الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٨ مساءً

الواقع والعين الثالثة

نشوان صادق حسن
الثلاثاء ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
الكل منا ينظر للواقع اليمني بعينين : يملأ العين الأولى أمل وتفاؤل بالقيادات الجديدة للدولة وما يمكن أن تقدمه هذه القيادات وخصوصاً عندما نسمع ونشاهد تلك الخطابات التي توحي لنا بوطنية قائليها وصدق نواياهم في العمل الجاد لهذا البلد الطيب ، وتبقى العين الأخرى مترقبة خائفة علمتها التجارب ألا تعطي مصيرها للخطاب فتنام قريرة وإنما عليها أن تبقى متيقظة لتشهد عملية تحويل الأقوال إلى واقع يراه العوام ، مؤمنةً أن للأفعال صوتا أقوى من الأقوال .


هذا هي الطريقة التي ينظر بها معظمنا للمرحلة التي نعيشها ولكن ليس هذا كل ما يقتضيه الواقع، فالواقع يتطلب منا أن نمتلك عيناً ثالثة أيضاً ننظر بها إلى دورنا المهم سواء في الواقع الذي شاركنا بطريقة ما في صنعه أو في الواقع الذي ننشده وهو ما يهمنا الآن ، فالكل منا ينشد نهضة تنعم بها بلادنا التي أنهكها سلاطين الحكم اللا مؤسسي والتي أودت لحال أقل ما يقال عنه أنه فراغ للبنية التحتية بكل المجالات الرئيسية التي تستند عليها نهضة أي دولة ، الكل ينشد هذه النهضة لكن يا ترى من المسئول عن تحقيقها ؟! ..


أوافقك الرأي أن عاتقاً كبيراً يقع على حمل الدولة لكن ما يجب أن نقر به أيضاً أن العملية تكاملية ولن تتحقق بقصور أحد الطرفين والطرف الآخر هو أنا وأنت سيدي القارئ ،فالقصور الذي نعانيه في العملية التعليمية مثلاً ليس نتاج فشل وزارة التربية والتعليم ومن قبلها الحكومة في أداء مسئولياتهم فقط بل يتورط في ذلك الأستاذ الذي لا يلتزم بالحضور والأستاذ الذي تمر عليه سنوات دون القيام بتحديث دفتر تحضيراته إن كان معه دفتر أصلاً والأستاذ الذي يجعل من مادته بؤساً يتجرعه الطالب ولا يكاد يصيغه ،وكل هذه النماذج من المدرسين بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً يرسم على صفحة نتاج التعليم : طالباً متهرباً وتعليماً هشّاً وخريج ثانوية لا يعرف القراءة والكتابة وهكذا قس على جميع القطاعات .


سيدي القارئ : الواقع المرجو لن تحققه حكومة مالم نسعى جاهدين لتحقيقه نحن وبتكاتف الجهود تتكامل عملية البناء ويداً بيد نعمل بعين أمل وعين رقابة وعين " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " .