الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٩ مساءً

المد الطافح للقذارة والبؤس

طارق الجعدي
الاثنين ، ٢٢ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
حيث الحنين يدنس كل المدى والقهر يسكن كل ضجيج ؛ ولا حيلة للمارين سوى الانحناء ؛ تبحث عن اشلاء مبادئ كي ترمم ما تبقى من احساس لديك فلا تجد سوى اوحال مادية تدير وتسيطر وتوجه وتحرك ’ كأن العالم خرابة بؤس وليس لك غير خيالك نحو المثالية ؛ حتى المشاعر الناعمة تخضع للمادة ؛ هدوء الليل وضوء القمر وترانيم النهود تحدثك بالمادة ، طلاسيم الفجر وصلوات العباد وتمتمات العاشقين تمددها المادة ؛ اياد ترفع في محاريب الابتهال لتطلب المدد المادي ؛ لا داعي للجنون والحب وفلسفات الخدود وما حولها في شتاء مادي ، انتفضت الحياة مؤخرا لتعلن ماديتها بديل زائف للحقيقة والمنطق وتنصب نفسها الهة لبشرية اليوم لتعطيها خوفا ورجاء يشبه خوف القدماء والعلماء ؛ الصداقة بالمادة والحماقة بالمادة وكل شيء قبيح يعتمد على المادة ... من يشتري مني حطام البؤس وقليل من حب للمبادئ مقابل تخليه عن ماديته ، العبودية الان تشترى وتباع والساعون على رفات النجاسة لا يجدون سوى أدبيات على منحى تختلقه الظروف وتحيله إلى شتات الأحكام الجائرة ، الان احاول استحضار موقف يمدني بقليل تسلّي فلا أجد سوى سراب داكن يدفعني نحو السقوط ويبدد عن زرقة أهوائي بقية مما ترك ال موسى وال هارون يحمله اليّ طغيان يحاول جرفي باتجاه ممقوت ، هل من إعادة للنظر فقريبا ياتي البعض بتشريعات ونظريات غائرة في الوحل المعطوب وهو معها سلطان ، والخلود الناعم لا زال يتمناه الكثير ، وقبل أن نضع العمائم على الرؤوس لا بد من تمشيط الشعر تحسبا لاي أذى ، وما أظن أننا مسارعون بقدر ما نحن نعاود الخطى بحثا عن المفقود ، في سحائبنا ليس هناك من وزر ، وتشدقنا بروعة التنزيل وجودة البيان والتبيين لا تجدي حين الطغيان يجرف منا كل شيء وكل حرف وكل شوق حتى نمطية الحياة سيغزوها الشتات وتغدوا أطلال تتبسم حين ياتي اليها الزائرون في حين هي أشد حاجة لدموع تمسح عنها غبار كان يكسوها طيلة عمرها ، كان البدوي العربي يقتله بيت من الشعر ويجافيه السعد حينا كثيرا بسبب تمبدئه حينا وتدينه حينا آخر ، ويدخل جدنا البدوي العربي على ملوك كسرى فتهابه البسط والأموال وحتى رؤوس الحربة في القصور الكسراوية تاخذهم الغرابة والهيبة تجاه العظمه التي صنعتها أولا وأخيرا بعض المبادئ ، لا حيلة لي كمكمود سوى تسطير الحرف وقرائته عل لب يعيه فيسطره حرفا كما صنعته وراء استار السيول الجارفة مما قصدته سابقا ... لله الأمر من قبل ومن بعد ....