الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

من قلب المملكة العربية السعودي

بندر الكلعي
الخميس ، ١٨ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١١:٠١ صباحاً
من قلب المملكة العربية السعودية، والعاصمة السياسية كما وصفها صالح بالأمس في خطابه الذي شن فيه هجوما لاذعا على الثورة، مخاطبا أتباعه في ما سمي مؤتمر قبائل اليمن قائلا (اللقاء في صنعاء قريبا...) في لغة يفهمها اليمنيين جيدا من لسان صالح.

من قلب المملكة هذا نفسه ،تم استدعاء طائرة إخلاء طبية ملكية في الرابع من يونيو الماضي لانتشال جثة صالح من بين أنقاض جامع النهدين ،وفي ذلك القلب النابض بالملكية ذاته أيضا تم إعطاء صالح الرعاية الطبية والتجميليله الكاملة،مع تكتم فاضح استمر لمدة تزيد عن شهر على صحته في سابقة خطيرة ، وشيطنة إعلامية وسياسية ممنهجة الهدف منها مقايضة الثورة والثوار في اليمن، ليظهروه بعد ذلك ومن قلب المملكة العربية السعودية مخاطبا شعبة سنواجه التحدي بتحدي ، لتصلنا رسالة ملكية واضحة تدحض النظرية القائلة أن الفوضى و الحرب الأهلية في اليمن خط سعودي أحمر ، ليتبين أن نجاح ألثوره الشعبية السلمية هو الخط الأحمر في الجارة الاستراتيجيه للمملكة، والرديف الساحلي الجنوبي لها، والسلة المليئة بالإنسان اليمني العظيم.

نقول لإخواننا في المملكة إن رسالتكم وصلت ليس بالشماغ الملكي الذي البستوه صالح في الظهور الأول (التحدي -1) في يوليو الماضي، وليس في الغابة التي حرصتم أن يتصور صالح إلى جانبها يوم أمس في الظهور الثاني (التحدي -2)، بل بالدعم الملكي السخي لبقايا النظام والذي لم يكن أخرها 3 مليون برميل من الخام الملكي ،ضخت قبل حوالي شهرين لتمويل العمليات القتالية والحربية التي يشنها بقايا نظام صالح ، ولشراء الذمم و الدعم الشعبي والقبلي.

أن الإشارات المتوالية التي يرسلها صالح من منفاه ،والقادمة عبر الأثير الملكي والتي كان أخرها يوم أمس لإتباعه في القبيلة لا توحي بأن صالح يرغب بأن الحل يجب ان يكون سياسيا.
وعلية فأننا نقول لإخواننا في السعود لا يحب الله الجهر بالقول من السوء إلا من ظلم ، ونحن قد ظلمنا منكم مرات ومرات عديدة ابتداء من ثلاثينيات القرن الماضي في اتفاقية الطائف ، أو في الستينات بدعم النظام الملكي ومحاولة إفشال الثوره آنذاك ، أو في التسعينات والتدخل في الحرب الاهليه في صيف 94 ، وماتلاها من اتفاقية جده المشبوهة التي باعكم بموجبها صالح نجران وجيزان وعسير،أوفي المبادرة الخليجية التي قدمتموها في الأحداث الاخيره و التي اتضح إنها لم تكن إلا لعبة سياسية اقتفيتم أثرها من ملفات صائب عريقات.

نعلم جيدا محددات الساسة الخارجية السعودية المرتكزة على ما تقتضيه مصلحة بقاء العائلة في الحكم ، وعدم ترحيبها على مرور العقود الماضية بأي حركة من حركات التحرر العربية لا القومية ولا القطرية ، لكننا لا نتفهم لما ذا تم الخروج على هذه القاعدة في ما يخص سوريا ، حين رفض العاهل السعودي ما يجري من قتل وإراقة للدماء هناك، في الوقت الذي لم نسمع أي تصريح ملكي يجرم ما يحصل في اليمن ، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أزمة إنسانية مفتعلة وكارثة محدقة ،وقتل يومي بحق المدنيين في تعز وأبين ونهم وأرحب وقبلها في الحصبة ، واستخدام لكافة أنواع الأسلحة بما فيها صواريخ ارض ارض،بل وتسخيرها لصالح منبرا حرا للخطب الاستفزازية التي يشنها صالح على شعبة من القصور الملكية في الرياض ، وهنا لا يسعنا ألا ان نقول للملك عبدا لله (لا تنهى عن منكر ... وتدعم مثله ، عار عليك إذا فعلت عظيم).
بل ربما يصبح هذا العار يوما ثورة عارمة ينتصر لنا فيها الشعب العربي في نجد والحجاز .