الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٩ مساءً

الشعب اليمني ينتصر على الحكم العائلي

ريما الشامي
الأحد ، ٢١ أغسطس ٢٠١١ الساعة ٠٣:٠١ مساءً
33 عاما من حكم علي صالح أفسد فيها و نهب وعبث بهذه البلاد وبشعبها وبمقدراته وبانسانيته وحوله الى شعب أمي جائع جاهل مريض فقير يتسول لقمة عبشه ويكابد شظف الحياة ويبيع عرضه وشرفه وكرامته واعتباره الانساني في كل مكان من أجل حياة ذليلة مهينة وانتشار ظواهر الزواج السياحي واتساع رقعة البطالة والجوع والفقر وتفشي الأمية والجهل والأوبئة والحروب القبلية والانقسامات وتحول الاف الأسر الى التسول وشيوع مختلف انواع الجريمة والفساد بشتى أصنافه في المجتمع اليمني كل هذه وقائع ومعطيات حية تحكي حجم المعاناة والفساد والظلم وانعدام أبسط معايير الحياة الانسانية التي تعيشها الأغلبية العظمى من الشعب اليمني تحت تسلط الحكم العائلي الفاسد ، واليوم لا يزال أولاد علي صالح يصرون على حكم الشعب اليمني الحر الكريم وكانه مجرد مزرعة حيوانات ورثوها عن أبيهم علي صالح وهم اليوم يفرضون على ملايين اليمنيين العقوبات الجماعية والحصار الاقتصادي و يقطعون عنهم الماء والكهرباء والغذاء والخدمات الأساسية ويخفون أيضا البترول والديزل والمشتقات النفطية ويبيعونها في السوق السوداء و بموازة ذلك يوجهون معسكرات الحرس والأمن المركزي للقتل والقصف وشن الحروب على القرى والأحياء السكنية ، فهل سيغفر الشعب اليمني لأولاد علي صالح جرائمهم ؟ و هل سيسمح لهم بمواصلة الفساد والنهب والعبث وتدمير اليمن حتى النهاية وانفاذ مشروع التوريث؟ أم ان الشعب اليمني سيضع نهاية حاسمة لبقايا الحكم العائلي وسيؤسس لمرحلة حياة جديدة عناوينها ومقوماتها الحرية والحياة الانسانية الحرة الكريمة لكل مواطن يمني.

اليوم أولاد علي صالح وبقايا الحكم العائلي يقتلون الشعب اليمني ويحاربونه ويوجهون الترسانة العسكرية ومعسكرات الحرس الجمهوري لقصف القرى والمناطق السكنية وفي نفس الوقت يفرضون العقوبات الجماعية على ملايين الناس وهم أصلا لا يمتلكون غير هذه الوسائل والأدوات القذرة وليس لديهم من مشروع أصلا غير مواصلة جرائم القتل والحروب والفساد والنهب والتدمير المستمر منذ 33 عاما من حكم علي صالح غير ان هذه السياسات الفاشلة تطورت خلال هذه الفترة القصيرة من حكم أولاده الى حرب عسكرية سافرة وعقوبات جماعية بصورة مباشرة على شعب يبلغ تعداده أكثر من 23 مليونا في تحد واضح من قبل عصابة عائلية تريد ان تهزم شعب وتكسر ارادته وتفرض مشروع التوريث والحكم العائلي بالقوة والقهر والتجويع وقطع لقمة العيش ، لكن اليوم ليس لدى الشعب اليمني ما يخسره بعد ان أوصله هذا الحكم الفردي العائلي الفاسد الى هذا المستوى المريع من الفقر والجوع و الجهل والمرض والحروب والانقسامات والأزمات وانعدام أبسط مقومات الحياة الانسانية، فماذا بقى لدى أولاد علي صالح في هذا الشعب وفي هذه البلاد ليفسدوه ولينهبوه وليعبثوا به، فاما الحرية والخلاص واجتثاث الحكم العائلي أو هي جهنم التي صنعها علي صالح لهذا الوطن والتي ستأتي على أولاد علي صالح في المقام الأول أما الشعب اليمني فقد فقد الأمل والحياة والكرامةوالاعتبار الانساني الذي انتزعه علي صالح من هذه الأمة وليس لديه ما يخسره.

