الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٥ صباحاً

القوى الدينية وتدمير عقول الأطفال !!

فتح العامري
الاثنين ، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كثيراً ما نتكلم عن بناء الأوطان وعن الإنسان المُنتج الفاعل في مجتمعه،لكننا نغفل تماماً حركة الواقع والنظر الى انفسنا ومكوناتنا نظرة حقيقة بعين النقد لا بعقلية القطيع الذي لا يُفكّر..

في الحقيقة يعتريني قلق وخوف شديدين وهذا مادفعني الى كتابة هذه الأسطر التي ربما تحاول توضيح اشكالات المجتمع اليمني،اننا نقف على مستقبل مرعب للغاية وخاصة بعد الثورة التي أملنا منها بناء الإنسان، في الوقت الذي حاول اليمنينون ان يتجهوا الى بناء الإنسان والدولة التي ترعى هذا الكائن القيّم، تظهُر حركات الحق الإلهي وأحزاب ربّي مطالبة بإلغاء حركة التاريخ والرجوع الى ماضي تليد مزعوم منصوص عليه في كتبهم المقدسة..

تشترك كل الحركات الدينية في تمييع مستقبل أبناء اليمن عبر سرقة وتغليق عقول الأطفال منذ الصغر،لكن مايميز هذه السرقة انها تنطلق من ثنايا الدين وبمباركة الهية حسب توصيف القوى الدينية،لا أدري كيف يتم الزج بالأطفال في مراكز تخلوا تماماً من اشراف الدولة والأباء،لكن الذي يدور هو ان يتم ادخال ترسانة هائلة من الأحاديث والأيات القرانية وتوضيفها وفقاً لسياسة جماعة معينة بغية الوصول الى السلطة..

لقد وصل اليأس-أيها الإخوان- مبلغاً كبيراً في ظل الاستقطاب اللا أخلاقي الذي تقوم به القوى الدينية وقيامها بإرضاع الأطفال شحنات جهادية تجعل منهم قنابل تنفجر في أي لحظة وتلك والله وصمة عار في أي دين وفي أي شريعة وعند كل البشر،ان تلك المناهج التي يقدموها للأطفال هي برامج حروب وعنف أساءت الى الدين والى الأخلاق الانسانية كلها،حتى أصبح الأطفال عبارة عن مشاريع شهادة في أي لحظة.

انها فوضى لاندري ماهي ولا عن أسباب وجودها وعن الذي انتج لنا هذه البلوى،واذا ما أتينا نحاول تحليلها وقفنا عاجزين مع متتاليات الزمن الطويلة،إنه فساد أيدلوجي مقيت يذهب بعقول أبناء الوطن ويحول الجميع الى أشباح لايحكمهم قانون يدافعون عن الألهة في السماء،ليس لهم من الحياة الا كلمة شهيد،يجيدون الإرهاب والتخوين والتبرير لكل الحماقات..

لقد عجزنا –نحنُ المسلمين- وللأسف عن تقديم مشروع حضاري محترم لأنفسنا وللأخرين،فكل ما نملكه هو شعارات الوهم والخرافة،وشحنات الحقد والكراهية ضد الأخر المخالف للعقيدة،حتى شعاراتنا وخطابتنا وأناشيدنا كلها فاسدة عجفاء لاتحمل أي معنى سوى السيل من الدماء وهذه بعض النماذج :
-الله اكبر،الموت لأمريكا،الموت لإسرائيل،اللعنة على اليهود.
- وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به ..الخ .
-الله غايتنا،والرسول قدوتنا،والجهاد سبيلنا،والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.

وهناك الكثير من التراتيل العقيمة التي لازلنا ندافع عنها بكل استماتة،لكن الغريب أننا ندّعي أن ديننا رحمة ونحن نأخذ فقط كل مايدعوا الى الشر فذلك تناقض غريب والسؤال الذي يبرز أين الخلل؟ هل في النظرية أم في التطبيق؟
يجب على الجميع أن يقف ضد هذا المشروع الذي يريد تدمير مستقبل الأطفال بقالب ديني جهادي،فالفوضى الطائفية وحرب العقائد لايجب ان يستمر في ظل هذا الوضع المخيف الذي يهدد التنمية والنسيج الاجتماعي،فالجنة لاتريد الدم ولم نخلق لنحصل على لقب شهيد،بل خلقنا لنعيش ،،ولله الأمر من قبلُ ومن بعد ..