الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٦ صباحاً

علي ناصر .. رئيساً

عبدالعزيز الهياجم
الجمعة ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٣ مساءً
تواردت بعض الأنباء نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الرئيس الأسبق علي ناصر محمد هو من سيرأس ويدير مناقشات ومداولات مؤتمر الحوار الوطني المرتقب , والحقيقة أن مثل هذا الاختيار إذا ما تم ـ وينبغي أن يتم ـ هو اختيار موفق ومن شأنه أن يرفع سقف التفاؤل بنجاح المؤتمر.

وأن يكون الرئيس الأسبق علي ناصر محمد هو من يقف على هرم هذا المؤتمر التاريخي، فذلك بمثابة رد اعتبار لكل من تم إقصاؤهم خلال الفترات الماضية، و خصوصاً منذ قيام الوحدة اليمنية التي قرر شركاء صنعها آنذاك إبعاد علي ناصر من صنعاء وإجباره على الإقامة في المنفى في خطوة تعد غلطة تاريخية، في وقت كان ينبغي أن تجب الوحدة ما قبلها وأن تفتح آفاقاً رحبة للتصالح والتسامح .

ومن أجل الوحدة وحرصاً على عدم تعكير صفو الأجواء بين الإخوة الأعداء، حينها التزم الرئيس الأسبق علي ناصر البقاء في «حي المزة» بدمشق تاركاً لمن اتفقوا على الوحدة فسحة من الزمن والعمل وقبل أن يكون هو ثمناً للمضي في ذلك المسار الذي أثبتت الأيام والأحداث لاحقاً أن المشكلة لم تكن في بقاء علي ناصر بصنعاء أوخروجه وإنما المشكلة في ترتيبات الشركاء وجنوحهم للتصفية والإقصاء والاستحواذ، بعيداً عن الحسابات الوطنية واتفاقات المبادئ التي صاغوا والتزموا بتنفيذها .

وطيلة السنوات الماضية ظل خطاب الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد غير منفصم وغير منحاز للعصبيات والانتماءات الجهوية الضيقة ولا داعم للمشاريع الصغيرة التي تعتمد التجزئة والتقسيم والعودة إلى زمن التشطير البغيض، وإنما كان واضحاً منذ البداية في عدم رضاه عن واقع حال الشراكة الوطنية وأن المطلوب هو إعادة إصلاح هذا المسار وإيجاد المعالجات الناجعة للمشكلات الوطنية وعلى رأسها القضية الجنوبية

أعرف أن البعض قد لا يعجبه أن يكون علي ناصر على رأس مؤتمر الحوار الوطني، انطلاقاً من معطيات الصراع القديم بين رفاق الحزب والسلطة في الجنوب وما كان يعرف بتكتل الزمرة في مقابل الطغمة , وأعرف أن هناك أطرافاً في الشمال لم تكن جزءاً من ذلك الصراع ولكنها اليوم أيضاً غير راضية عن ناصر وستعمد إلى تغذية الرؤى التي تجتر ذلك الماضي بهدف التشويش والعرقلة , ولكنني أعرف في ذات الوقت بأن أغلب اليمنيين ومعهم أغلب التيارات الوطنية والقوى الفاعلة والحريصة على إيجاد مخرج للأزمة اليمنية والولوج نحو مستقبل مشرق تحت سقف دولة الوحدة أو الدولة الاتحادية، هم مع هذا الخيار باعتباره ضامناً لإيجاد معالجات ناجعة للقضية الجنوبية وفي نفس الوقت ضامن للخروج بنتائج تكفل بقاء اليمن موحداً , أي السير في معادلة نتيجتها إيجابية، بحيث لا تكون القضية الجنوبية ثمناً للوحدة ولا تكون الوحدة ثمناً للقضية الجنوبية.

وإجمالاً.. فإن الحديث لا يقتصر على الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وإنما نعني به حاجتنا لأن يكون هناك أكثر من رجل رشيد يناط بهم العمل على إنجاح الحوار الوطني وإنجاز كل الاستحقاقات المتعلقة بالمرحلة الانتقالية الثانية لإعادة الأمور إلى نصابها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بلد يجره المتصارعون وأصحاب المصالح الخاصة الأنانية إلى شفير هاوية سحيقة .