الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٢ صباحاً

الأيام القادمة مليئة بالمفاجئات ولا عزاء للمؤتمر

حميد مقبل نصر
الأحد ، ٢١ أغسطس ٢٠١١ الساعة ٠١:٣٠ مساءً
يعرف أعضاء المؤتمر الشعبي العام حق المعرفة أن الحزب وقياداته لا حول لهم ولا قوة. لأن الرئيس صالح هو الحزب وهو الدستور وهو القانون وهو الشعب. وما يقوله قيادات المؤتمر كلام إعلام، أما الكلام الحزبي فقد قيل يوم 22مايو 2011م عندما وقعت قيادات المؤتمر الشعبي على المبادرة الخليجية في القصر الجمهوري معلنة موافقتها على رحيل صالح وعائلته. لقد رفض صالح المبادرة ثلاث مرات ولا يزال يرفضها حتى اليوم.
هذه المبادرة جاءت هدية وطوق نجاة من الدول الخليجية وبموجب طلب وشروط صالح ومباركة أمريكا وأوربا والأمم المتحدة. لم ينظر صالح إلى الحالة المزرية والبؤس والشقاء الذي حل بالشعب اليمني بسبب استبداده وفساده ومغامراته الفردية وتحالفاته التي حصرت الشعب بين الفقر والإرهاب.

أما بقايا نظام صالح والمتحدثون باسم قيادات حزب المؤتمر المتباكون على المبادرة الخليجية، المشاركون عائلة صالح في قتل وقمع شباب ثورة اليمن، والتهديدات التي يطلقونها ضد جهود أحزاب اللقاء المشترك الرامية تجنيب اليمن وشعبها مغامرات والاعيب صالح وعائلته. هؤلائي المتباكون عاجزون فعلا عن اتخاذ أي قرار. لأنهم معينين ومفروضين من قبل صالح لقيادة الحزب لخدمة توازنات معينة تدعم حكمه فقط. وقد تعودا على تنفيذ الأوامر الصادرة من صالح وعائلته دون نقاش.

ليس خفيا أن القرار الأول والأخير في كل ما يخص اليمن وحزب المؤتمر يعد حكرا على صالح وعائلته في الماضي والحاضر. أما ما يسمى قيادات المؤتمر فلا تتجاوز صلاحياتها ترديد عبارات تمجيد الحاكم مثل:( الحوار ثم الحوار، الشرعية الدستورية، فخامة الرئيس القائد الرمز حفظه الله، الغرف المظلمة، الإرهابيين، الانقلابيين،...) وبهذا تحول المؤتمر الشعبي إلى أداة ومطية بيد صالح وعائلته لقتل وقمع الشعب اليمني، ووكرا للفساد ونهب ثروات ومقدرات الشعب، وغطاء لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.

المتباكون على المبادرة أقول لهم أنها لم تمت، ولكن قتلت ثلاث مرات بيد صالح . ورغم كل الكوارث والفوضى التي فرضها صالح على الشعب اليمني وفزاعاته المكشوفه، ورغم أن البند الأول في المبادرة وشرطها الرئيسي تسليم صالح السلطة لنائبه ومغادرة اليمن مع عائلته ، نجد قيادات المؤتمر تدعو إلى الحوار. والحقيقة المرة أنها عاجزة وتخشى الضياع إذا أصبحت غدا في المعارضة، وهي الآن مجبرة على حماية شعار" يموت الشعب ويموت الحزب ويبقي الرئيس الرمز والعائلة" هذه النوعيات من البشر تعبد الحاكم ومصالحها الشخصية ولا تؤمن بالديمقراطية ولا بالجمهورية ولا بأبسط حقوق الإنسان في الحياة.

موت المبادرة الخليجية يعد خطرا على الرئيس صالح وعائلته ورموز الفساد المناصرين لهم، أما الشعب اليمني فلن يطوله أكثر مما هو فيه من حرب وكوارث ونكبات سياسية واقتصادية وتشرذم منذ تولي صالح الحكم وحتى اليوم. ومن يراهن على البندقية والجيش اليمني للدفاع عن الشرعية المفقودة لصالح وعن بقاء العائلة في الحكم بالقوة ، كمن يراهن على فوز علي صالح بالرئاسة الأمريكية في الانتخابات القادمة. غدا سيلقى المؤتمر الشعبي مصير حزب مبارك وبن علي، فحزب الحاكم ضعيف ويسقط بعد سقوط الحاكم وعائلته وأسباب وجوده. والأيام القادمة مليئة بالمفاجئات ولا عزاء للمؤتمر وجيش العائلة.