الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٠ صباحاً

رحيل وهم الصوملة والطوفان والحروب الأهلية وفك الارتباط مع رحيل رأس الفساد

معاذ الدالي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
المتابع لتطورات الأحداث بعد فرار صالح يدرك أن كل ما كان حاصل هو بسبب بقائه في السلطة وأن ما بعده ليس كما كان ينجم به الشعب من طوفان وغيره .. ولعل الرهان الخاسر للحالمين بفك الارتباط لم يعد مجدياً لتحسن الوضع بعد رحيله على الأقل نوعاً ما أفضل مما لو ظل صالح .. ثم ما يمنع آل الأحمر من تولي السلطة إذا رشحهم الشعب ، هذا حق دستوري لأي مواطن ، ليس معيباً عليهم ، هم من الشعب وإذا خضعوا لقوانينه والتزموا الشفافية وتمسكوا بالديمقراطية فما يضير ذلك ، العيب هو القفز على الجثث والتسلل وليس عبر صناديق الاقتراع ، العيب هو الثقافة القديمة في العودة إلى فك الإرتباط ، بدلاً من البدء بالتوعية لإرساء قواعد الديمقراطية الحقة ، العيب هو أتهام الناس دون دليل .. وفي رأيي فإن أي دعوة لفك الأرتباط ستتحطم أمام وعي الشعب في الجنوب قبل الشمال وهو ما يثبته تمسك الجنوب بالوحدة .. ولمزيد اطمئنان .. فإن الشعب قد عرف طريقه وسيواجه أي حاكم في المستقبل يريد العبث بمقدارت وموارد الشعب .. ثم إلى أين في فك الارتباط .. إلى شلة بقايا الماركسيين والشيوعيين والقوميين الذي لفظهم التاريخ في اليمن الجنوبي سابقا وفي مصر أيام جمال وفي العراق وفي ليبيا وفي سوريا وأثبتت التجارب ان هذا العصر هو عصر الديمقراطية والتنافس الحقيقي لخدمة الشعب والحفاظ على هويته الاسلامية أمام احتياح سيل العلمانية وهو ما يعني أن الصعود هو لمن يملك مقومات التنمية مع التمسك بالهوية الاسلامية ، من منطلق ان الأمانة والمسئولية لا يمكن أن تكون مع من لا يعرف قيمة العهد والذمة شرعاً وإنساناً ومن هنا فإن الشعب سيلفظ كل من ليس له برنامج واضح للدفع بعجلة التنمية مصحوبة بعدم المس بهوية الشعب وعاداته وتقاليده الحميدة وليس أطلاقاً لحرية بدون حدود .. فقد أثبت هذا فشله مع العلمانين في تركيا قبل حزب العدالة والتنمية فأضحى السفور في تركيا الآن من مخلفات الماضي الذي يبحث عنه البعض اليوم في اليمن من دون الاستفادة من تجارب الآخرين .. ولذلك فلابد لنا ندفع بوصول حكومة كفاءات تضمن للشعب كل هذا دفعاً بعجلة التنمية ودحراً لقوى التغريب المهووسين بثقافة الغرب المنحلة من دون الاستفادة من خبرتهم في الصناعة والبحوث العلمية والتقدم والمشاريع الاقتصادية وهو ذات السبب الذي أخر تقدم الشعوب الخليجية في هذه المجالات برغم سيل المال لديهم فهم اليوم مستهلكون لما ينتجه الغرب ونحن بهذا نود أن نستفيد من حيث تعثر الآخرين وننطلق نحو بناء يمن منتج وليس مستهلك ، وهي دعوة لكل المهنيين والحرفيين والمهندسين والعقول المهاجرة للعودة إلى بناء وطن نفاخر به أمام سفه بعض الشعوب التي تملك كل مقومات البناء الاقتصادي والتنموي ولكنها لا زالت حبيسة استهلاك ما ينتجه الغرب ، آمل أن تجد دعوتي صدىً لكل هؤلاء وسنكون سعداء بهم قدر سعادتنا برحيل سفهاء النظام السابق . بل أكبر من ذلك لأننا سنخطو معهم باتجاه تسريع الوصول بالبلد إلى قمة الدول العربية والعالمية مستفيدين من الموقع الجغرافي وكل امكاناتنا لبناء يمن الحاضر والمستقبل . ودمتم .