اذن فأي مستقبل أسوأ هذا الذي ينتظره أبناء الشعب اليمني تحت حكم هذه العصابة العائلية التي لا تعرف غير القتل والحرب والاجرام والحصار والعقوبات الجماعية لتفرض على الشعب اليمني بواسطة هذه الأدوات القذرة مشروع التوريث والحكم العائلي ولتتحكم بمصير 23 مليون انسان يمني تريدهم مجرد جوعى ومرضى وأميين وعبيد ، فهؤلاء الأولاد المدعومين بالمال السعودي الذي ينفقونه على قتل الشعب اليمني في حروبهم العسكرية وعلى انفاذ مخططاتهم التدميرية لليمن ليس لديهم من هدف الا اغتصاب السلطة والانقلاب على النظام الجمهوري وتحويل اليمن الى مملكة عائلية في الوقت الذي يواجههم الشعب اليمني بصموده وثورته وارادته واصراره على نيل حريته وكرامته وحقوقه الانسانية الكريمة.

لا مجال هنا للحديث اطلاقا عن أية خيارات في هذه الثورة والمواجهة بين الشعب اليمني وبقايا الحكم العائلي غير خيارين اثنين اما انتصار ثورة الشعب اليمني وارادته الحرة أو انتصار مشروع التوريث و أولاد علي صالح وتسلطهم على مصير 23 مليون يمني وقد رأينا استماته بقايا هذه العائلة في حربها الشاملة ضد أبناء اليمن بالقتل والقصف والحصار والعقوبات الجماعية في نفس الوقت الذي يصر رأسها المحروق علي صالح المتواجد في السعودية على الابقاء على أولاده في حكم اليمن ويشترط تعيين نجله الأكبر نائبا للرئيس كي يسلم له السلطة هكذا بكل استخفاف وحماقة فهو لازال يراوغ ويناور ويضع شروطه من أجل ضمان بقاء أولاده في حكم اليمن لكن الشعب اليمني بمختلف قواه وتوجهاته وتياراته يعي تماما أن بقاء أولاد علي صالح أو أيا من بقايا الحكم العائلي انما هو استمرار لحكم الفساد والنهب والعبث وامتداد لحكم الفرد والعائلة وانتصارا لمشروع التوريث وهزيمة للثورة و خيانة لدماء الشهداء ومن ثم فان علينا أن نتوقع أي مستوى سيوؤل اليه حال وطننا وشعبنا في حالة استمر الحكم العائلي تحت أيا مسمى كان وبأي شكل كان وبأسم أية تسوية كانت.

اليوم وبعد 33 عاما من حكم الفرلد والعائلة و7 أشهر ثورة وصمود واعتصامات دخل الشعب اليمني مرحلته الحاسمة الأخيرة في مواجهة بقايا الحكم العائلي فهذه المرحلة ستحدد نتائجها مصير اليمن اما الحرية والخلاص والتأسيس لمرحلة حياة جديدة أو الاستمرار تحت البقايا الحكم العائلي ، فأولاد علي صالح يوجهون كل ما يمتلكونه من دعم خارجي وترسانة عسكرية ومعسكرات وحصار اقتصادي وعقوبات جماعية ووسائل افقار وتجويع واذلال نحو الشعب اليمني من أجل اخضاعه وقهره وتركيعه لرده عن ثورته ومطالبه وحقوقه الانسانية العادلة حتى يقبل بالتوريث والحكم العائلي ويسند هذه العصابة رأسها وكبيرها علي صالح بدعم اقليمي يريد اجهاض الثورة وافشالها لحسابات غير اخلاقية وغير انسانية حيث يصر المحروق علي صالح المتواجد في السعودية على اشتراط تعيين نجله نائبا من أجل تسليمه السلطة بموجب اتفاق ترعاه نفس الأطراف الاقليمية التي توظف حاليا امكانياتها لانجاز تسوية سياسية تبقي بموجبها على بقايا الحكم العائلي في حكم اليمن والشئ الغريب ان هذه الدول المجاورة التي تقف ضد الشعب اليمني وثورته تدعي في نفس الوقت أنها تقف الى جانب شعوب عربية أخرى تناضل من أجل حريتها وخلاصها من أنظمتها العائلية ، ولكن ما يهمنا هو وجود الشعب اليمني الحر وارادته الوطنية كطرف رئيس في هذه المعادلة التي سيحسمها لصالح خياراته في الحرية والحياة الانسانية الكريمة كما حسمتها شعوب أخرى انتصرت لارادتها ولحقوقها رغما عن ارادات قوى عالمية كبرى ، والشعب اليمني وهو يعيش هذه المرحلة المصيرية الحاسمة في مواجهة بقايا الحكم العائلي ومن يقف معهم يمتلك وعيا كافيا وادراكا محيطا بخطورة استمرار أولاد علي صالح في حكم اليمن تحت أي مسمى وتحت أية تسوية وبأي شكل كان فهذا الوضع لا يعني الا التفاف على الثورة وهزيمة ارادة الشعب اليمني واستمرار العبث والظلم ونهج الفساد ونجاح مشروع التوريث ومن ثم فان علينا أن نتوقع الى أي مصير سيقود أولاد علي صالح اليه اليمن بعد هذا الوضع الطاحن الذي تعيشه الأغلبية العظمى من أبناء الشعب اليمني تحت تسلط الحكم العائلي من فساد ونهب وفقر وجوع وحروب وأزمات وانقسامات الذي تنعدم فيه أبسط مقومات الحياة الانسانية وتشخصه المنظمات الدولية والانسانية بأن اليمن تعيش حالة الدولة الفاشلة المعرضة للانهيار.

