الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٨ مساءً
الاثنين ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
قال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " الرعد :11"

بسم الله افتتح الله أكبر ولله الحمد والثناء والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ثوراتنا لم تكن وليدة اللحظة وثوارنا أيضاً عندما أرسل الله الحي القيوم الذي لا يموت رسله الثوار الذين عبروا بمجتمعاتهم من الظلام إلى النور لم يكن الطريق معبد ولا مفروش بالورود ثوار الله عز وجل الذين عبروابنا من سواد الليل إلى بياض النهار رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من استشهد في سبيل الحرية ومستقبل أفضل وحياة كريمة ومواطنة متساوية ووأطان خالية من الفساد وهو حي بيننا وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بأفكاره النابعة من تشريع السماء والتي سعى من اجل تحقيقها وقدم حياته ثمنأ لها ومنهم من لا يزال يسعى ويناضل ويكافح وسيصل إلى مبتغاه بإذن الواحد الأحد جبار السموات والأرض قال عز وجل " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً " الأحزاب : 23 " ، الثورة ليست شعارات نرفعها أو أقوال تزين حوائط منازلنا ومكاتبنا ،الثورة أفعال تسبقها نيات خالصة وصادقة والله السميع البصير ينظر إلى أفعالنا ثم إلى نياتنا .
تحية ثورية لرمز ومشعل الثورة :

عندما أحرق البوعزيزي جسده أحرق قلوبنا حزناً عليه مع الأخذ بعين الاعتبار أن وسيلته للتعبير عن الظلم الواقع عليه كانت مجحفة في حقه ومخالفة لشرع الله ولكن حجم المعاناة التي عاشها والضغوط التي مورست عليه من نظام قمعي سلطوي نخبوي استحق أن يكون رمز وبطل وشهيد بحجم الوطن العربي الإسلامي .

حقيقة ثورات الربيع العربي :
لم تكن ثورة البوعزيزي ضد النظام البوليسي السابق في تونس هي البداية بل كانت الممارسات القهرية والإقصائية والظالمة لهذا النظام وللأنظمة العربية التي سقطت ومازالت تسقط بإذن الله عز وجل البداية الحقيقية لثورات الربيع العربي .

شجرة الحرية :
ارحل التي صفعت البوعزيزي على إثرها رحلت أنظمة دماء البوعزيزي التي أريقت هي دماء الكرامة والعزة التي روت شجرة الحرية فامتدت أفرعها الخالدة والمستمرة كهدير السيل شباباً وكهولاً رجالاً ونساءاً وأطفال تقاطروا من كل حدب وصوب تقودهم عاطفتهم الجياشة من أجل وطن إسلامي خالي من الفساد وحياة كريمة ومواطنة متساوية وعدالة اجتماعية والحكم بما أنزل الله العزيز الكريم لا يقودهم ولا يوجههم أحد ولن يستطع إلى ذلك سبيلاً . قال تعالى " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " يوسف : 21 " .

فتح طريق للنور :
عندما خرجنا إلى ساحة الحرية والتغيير والإنعتاق لم نخرج بحثاً عن مكسب شخصي أو فئوي أو طائفي أو حزبي أو قروي أو عرقي خرجنا من أجل فتح طريق لنور الخير والعدالة والديمقراطية التي سدته الأنظمة الفاسدة طوال الحقبة الماضية . قال تعالى " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " التوبة : 32 ".

اتحاد من أجل التغيير :
أيها الثوار .. أيها الأحرار في كل مكان على امتداد وطننا الإسلامي الكبير ثورتنا يجب أن تستمر وتبقى بقاء الجبال والمحيطات والبحار ولن يتحقق ذلك إلا إذا ترجمنا أقوالنا إلى أفعال ، الثورة تبدأ في قلوبنا ضد العادات والتقاليد والموروثات البالية المخالفة لفطرة الله التي فطر الناس عليها . قال عز وجل " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون " " الروم : 30 " .

أيها الثوار .. أيها الأحرار نطلب ونرتجي من أنفسنا الكثير والمزيد ويجب أن لا نكل ولا نمل ولا نستعجل قطف ثمار الثورة ، الثورة مستمرة في قلوبنا وفي أفئدتنا وفي ساحات الحرية والتغيير والكرامة والعزة نحن بحاجة للصبر والمثابرة لما نقوم به ونسعى من أجله بعزيمة لا تلين وصبر لا يندثر وجهاد من أعظم الجهاد أيدنا بذلك خاتم الأنبياء والمرسلين الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال " إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " أبو داود والترمذي "
ونادانا واستحثنا الإمام الشهيد / حسن البنا رحمه الله أن نثبت على المبدأ ونصبر مستعينين متوكلين على الله عز وجل عندما قال " إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال يحتاج إلى إرداة قوية لا يتطرق إليها ضعف ، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره " .
أيها الثوار .. أيها الأحرار يجب علينا أن نتوحد جميعاً من اجل التغيير نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة ومواطنة متساوية ووطن خالي من الفساد يحكم بما أنزل الله وتسوده روح الإخاء والمحبة والتعاون وخدمة الناس لله عز وجل .

أيها الثوار ... أيها الأحرار يجب أن تبقى ثورتنا سلمية مهما حاولوا عسكرتها نقية مهما حاولوا تلويثها بأسلحة الخيانة والغدر والعمالة التي يحملونها في جنبات أفئدتهم التي لا زالت تعيش عقلية الماضي الشمولي والسلطوي البائد .


موقف :
(تفنى المخلوقات والأمكنة والأزمنة والأنظمة وتبقى المواقف تلك المواقف التي هي لله وحده)