الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٣ مساءً

عجلة الهيكلة دارت ونصيحة للجنرالين

عارف الدوش
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
• انطلاقاً من مقولة "أول الدهر باكر" فإن التبشير لا التنفير هو ما يتطلب إن تتجه له الكتابات والتحليلات والتوعية والتثقيف مع عدم إغفال الإشارات الناقدة ووضع النقاط على الحروف فقد جاءت قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي الشجاعة والجريئة لبدء هيكلة الجيش التي لاقت تأييداً منقطع النضير داخلياً وخارجياً لتفك طلاسم معضلة الجيش التي تحدثنا عنها في مقال سابق نشر في الجمهورية الحبيبة سوق الأفكار ومتنفس عبير الحرية بعنوان " إعادة صياغة اليمن والجيش المعضلة في 20 نوفمبر 2012" من حيث إلغاء الإنقسام والتموضع بإعادة توزيع تشكيلات ووحدات " الحرس والفرقة" التي تربع على قيادتها أفراد من قبيلة ومنطقة وعائلة واحدة فجاء مصطلح " قلع العداد" والتقدم بالتعديلات الدستورية لتوريث الحكم وتثبيت صالح وأولاده في الحكم وإلغاء احد أطراف مركز الحكم العسكري - علي محسن صالح وأعوانه- فانفجر الصراع بين مركزي الحكم العسكري في لحظة فارقة تزامنت مع اندلاع ثورات الربيع العربي فأختار أحد طرفي الحكم العسكري " علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ومن معه من القادة والجنود" الإنضمام للثورة الشبابية في خطوة وصفت يومها بالذكية للنزول من قارب " صالح ومن معه" الذي بدأ في" فبراير 2011م" بالغرق في موجات بشرية هائلة تطالب بالرحيل واسقاط النظام، فشكراً له على حماية ساحة التغيير بصنعاء واليوم دارت عجلة الهيكلة وقد وعد الشعب أكثر من مرة بأنه لا يطلب سلطة وأنه قد بلغ من العمر الكثير.
• وسيسجل التاريخ للرئيس عبد ربه منصور هادي ومن معه من المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن وبدعم وتأييد المجتمعين الإقليمي والدولي انه الرئيس اليمني الذي قام بتوحيد الجيش وجنبه التشظي والتحول إلى مليشيات مسلحة متصارعة كما حدث في الصومال وبالتالي جنب اليمن الإنهيار ولا نبالغ إن قلنا أن الرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوة عندما قالا انهما تقدما لتحمل المسئولية بروح فدائيين كانا صادقين فصنعاء محاصرة بترسانة من الأسلحة الفتاكة والمعسكرات التي تضم صواريخ أسكود وراجمات ومدرعات وطيران حربي وكل أنواع الأسلحة التي تم خزنها وتوزيعها لحماية كراسي الحكم ومع ذلك تم اتخاذ قرارات توحيد الجيش وإعادة هيكلته بشجاعة وجراءة وهي القرارات التي كان الكثير يشكك في قدرة الرئيس هادي على اتخاذها بعد إن وجهت له رسائل قوية باغتيال أهم القادة العسكريين المناصرين له" وفي مقدمتهم " سالم قطن وبارشيد" وآخرين والمحاولات الست لإغتيال وزير الدفاع محمد ناصر احمد ومع ذلك بدأ الرئيس هادي بفك طلاسم معضلة الجيش بمساعدة وتأييد المجتمعين الإقليمي والدولي ويمكن وصف حزمة القرارات الخاصة بالهيكلة بالجرعة الأولى تليها جرعات على غرار جرعات الحكومات السابقة برفع الأسعار وتنغيص حياة المواطنين.

• فبشائر الهدوء والإستقرار والتفرغ للبناء نقرأ بدايتها عن ترتيبات لمغادرة " صالح" اليمن إلى ايطاليا لمدة عامين وتعامل يحيى محمد عبد الله صالح أركان حرب الأمن المركزي مع قرار إقالته يجعلنا نتفاءل كثيراً فشكراً له لعدم تحوله إلى عائق وقبوله قرار الإقالة وخروجه من اليمن إلى بيروت ليتمتع بالحصانة والمال بعد أن كان قد قال يوما ما "عهداً لن نرحل ورفع شعار ارحلوا من شوارعنا" مما جعلنا نكتب ونقول "سيرحلون جميعاً.. مسألة وقت / صحيفة الناس19مارس 2012م " و"إلى الفندم يحيى .. تدللوا لكنكم سترحلون/صحيفة الجمهورية 27مارس2012 " واليوم نتمنى من قلوبنا نحن اليمنيين المؤيدين للتغيير الجذري على الجنرالين القويين " علي محسن صالح وأحمد علي عبد الله صالح"أن يحذوا حذو يحيى ويستقيلان من المؤسسة العسكرية ويخرجان خارج البلاد أما في مناصب دبلوماسية أويتفرغان لإدارة ممتلكاتهما فقد منحا الحصانة مع صالح ومن عمل معه عن كل ما فات. وما نقرأه من تسريبات عن تعينهما في مناطق عسكرية ربما يفتح الباب لمرحلة جديدة من الصراعات اليمن في غنى عنها وإن أرادا المبارزة وفي نفسيهما شيء من نزعات القبيلة أو منطق "حبتي وألا الديك" فعليهما أن يشكلان حزبان سياسيان ويتنافسان بشكل مدني ديمقراطي وعبر صندوق الإنتخابات وادعوا كل اليمنيين وفي مقدمتهم أولئك الذين قدموا الشهداء أن يوطنوا أنفسهم على ضرورة التسامح والتصالح وليعذرني آباء وأمهات وأخوان الشهداء فاليمن أغلى والشهداء قدموا أرواحهم من أجلها.

• وأخيراً وفاءاً للشهداء الأبرار في كل الثورات اليمنية " 48 و 26سبتمبر و14اكتوبر وحصار صنعاء وفبراير2011) يتوجب على كل اليمنيين أن يجعلوا ما مرت به اليمن درساً بليغاً قاسياً وعليهم التيقض وعدم السكوت وان لا يسمحوا مطلقا بعد اليوم بالإستبداد والطغيان وبناء المؤسسات وفي مقدمتها الجيش والأمن بشكل قبلي ومناطقي وعائلي وأن يقاوموا السيطرة على ثروات البلاد ومقدراتها وسيسجل التاريخ لهم أنهم قدموا التضحيات والدماء من أجل تخليص بلادهم من يد القبيلة والمنطقة والعائلة قبل ولوجها حرباً لا تبقي ولا تذرمستفيدين مما جرى حولهم في ليبيا وسوريا وقبل ذلك في الصومال. والله من وراء القصد.