الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

د. ياسين وقرع جرس الإنذار

عارف الدوش
الثلاثاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
• الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني أحد أبرز حكماء اليمن بإجماع شعبي ملموس يواصل قرع جرس الإنذار بحلول الخطر فعندما سافر واعترض على طريقة التعامل مع محاولة اغتياله بواضح النهار في نقطة أمنية بوسط العاصمة صنعاء كان يقرع جرس إنذار واضح بأن خطراً يحدق بالعملية السياسية والثورة وعندما تحدث بكلمته الهامة أمام قيادات وكوادر الاشتراكي في أمانة العاصمة واصل قرع جرس الإنذار بأن هناك خللاً في العملية السياسية والسير في التسوية وأن الحياة السياسية مصابة بالإعتلال وعندما تحدث أخيراً في حواره مع برنامج «في العمق » لقناة السعيدة عن استعداده للتخلي عن العمل السياسي والتفرغ لمشروعه الثقافي العلمي الخاص هو ايضا يقرع جرس انذار الخطر ولكن هذه المرة بمطرقة« مافيش فائدة» والدكتور ياسين تحدث عن إعتلال الحياة السياسية الذي كان يشعر به ويلمسه الكثيرون لكنهم كانوا يكضمون غيضهم ولا يعلنون تبرمهم انطلاقاً من أن الثورة الشبابية السلمية لازالت في مرحلة الخطر ويلتمسون للأحزاب وقادتها الأعذار والمبررات كون أي نقد أو حديث عن اعتلال الحياة السياسية و التركيز على القضايا الثانوية قبل حسم القضايا الرئيسية سيخدم القوى المناهضة للثورة والتغيير وسيصيب الثورة الشبابية وقيادتها السياسية “ أحزاب المشترك”والشباب في الساحات بالإحباط،وظل ذلك هو الكابح لممارسة النقد والتشريح والتقييم والتصويب للكثير من الممارسات والأخطاء.

• ومعلوم لدى الجميع أن “ قيادة المشترك” هي التي كانت تقرر الفعاليات الثورية«ترفع وتيرتها وتخفضها»بحسب مقتضيات التفاوض والمساومة فتوصلت إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي تعاملت مع الثورة كأزمة فحصلت المعارضة على نصف الحكومة وتحولت الثورة الشبابية السلمية إلى تسوية سياسية سارت باتجاه تغيير رأس النظام “ صالح” والبدء بتنفيذ التغيير بعد ذلك على مراحل بملامسة السطح وليس في العمق ،كل ذلك كان هو الممكن المتاح لتجنيب اليمن حرب أهلية وتقليل كلفة التغيير وإيقاف سيل الدماء وتم الإفصاح عن ضغوط إقليمية ودولية قوية مورست وانه لا يوجد غير هذا الحل الأمر الذي فرمل ممارسة النقد والتصويب وكانت من نتائج ذلك أن انقسمت ساحات الثورة ليس على أساس سياسي برنامجي لغياب ذلك لدى الثورة الشبابية وقيادتها» احزاب المشترك” وإنما على اساس آخر تداخل فيه الحزبي والمناطقي والمذهبي فجرت مواجهات وتم التحشيد بالإتجاه الخطأ فتبدلت وحدة الشباب في كل الساحات والتي كانت مفخرة ليس لنا نحن اليمنيون بل لكل المراقبين على المستوى الإقليمي والدولي إلى خصومات واتهامات وأحياناً صدامات نظراً لغياب البرنامج السياسي الواضح للثورة الشبابية وعدم تشكيل قيادة ثورية شبابية بعد ان تخلى الشباب عن قيادة الثورة سياسياً لقادة أحزاب المعارضة والقوى العسكرية والقبلية التي أنظمت للثورة.

• ومن هنا فإن قرع د. ياسين جرس إنذار الخطر باستمرار يهدف الى التنبيه وإرسال رسائل تحذيرية واضحة في كلمته امام كوادر الحزب االإشتراكي بصنعاء قالت صراحة “ إن ما تحقق خلال الفترة المنصرمة من خطوات لتفكيك النظام السابق المتغول يؤخذ عليها أنها لم تجسد في إنتاج البديل الذي هو مضمون الشراكة والذي يتلخص بتحمل المسئولية المشتركة في عملية البناء والتغيير معاً فالضمانة الحقيقية لتجنب الأخطاء هي الانطلاق بمفهوم واضح ومتفق عليه لمضمون العملية السياسية “ وحدد الدكتور ياسين الخطر بالآتي: “ إن نجاح العملية السياسية مرهون بتخلى الأطراف المختلفة عن أدوات القوة العسكرية التي راكمتها بيدها خلال الفترة المنصرمة في ظل نظام ضرب العمل السياسي وشجع الصراعات التي أفضت إلى تراكم القوة والسلاح والثروة في أيدي قوى بعينها” واعتبر د. ياسين “أن هذا الاختلال الكبير في المعادلة السياسية سيظل سبباً رئيسياً في إنتاج الصعوبات أمام إنجاح العملية السياسية” و قالت رسائل د. ياسين التحذيرية ايضاً أن هناك قوى تريد جر أطراف في ثورة التغيير« تجمع الإصلاح» كونه يمتلك القوة العسكرية والقدرة التنظيمية والإقتصادية إلى مشروعها المتصادم مع العملية السياسية فإن ذلك سيشكل نكسة كبيرة للثورة ولعملية التغيير برمتها»وطالبت رسائل التنبيه والتحذير« الياسينية» تجمع الإصلاح بتحمل مسئولية كبيرة في المساهمة في إنتاج حياة سياسية متوازنة وبدون إصلاح الحياة السياسية فإن “الإصلاح” سيجد نفسه يخوض معاركه القادمة على قاعدة مختلفة تماماً عما بشر به مع شركائه ولن يكون ذلك لصالح المشروع السياسي الديمقراطي” وهناك رسالة واضحة للحوثيين “ تأسيس مشروعهم على قاعدة القطيعة مع النسيج الوطني من منطلقات عرقية يستسلموا بموجبها لما يريده خصومهم أن يكونوا عليه” وهي دعوة واضحة بأهمية تحولهم إلى كيان سياسي له برنامجه الواضح ودخلهم في شراكة حقيقية مع الآخرين؟

• واخيراً حتى والدكتور ياسين يتحدث عن استعداده لترك الحياة السياسية والتفرغ لمشروعه الثقافي العلمي هو بذلك أيضاً يقرع جرس إنذار صريح وواضح،ولكن هذه المرة بمطرقة “ مافيش فائدة” وهو تحذير قوي وواضح منبعه أن هناك أموراً تسير بشكل غير طبيعي وليست كما كان يحلم شباب الثورة ولن تنتج دولة مدنية وإنما مزيداً من توغل القوة والتراجع عن المشروع التحديثي هذا ما يفهمه المتابع وهو فهم خاص بكاتب السطور, اللهم اجعل هذا الفهم غير صحيح.