الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

هاجس الزعيم

عبدالعزيز الهياجم
الجمعة ، ١٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:١٠ مساءً
برغم توقيعه على المبادرة الخليجية التي غادر بموجبها السلطة إلا أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح مازال يمارس حياته اليومية وكأنه مازال رئيساً .

مازال موكبه كما هو من حيث عدد المرافقين والسيارات والأجهزة الأمنية , وإن كانت تحركاته أصبحت محدودة ومقتصرة على الذهاب إلى سنحان أواستقبال قيادات حزب المؤتمر وقيادات حزبية حليفة.

عشية انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية بمكة المكرمة طالعتنا مواقع المؤتمر بأن رئيس المؤتمر الشعبي العام « صالح » بعث برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يهنئه فيها على التئام القمة ويتمنى له التوفيق لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية.

وسبق ذلك بفترة برقيات تهانٍ بعث بها الرئيس السابق للرئيسين الروسي فيلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بصفتهما الحزبية , الأول باعتباره رئيساً لحزب روسيا المتحدة والثاني كونه رئيس الحزب الاشتراكي .

من المؤكد أن تلك التصرفات ليست مقبولة من خصوم الرئيس السابق الذين كانوا يتمنون ان تضمن المبادرة الخليجية ومن بعدها قانون الحصانة ما يكفل طي صفحة صالح نهائياً, لكن الأمر ليس بتلك السهولة بالنسبة لرئيس اعتاد على السجاد الأحمر ولقاءات الملوك والرؤساء والأمراء لأكثر من ثلاثة عقود وكان أضعف الإيمان عندما تغيب المناسبات الكبيرة أن يستدعي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أو الرئيسين السابقين الصومالي محمد سياد بري والجيبوتي حسن جوليد.

ومن المؤكد أن خصوم صالح يهمهم أن يبتعد الرئيس السابق عن المشهد السياسي حتى لا تستمر العراقيل والعقبات التي طالما أشاروا إلى أنها تمارس من قبل حزبه وبقايا نظامه وقيادات الوحدات العسكرية الموالية له والتي يرأسها نجله وآخرون من عائلته ,, وهم بذلك يطلبون مساعدة المجتمع الاقليمي والدولي ورعاة المبادرة الخليجية وخصوصاً المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية , كما أشار باسندوة مؤخراً في مقال صحفي اتهم فيه صراحة الرئيس السابق بإثارة التوترات ومحاولة التدخل في أعمال الحكومة وخلق الأزمات بما يتعارض مع الحصانة الممنوحة له.

وفي اعتقادي أن الأطراف الإقليمية والدولية لا تستطيع أن تقول صراحة للرئيس السابق «عليك أن تغادر البلاد فأنت شخص غير مرغوب فيه» هذا كلام لا يُعقل أن يُقال بكل صراحة وبملء الفم , ولذلك على خصوم صالح أن يفكروا بطرق أخرى , على الأقل أن يستفيدوا من الوسائل الاحترافية التي كان يتخلص بها الرئيس السابق من الذين أصبحوا بالنسبة له غير مرغوبين.. لا أقصد هنا طبعاً التخلص الجسدي ولكن الإزاحة والإبعاد , هو لم يكن يطلب منهم مغادرة البلد وإنما يبحث لهم عن مناصب في الخارج كسفراء أو في مناصب أخرى هامة في البعثات الدبلوماسية أو بالحصول على منصب في منظمة إقليمية أو دولية يكون من حصة اليمن ويعين فيه شخص يُراد إبعاده عن الساحة السياسية الوطنية.

وبالتالي تستطيع حكومة الوفاق الوطني البحث مع رعاة المبادرة الخليجية وخصوصاً الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في « تدبير» وظيفة خارجية للرئيس السابق , كأن يكون أميناً عاماً لمنظمة التعاون الإسلامي أو رئيساً لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي أو مستشاراً للأمم المتحدة لشؤون « الوحدة بين الكوريتين » أو سفيراً للنوايا الحسنة .

وربما أن النشاط الملحوظ لرجل يقاوم برغم تجاوزه السبعين عاماً لا يمكن أن يهُدّهُ أو يدوِّخه سوى موضوع واحد وهو أن تعيِّنه الأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً بإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتقريب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي , هذه ستطلع روحه ...أليست فكرة ومقترحاً يستحق الاهتمام والدراسة ؟ !!.

*الجمهورية