الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٥ صباحاً

الشقي شوقي هائل..!

محمد أحمد أبواصبع
الثلاثاء ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٠٥ صباحاً
لشوقي هائل رواية حبكتها الرئيسية مازالت غير واضحة وشخوصها الرئيسيون يقاتلون لمحاولة إضفاء بصمتهم الخاصة وسحنتهم المُركزة على حديث وتفكير الشقي شوقي .!

لا أقدر أن أخفى بإني حملت بعض
رفاقي لان يشاركوني مخاوفي من أن يحول شوقي هائل تعز إلى جمهورية خاصة , بالإمكان اعتبار هذا جزء من سوء ظن لم يسنح الوقت لإخضاعه للحكمة القائلة )) إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه )), إذ إني لم أكن شريكاً للنظام في أي محطة, لذا على الشركاء القديمين ان يتحسسوا الآن مؤخرات ((المتارس)) التي استضافة مصالحهم, إذ لا يمكن إلا أن تزال حارة..!

شوقي المولود بملعقة ذهب في فمه, يمتلك رأس مال قادر على ان يتحكم في جزء كبير من اقتصاد البلاد وهو يقوم وشركاؤه بذلك على نحو جيد, لكنه ورغم كل هذا, قبل, في مايو الماضي أن يكون موظفا في الدولة لخدمة الشعب ــ إن كانت هذه الوظيفة موجودة في الذهن السياسي اليمني أصلا! ــ وقد أوجد قرار تعيينه كمحافظ لتعز مانشيت عريض في عقول معظم أبناء الشعب عنوانه توافق مؤكد في الساحة السياسية المتضاربة.

لكن هذا التوافق سرعان ما تقهقر وتلاشي وظهرت أزمة الثقة التي تطورت إلى حرب تراشقية بين المؤيدين والمعارضين وقد نشب صوت الخلاف بعد قرار المحافظ هائل بإقالة مدير الأمن السابق علي السعيدي الذي كان رئيساً للمجلس التنفيذي لقوى الثورة في إب والذي فاز إثر تقديمه وتسويقه من قبل الإصلاح كشخصية مستقلة ليأتي قرار إقالته من إدارة أمن تعز كاشفاً عن ما وراء الأكمة من هوية حزبية, وفاضحاً لأفق ومدنية إصلاحيي تعز .

أقف إلى جانب المحافظ في محاولته لجعل تعز مدينة خالية من السلاح ولو كنت حاضراً في تعز لشاركت المسيرة التي خرجت لتأييده دون ان آخذ في حسباني أيا من تلك الأسباب الواهية التي تذرع بها البعض حول ان المؤتمر هو من دعم المسيرة, لا فرق عندي, مادمنا نتفق على شيء واحد هو مدينة خالية من السلاح .

أوليس هذا ما يتوق له كل مدني؟
ثم إن البلاد تمشى على عربة التسوية, التسوية التي أصبحت شيئا واقعا لا يمكننا أن ننكره أو نرفضه وان صرخنا في معظم مقالاتنا بذلك , لا يمكن ان نمارس الخداع على أنفسنا , وإن لزم الأمر فعلى نواب الإصلاح أن يقاطعوا جلسات مجلس النواب فكيف لهم ان يقبلوا ان يرأسهم شخص أتضح أنه ممن خططوا لمجزرة جمعة الكرامة أو قد تناسى الإخوة الفيديو ــ الفضيحة ــ الذي بثته قناة ((سهيل)) ويحيي الراعي يستمع لمغامرات ألقتله؟

وكالكثير من المتابعين ((لزنقلة)) و((مزغاجة)) الإصلاح في تعز أتساءل لماذا لم يشترك الإصلاح في رفع وتأييد المطالب التي هتف بها شباب إب المنادون بإقالة المحافظ الذي أوغل في الفساد منذ توليه المحافظة , كما أنه من بقايا أسرة صالح ؟ أو انها الوشائج القديمة من أجبرتهم على ((الدعممه))؟

بحق لا نريد أن يزايد احد بوطنيته وان ((يهجل بمهاجل)) الانتماء والثأر واستدعاء روح القبيلة في طاولة العمل السياسي , أو أن نعيش في ظل الأحقاد وامتشاقها متى ما كان الأمر ذو جدوى, إننا مقبلون على حوار وطني وقانون عدالة انتقالية يتطلب المصداقية والقدرة على الإفساح لقيم لتعايش والتسامح والقبول بالآخر لتحل محل الأحقاد والمصالح الفئوية والعصبوية والحزبية.

أخيراً شوقي هائل لم يكن رفيقا لـ جيفارا في أزقة كوبا أو أعلى قمم جبال بوليفيا , كما أنه لم يحمل السلاح إلى جانب أكراد تركيا الباحثين عن موطن قومي يلم شتاتهم ولم يظهر في يوم ما على شاشة الـ cnn) ) وهو يتبول على حائط العزل الذي أقامته ((إسرائيل)) , كما انه ليس جارا لنيسلون منديلا على اقل تقدير... إنه محافظ وحسب, وليس بمعزل عن النقد خصوصا وانه صعد من متن الثورة..