القرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس هادي مساء 19 ديسمبر الحالي هي الأقوى من بين القرارات التي أصدرها خلال فترة حكمه القصيرة ، قرارات لأول مرة تعمل على هيكلة وتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة واحدة وخلعت الطابع العائلي الذي كان يهيمن على القوات المسلحة ، صحيح أنها جاءت متأخرة لكنها وطنية تتوافق مع المتغيرات التي فرضتها ثورة الشباب الشعبية السلمية ، والرئيس هادي بهذه القرارات أنعش الروح الساكنة التي كانت تهيمن على المشهد السياسي ولقيت ترحيبا وتأييدا من كل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية اليمنية وترحيب إقليمي ودولي ، وهذه القرارات كانت مطلبا ثوريا ملحا لشباب الثورة وقوى التغيير لان الوضع الذي كانت عليه القوات المسلحة يعتبر واحدا من أهم العوائق أمام مسيرة التغيير ومراحله التي وردت ضمن نصوص المبادرة الخليجية
قرارات الرئيس هادي هذه بالتأكيد أنها شكلت صدمة قوية لعائلة الرئيس المخلوع صالح والتي أنهت سيطرة احمد علي صالح على قيادة القوات الخاصة ومجموعة ألوية الصواريخ التي كانت تمتلك أسلحة الردع الإستراتيجية وكانت محل نزاع بين الرئيس ونجل المخلوع ، وأخرجت هذه القرارات يحي صالح من رئاسة قوات الأمن المركزي ، والايجابي في هذه القرارات أنها أنهت الازدواجية في قيادة القوات المسلحة تحت قيادة واحدة هي وزارة الدفاع ولأول مرة يستعيد اليمن المؤسسة العسكرية والأمنية من المختطفين للجيش اليمني
المألوف وليس الغريب طبعا هو ترحيب وتأييد ومباركة اللواء علي محسن الأحمر بقرارات الرئيس هادي فورا وبعد دقائق من إعلانها ، وهذا الموقف أربك الطرف الآخر في سوق المخلوع وكان هذا الإرباك واضحا في وسائل الإعلام التابعة والممولة من جيب المخلوع وخاصة قناة اليمن اليوم التي أوقفت الشريط الإخباري المتحرك تجنبا لإصدار أي موقف وكذلك المواقع الإخبارية تعاملت مع الخبر ببرود وبعضها لم تتناوله لان الطرف الآخر كان تحت واقع الصدمة وهيمنة الهزيمة وظروف الاقتلاع المسيطرة على اللحظة
تأييد اللواء علي محسن جاء على لسانه في اتصال متلفز مع قناة الجزيرة على عكس موقف العميد احمد علي الذي جاء تخمينا ومهزوزا بواسطة احد الزملاء وعلى صفحته في الفيس بوك الذي نقل تأييد العميد احمد بشكل يثير الإعجاب والشفقة لان العميد احمد لا يحتاج الى وسيط لأنه يرأس ويملك عددا من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والالكترونية لكنه دليل على النكسة التي نزلت على ما تبقى من مملكة عائلة صالح ،
موقف اللواء علي محسن ثابت ومبدأي ووطني ولم يتغير او يتبدل وموقفه هذا رغم ان القرار يستهدف مركزه العسكري وكان بعض الواهمين ينتظرون موقفا مغايرا عكس ما يصرح به اللواء وهؤلاء لا يدركون او لا يفرقون بين الشخصية القيادية والشخصية الانتهازية ، اللواء علي محسن يعي مكانته ويفهم وظيفته وهذا دليل على رجاحة عقل الرجل وفهمه للانضباط والامتثال الحقيقي
اللواء علي محسن عزز مكانته وحبه لكل مؤيديه ومحبيه فهو الذي لم يخذل اليمن ولم يتصرف كما يتصرف الآخرون بمعدات وأسلحة الفرقة او يحولها الى سنحان ، اللواء تعامل مع كل المتغيرات بوطنية ومهنية وكسب الرهان كاملا في مناصرته لقضايا اليمن وثورته وشرعيته
تحية حب وتقدير لهذا القائد الشجاع