الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٦ صباحاً

هلال يزف فجرا

وائل حسن المعمري
الجمعة ، ٢٧ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
قد يتبادر لذهن القارئ الكريم من خلال قرأته لعنواني هذا, أنني في وارد الحديث عن شخصية أمين العاصمة الجديد عبدالقدرهلال ..والذي أشك حقيقة في مدى قدرته على أن يكون أمينآ لعاصمتنا المنهكة التي تشتاق لأمانة المغيبين وحب المبعدين وإخلاص المشردين من أبناء الوطن كما هو حال وحاجة كل مدننا ومحافظاتنا وأهلها دون استثناء , ودعوني أصدقكم القول أن مرد هذا التشاؤم الذي يلازمني أحبتي الأكارم هذه الأيام , إيماني العميق بمبدأ أن التجريب بالمجرب خطأ مرتين ..,

وعليه أعتقد أنكم لن تنكروا أو تستكثروا علي حتى هذا الحق في مجرد إبداء مشاعري وإن كانت من وجة نظر البعض منكم غاية في السلبية والتشاؤم تجاه هذا التعيين تحديدآ وكما هي أيظآ قناعتي نفسها تجاه تعيينات هادي الأخيرة التي جاءت لنا على سبيل المثال لا الحصر ... بنجل عبدالعزيز عبدالغني وأخ الصهيبي وإبن أخو حسن الشاطر وقريب مجور ونجل المسوري وإبن خالة الآنسي وبنت عمة الشعيبي ليتربعوا على رأس هرم كثير من مؤسساتنا وكلكم يعرف من يكون هولاء وخلفياتهم الأسرية التي جاءت بهم إلى هذه المناصب الهامة في أجهزة الدولة المختلفة , والتي كنا نأمل أن يتم تحريرها من كل فاسديها المعتقين إنتصارآ لتطلعات الناس في التغيير الحقيقي المنشود نحو الأفضل , لا أن تعزز بدماء الفساد المتجددة والمتأصلة في الجذوروبحكم الوراثة والنسب والأهداف الخفية.............

وعلى العموم فليس هذا هو موضوعنا الذي أحببت أن أتطرق له في هذه العجالة مطلقآ , فهلالنا المقصود في عنواني هو هلال الرحمن لا هلال سنحان .. والفجرالذي يزف لنا ومن خلال تباشير الرحمن وعلى بساط رحمته بنا هو فجر لحمتنا الثورية في تعز وفي كل ساحات ثورتنا اليمنية في كل مكان ,هذه اللحمة والوحدة التي تجلت في أبدع وأجمل صورها خلال أيام وليالي شهر رمضان الكريم لهذا العام وعلى غير عادة شهرنا الكريم في العام الماضي ...

إن المراقب لحشود الثوار وتفاعلهم وفعالياتنا الثورية خلال ما مضى من ليالي شهرنا الكريم ,ليدرك مدى وعي هذه الطبقة بأهمية الإلتفاف والتوحد ونبذ كل أوجه الخلاف وراء ظهورهم في هذه المرحلة الفارقة من عمر ثورتنا..وهذا قطعآ مؤشر يبعث على الأمل بنضج ووعي ثوري متقدمين لن يسمحا بعد اليوم لكل صائدي الفرائس ووحوشهم الكاسرة من النيل من وحدة الصف والمصير الثوري إنشاء الله ,وأي كانوا ومهما ابتدعوا في سبيل ذلك من وسائل ..,

وكيف لا ورمضان الذي نستلهم معانيه لم يأت أصلآ إلا ليجدد روح العبادة في النفوس الصدئة بحكم تأثيرات زمن الصراعات واللهث وراء متاع الدنيا دون وازع أو خوف من مصير أو منقلب , وكيف لا تكون لنا بعد كل ذلك في رمضان وقفات وعظات ولحظات تأمل مع الذات لتصحيح ما أمكن تصحيحة إنتصارآ للحق كغاية مثلى ليست لها في زماننا غير وسيلة نبيلة تتمثل في التغيير والتغيير الشامل الكامل الذي لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يتنازل عن ثابت من الثوابت ,,,,,

إننا نعتقد أن ما ينبغي علينا إدراكه واستشعاره واستخلاص العبر منه في هذا الشهر المبارك وتجليات خير إحياء همم المكونات الثورية فيه ,هو ظرورة المراعاة لبديهية أن إقبال جماهير الشعب على الثورة وساحاتها وبهذا الزخم الكبير من جديد خلال هذه الليالي , لدليل آخر وساطع على أن الشعب يعيش هم ثورته وأنه بالتأكيد لن يرتضي أن ترتهن ثورته المجيدة لحسابات هذا الطرف السياسي أو ذاك وبأي حال من الأحوال , ولن يتسامح كذلك مع من يريد لهذه الثورة ومساراتها المتعددة أن تظل حبيسة لأمزجة دولة في الإقليم أو العالم أو حتى دول عدة وأي كانت قدراتها على التأثير في المشهد ورسم ملامحة ..

وكم نتمنى أخيرآ أن ندرك أيظآ أن هبة هذه الجماهير العظيمة والتحامها بالثورة وأحداثها الآن , فعل حسن ومطلوب ينم عن رغبة حقيقة لدى هذه الجموع الشعبية وبمختلف توجهاتها وشرائحها على إنجاز التغيير دون إبطاء والآن الآن وليس غدآ.. وعلى جميع الأطرف اللاعبة على مستوى الساحة السياسية قرأة هذا المعطى الجديد قرأة عميقة ومتأنية ومنصفة , إنقاذآ لما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان , ولنا من عبر التاريخ وأحداثه عن نفاذ صبر الشعوب دليل آخر يحتم علينا التحرك بعد أن إستكنا لزمن لم يكن لنا فيه أن نهدأ ولم تستدعي منا الحكمة حينها أيظآ أن نستكين.