محاكمة واستخفاف
المصريون أنجزوا ثورتهم وأسقطوا الحكم العائلي وقدموا رموزه حسني مبارك وأولاده الى المحاكمة،وفي اليمن لم يتعظ علي صالح وأنجاله وأفراد أسرته بمصير زملاؤهم في مصر فلازال بقايا الحكم العائلي يتشبثون بالسلطة ويصرون على فرض التوريث ويشنون حربا شاملة على الشعب اليمني بترسانتهم العسكرية وبعقوباتهم الجماعية وفي السعودية يظهر علي صالح من خطاب لأخر يهدد شعبه بمواجهة التحدي وبالحرب الأهلية و يضع شرطا جديدا لتوقيع نقله السلطة وهو فرض نجله أحمد نائبا للرئيس و هذا استخفاف منه بحالة الشعب اليمني وثورته وتضحياته وفي حالة ما اذا استجيب لهذا الجنون أو تمت تسوية تبقي على أيا من بقايا الحكم العائلي في حكم اليمن فان هذا يعد تعميد ثوري ودستوري للتوريث والحكم العائلي وهو ما لن يكون أبدا ، والشعب اليمني الذي خرج ثائرا للساحات منذ 7 أشهر مضت لن يرتضي بأقل من انجاز ثورته والانتصار لارادته باجتثاث الحكم العائلي ورموزه مالم فان بقاء أيا من أولاد علي صالح انما هو نهاية مخزية للثورة ولللتضحيات وهو شيئا خارج حسابات العقل والمنطق والانسانية والنضالات الانسانية.

الخلاصة
يراهن علي صالح وأولاده ومن يقف معهم على هزيمة الشعب اليمني بالقوة والحرب العسكرية و قصف القرى والأحياء السكنية الى جانب فرض المزيد من الجرع والتجويع والافقار وانتهاج سياسات العقاب الجماعي واخفاء الديزل والمشتقات النفطية وقطع الماء والكهرباء والخدمات الأساسية والتهديد بالحرب الأهلية واطالة أمد الجمود والمراوحة حتى يمل الناس ويحبطوا وييأسوا ويصلوا الى قناعة تهيؤهم للقبول بأية تسوية كانت ومن ثم تنتهي الأمور الى تسوية برعاية اقليمية تشترط وتضمن بقاء أولاد علي صالح في حكم اليمن ، لكن الشعب اليمني يراهن على الحسم والانتصار لارادته وانجاز ثورته والوفاء لتضحيات شهدائه وتحقيقالحياة الحرة الانسانية الكريمة لكل مواطن يمني وانهاء 3 عقود من الظلم والطغيان والفساد والحكم العائلي الذي دمر اليمن وهذه هي مسؤلية كل القوى الوطنية اليمنية.