الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٦ مساءً

سنغافورا بعيون اليمنيين !!

فتح العامري
الاثنين ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
كانت لحظات ثمينة وقت أن قرر فريق من طلاب ادارة الاعمال الدولية في ماليزيا بتخطّي الواقع السياسي والانتقال في البحث عن الافاق في عمق القارة الأسيوية التي تتوّلد كل يوم بخطط اقتصادية وأسواق نابعة بالخبرات والمُختصين اضافة الى استمرار تدفق الزوار من جميع بلدان العالم..

سينغافورا البلد الذي تقارب مساحته قطاع غزة استطاع ان يحقق معجزة اقتصادية تفتقدها الكثير من البلدان العالمية وذلك بإحلال الكفاءة والتخصص بدل كل المزايدات والشعارات الفضفاضة، استطاعت سينغافورا أن تتصدر قائمة أنضف مدن العالم بجمالها وطبيعتها الساحرة ناهيك عن الانفتاح الاقتصادي الذي تتمتع به هذه الدولة الصغبرة .

بعد أن استقلت سينغافورا من ماليزيا في الستينات أتجهت الى ارساء عناصر التطور وذلك بامتلاك الادارة الناجحة والمتميزة التي خلقت دولة حديثة وتعليم حديث لايُجارى ،حتى أن سينغافورا وصلت الى ان تقود العالم في المجال العلمي في الأونة الأخيرة.

يعتمد اقتصاد سينغافورا بشكل كبير على الصادرات المتمثلة بالإلكترونيات والمواد الكيماوية لمعظم دول العالم ومررواً بالجارة ماليزيا وتتمثل جودة الصادارات لهذا البلاد بامتلاكه البنية التحتية وسياسات التعليم التي بنت الأخصّائين في كل المجالات العلمية التي أرفدت السوق بالخبرات والكوادر..

سينغافورا تعتمد بالمقابل على سياسة الاستيراد واعادة تصديرها من جديد الى خارج البلد ، كالنفط الخام و اعادة تكريره وقد نجحت في هذا المجال بشكل مُذهل ،حتى أن ميناء سينغافورا أصبحت مكتضة بالحركة التجارية التي تحوي أجود قيادة تربط الاقتصاد الأسيوي.

لم تكن يوماً من الأيام دولة سينغافورا تعاني من مشكلات دينية أو إثنية او عرقيه فهي رغم أنها تتمتع بقرابة أربعة أديان الان انها استطاعت بناء مجتمع علماني احتوى كل التيارات وصهّر الفروقات الى مبدأ المواطنة المتساوية والعدالة لكل فرد ..

هذه الدولة الصغيرة العظيمة في عيون الأخرين استقامت بفعل الواقع الاقتصادي وحسن استخدام الموارد البشرية وكل الطاقات وحشدها الى طريق التنمية ناهيك عن انها تأتي في صدارة الدول التي تتمتع بالشفافية ومحاربة الفساد الاداري والمالي ..

وبدموع أليمة نظل كغيرنا من الطيور المهاجرة نحلم بوطن جميل يحتضننا، ولا ندري متى سيكون ذلك المستقبل الذي يجعلنا نكتب عنه بكل تفاؤل وأمل..