الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٥ مساءً

الى وزير التعليم العالي،،أوف لنا الكيل!!

فتح العامري
الاربعاء ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
مسرح أليم في بلد ينمو بطريقة مذهلة ليصل وفق خطة 2020 الى مصافي الدولة المتقدمة،معادلة لاتقبل المنطق والتفاعل البتة،لكن الواقع يتزواج وينتج لنا -كطلاب- فلسفات أليمة في نار الجحيم ..

لم تعد لدينا رغبة للإستماع الى ان الشباب هم أهم العوامل التي تؤدي الى بناء الدولة، الى رفع المستوى الاجتماعي ووالاقتصادي،الى التحضر الى القوة،بل كل ما يتكرر عن مسامعنا هو شعارات نحفظها جيداً،حتى ان اصبح الكل يذري العلم قطرات في الهواء ويلتوي الى البندقية التي توفر له كل مستلزمات البقاء ..

سيادة الوزير عندما تذكر طلاب اليمن في ماليزيا،تذكر قبلها دولة ماليزيا الاقتصادية،عن دولة ترتفع فيها الاسعار بشكل جنوني صباح مساء،وكما انت يا سيادة الوزير كنت مبتعثاً للدراسة في امريكا وعرفت أوضاع الخارج المعيشية وخبرت شحة المساعدة المالية في بلد مفتوح كأمريكا،مابالك في بلد لاتستطيع ان تنام مطمئناً اذا تأخرت ايجارات غرفتك ليوم واحد ...

سعادة الوزير عندما نتحدث عن 300 دولار لا أجد أي تفسير اقتصادي ولا هامشي لهذا المبلغ الذي يخصصه الماليزيون لشراء وجبة الأندومي الأسبوعية لأطفالهم الصغار،لا استطيع افهم كيف ان دولة تضع ميزانية معينة أو مساعدة مالية لطالب مغترب والى ماشاء الله من السنين دون اي تغيير او تبديل،واذا ما قورنت بالمساعدة التي يستلمها طلاب السعودية او ليبيا او الصومال مثلاً ،يتبادر الى ذهننا المثل القائل " العيد عيد العافية" ..!!

عندما ارسل الرسول النابغة محمد (ص) أصحابه الى الحبشة ،قال لهم ان فيها ملكاً لايظلم عنده أحد ،فكان النجاشي قد أراهم رغد العيش وأنزلهم منزلة كبيرة ،أما ماليزيا أيها الوزير لايوجد فيها نجاشي يعطينا ما نحتاجه كي نكمل دراستنا بكل تفان واخلاص،صدقني لايوجد في ماليزيا الا مُلاّك الشقق الصينيون الذين إن تأخر عليهم الإيجار لمدة يوم صاحوا في وجوه الطلاب(فاك يو وير زي ماي مني) انها حقيقة مرة لايقبلها أي انسان على ظهر المعمورة ...

سيادة الوزير صدقني أمامك فرصة ثمينة كي تصنع هذا الإنجاز الذي سيخلق الدافع ويقتل اليأس المتقوقع في الطلاب المهجرون،ما أجمل ان تكون مع العلم وما أشجع تلك القرارات التي تساند البحث العلمي وترفع من منزلة المتعلمين الذين يصنعون الحياة لكل الأجيال..أمامك فرص كبيرة سيادة الوزير كي تكون في صفّنا وترفع لنا المساعدة المالية بالقدر الذي يجعلنا نغدوا الى المدرسة مطمئنين،نقتل الخوف الذي يعترينا من أن الباص سوف يفلت من أيدينا ولن نذهب الى الجامعة نظراً لتكاليف المواصلات ..

سنقول لك سعادة الوزير كما قال إخوة يوسف لملك مصر ،أيها العزيز جئناك ببضعاة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إنا نراك من المحسنين ..إنا نراك خير من يشجع العلم والمتعلمين وهذه محطة اختبار فكن أهلاً لها وسنكون شاكرين ..