الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٤ مساءً

الدفيء الأسري كأحد أسباب النجاح

مروان المخلافي
الخميس ، ٣١ يناير ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ مساءً
تشير كثير من الدراسات الحديثة التي قام بها جمع من الباحثين في أكثر من جامعة عالمية إلى أن الدفيء الأسري قد يمثل في كثير من الأحيان الركن الأساس في الإبداع والنجاح أيا كان مجال هذا النجاح أو الإبداع ، ، فضلا عن الجو النفسي المستقر الذي قد يهيئه هكذا حال أسري دافئ .

وقد يتساءل أحدنا عن كثير من حالات الإبداع ، وصور النبوغ ، وشواهد الارتقاء والتقدم لأناس عاشوا حياة الشظف والبؤس والحرمان نظرا لفقرهم وقلة ما في أيديهم ، ومثل هذا الكلام صحيح ، بل إنه عين الصواب إذا ما ذهبنا لاستحضار كثير من الشخصيات التي أصبح يشار لها بالبنان فيما وصلت إليه من مراكز متقدمة في مجتمعاتها وبلدانها ، إلا أن هذا لا يعني أنهم عاشوا بعيدا عن الأجواء الأسرية الدافئة ، ومثل هذا الكلام يذكرنا بمن عاشوا أيتام ونبغوا لكنهم كانوا في كنف أمهاتهم الآئي أبدعن في رعايتهم وإرضاعهن حليب الحياة الدافئة مع كل رشفة ، فمثلا الأمام الشافعي شمس الدنيا وضيائها عاش في كنف أمه التي أولته كامل الحب والحنان والرعاية فما كان منه إلا أن كان عالم هذه الدنيا بفضل حنان أمه الذي وجد عنده ما يصبوا إليه من سمو الحياة ورقيها فكان له ما أراد.

يحكي احدهم قائلا عن نفسه أنه وفي يوم من الأيام كان معي أحد الزملاء الذين أودهم كثيرا داخل الجامعة، وبالضبط في أحد مطاعمها ، فمر بنا رجل كبير في السن يزيد على الخمس والخمسين ، قلت لزميلي هل رأيت هذا الرجل ؟ قال نعم ،قلت لو تعرف عنه لذهبت له وقبلت رأسه ، لماذا ؟ ما الخبر ؟ هذا الوالد الكبير له ولد يدرس معنا في الجامعة ، وولده أعمى قد فقد بصره .. وهذا الوالد ليس من هذه الديار وجاء بولده من مدينة أخرى ، وعجبت من هذا الوالد .. تخيل! يبيت مع ولده ويسكن معه في السكن الجامعي .. يذهبان سويا في الصباح للجامعة ، ويأكلان سويا ، ويذهب الوالد ويشتري لولده المذكرات الجامعية والكتب الخاصة ،تحمل عنه مشاق العلم ، فقط يهيء له كل شيء،وعلى الولد الدراسة ،لم أر مثله في حياتي ، بل يستيقظ في الليل ليأخذ بيد ولده ليذهب به إلى دورات المياه ، أي أب هذا .

بل الأعجب .. أنه يمشي معه كأنه زميله يضحكان سويا ويتبادلان أطراف الحديث وكأنهما قرينان ، فانتشى زميلي وقال بالله اتركني أذهب لأقبل رأس هذا الرجل حق على كل طالب علم أن يقبل رأس هذا الوالد ،يقول من حكى هذا موقف لزميله ذهبنا وتركناهم .. ولم تفارق صورتهما القلب .. والسؤال الذي يطرح نفسه كم من المتوثبين للانطلاق في مجالات هذه الحياة أعاقهم غياب الدفيء الأسري داخل البيوت ، أعتقد أننا بحاجة إلى أ ن نقف عند هذا السؤال كثيرا والأسباب التي يمكن الأخذ بها لتلافي مثل هذه الأوضاع التي من شأنها ان تذهب بالعقول والأفئدة إلى مواطن لا يعرف معها إلا الكسل والدعة والخمول


"إضاءة"

أمي وأبي هما الدنيا وبهجتها* يحيا بظل حنانهما أملي

أمي وأبي وما أحصي أياديهما *قد طوقا عنقي بخير حلي

آمي وأبي بيومكما فرحتي عظمت *فلكما الهناء منور السبلي

فخذا الهدية من يدي وفمي *يدعو بطول العمر والأجل

رمزا لحب قد ملأتما به قلبي *ومنكما العطف متصل