الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

أيها الوطن .. يوم خدعوك

طارق الجعدي
الاربعاء ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
يوم ان تركت رفاقي لاحلامهم وذهبت نحوا حلمي الكابوسي في معظم الحالات ، كنت على مشارف احدى الدول الشقيقة استمتع بالجمال الهندسي والابداعي في احد شوارعها وفجأة قابلت جغرافيا وطني اليمنية ككابوس كدر عني جمال ذلك الشارع فما كان مني الى ان هامسته خيفة منهم ونيابة عنهم وعاتبته بالقول.

ايها الوطن الغبي سرقوك اخذوك وانت تمازح العاهرات على شواطئ عدن والمكلا ، خدعوك وسلبوك اعظم ما كانت تمتلكه الاوطان قديما " الكرامة " أغروك وغرروك بالوهم الجلي الخفي تحت معاطف ابنائهم حين يذهبون الى المدارس ، دنسوك وانت تعانقهم شرها بالنصر على أشلاء الوقود المنهوب في احدى ابار النفط على موسيقى غربية لعينة ، اين انت كل هذا الزمن الملعون لتنتصر لقليل عزة يحملها ترابك ، اين أنت حين سحقوا ورود الحب في الربيع وطفل يمد يديه الى بطن ذات امتداد عريض ، وامرأة تصحوا على غارات الشوق ثكلى تنشد الموت ، وشاب يستغل لترميم مقهى للرقص في الشارع الجنوبي منك وكهل يستمد العون ويشنق على صيحاته المذنبة لأنها جنحت نحوا قاهريك ، لي ان اتغنى بمجدك المقهور ولكن لا مجد صنعه فيك رموزك غير مجدهم ، لي ان اكافئك على احتضانك لي كم من سنين البؤس ولكن لا سنين لي حين نمت عني اخذوها رهينة بل واتلفوا محتوياتها ، لي محاورة الخلد فيك وامعاني النظر لثرواتك حين تمر امام السواد من عيني شريطة عدم الخوض في تفاصيلها ، لي ان اخلو بنفسي في مساءك اتوسد البؤس والتحفه خيفة منهم ان لا يسلبوا مني متعة الالتحاف بالشوق اليك ، لي ان العنك متى شئت وكيف شئت وكما شئت دون اذن مسبق حتى منك ، هل لك ان تستأذنهم ان يخلصوك من عائلة انهكتك ردحا من الزمن وهل لك استئذان الامام علي ابن ابي طالب ان يمنع اتباعه عن تدميرك ، وهل لديك جرأة ما وقليل نخوة لتبعث للإمام الخميني ان يسحب قذارته من ترابك ، استئذن الامام احمد ان يتخلى عن حرس جمهوريتك ، استئذن وان "بقلة حيا " بقايا العائلة مغادرتك ، استئذن الفقر والجوع والمرض ان يتخلوا عنك ويتركوك لتنعم ولو لوحدك بقليل راحة ، لا اظن ان احدا من هؤلاء سيأذن لك بل وسيقتلونك لقلة ادبك في الخطاب معهم وسيسجونك بتهمة الخيانة ويشوهوك لتستجدي بقذارتهم هذا كل ما في الامر ؛ ذات يوم حاولت ان افكر ببرقية تليق بتعاستك فقيدني الفقر وذات يوم اخر ايضا حاولت الكتابة عنك فسارعت دموعي لتحجب عني الكتابة ، وذات يوم تجرات التفكير بنوع تحرري فطردوني من سماك وسحبوا عني الملكية ، وحاولت يوم اخر بامتلاك معاش فيك فاتهموني بالمجنون ، حاولت اليوم ان احبك فكانت هذه الرسالة كفوضى وحيدة اتهم عليها لأنه ليس لي الحق بمصارحتك ، حاورهم ان وجد الحوار عن ثرواتك عن مليارات الدولارات حرمها معاونوك ، عن سماء مسلوبة وتربة مغتصبة وذراري مهمشة حاورهم ، عن الكرامة حين سجنوها وعن المساواة حين دفنوها ، وعن الذات حين قتلوها حاورهم عن الموت أي واد تركوه ولمن اهدوه وكيف زرعوه ،عن الحرمان كيف رموه نحوك حين لا ذنب لك ؛ عن الجوع يوم غرسوه في الطريق ذات الابعاد المتعددة الاتجاهات ، ارجوك ان تنهض الان علهم يقبلوك في مؤتمر الحوار الوطني ، انهض فقط لتزيين صالات الاجتماعات والقيام بواجب الخدمات من ماء وبيبسي وغيرها من المشروبات ولا تتجرأ الفضول وتنطق بقضايا تحملها لأبنائك فقط قم بهذا الواجب العظيم والمقدس ثم عد ان شئت الى ادغالك .