاص بعينهم وهذا ما يدعو أغلب الكُتاب والصحفيين لمُمارسة هذه المهنة خارج حصار الحوكمة المهنية المفتعلة والمربوطة بمصالح أعلى بالرغم ما يتعرضون له من حالات انتهاك وتهديد يومية .

لسنا بحاجة إلى الصُراح بقدر ما نحن - كمُجتمع يميل إلى العُنف في العادات والتقاليد السياسية - بحاجة إلى مُمارسة سُلطة نقد داخل الأروقة الحزبية والمُجتمعية التي تتنصل من مبادئها الأساسية في القانون الأساسي لها كي تتحول إلى أطراف وقوى تمثيلها نابع من القوى التي تمتلكها بعض الوجاهات والشخصيات داخل هذه الأحزاب وهر سر وصولنا إلى حالة من التصدع السياسية وقد كشفت الثورة السياسية أن كُل الأحزاب اليمنية بلا استثناء لا تمتلك أي قاعدة قانونية وفكرية يُمكن أن تُقدم حُلول ودراسات لطبيعة أي مرحلة تمر بها البلاد مما زاد من حالة الاحتقان والردع بين كُل قوى تعتبر الساحة الوطنية مسرح لعبثها الجنوني .

نحن عندما نتكلم عن حالة سياسية مُعينة لا يعني هذا أننا نتمترس في صُفوف أيدلوجيتنا ونُخبنا التي أنتجتنا سياسيا بقدر ما نحن لنقد كُل حالة سياسية بعينها كي نعرف أننا نختلف ونتفق على أسس حقيقية بقاعدة ومساحة سياسية قابلة للترويض أكثر من قابليتها للتغطية والتستر على أي مُمارسات خاطئة في الإطار التنظيمي الواحد .

الرُضوخ لامتيازات الأشخاص الثورية والسياسية غير مُجدية في مُجتمع يتملك حتى الأحلام والثورات والحكايات وكل ما من شأنه يُجذر من سُلطة الفرد القادر على فرض نفسه في بيئة غير ديمقراطية ويعُزز من موقعة كأمين على حزبه وقبيلته وطائفته لنعرف مدى الاستخفاف في عدم مُمارسة أدنى سُلطة على كُل هؤلاء الذين يمرون من أمامنا بسلام .