السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٠ صباحاً

التحمع اليمني للإصلاح .. و ضرورة الهيكلة !!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٠٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
حزب التجمع اليمني للإصلاح " الإخوان المسلمون " في اليمن ، شريحة عريضة و قاعدة منتشرة تجوب الشارع اليمني في مختلف مدنه و قراه ، و للحزب رؤية سياسية إسلامية تتماشى مع المطالب المدنية و التحررية من العبودية السياسية و الفكرية ، و له برامج مدونة و مشروع نهضوي كبير أسوة بالاخوان المسلمين في شتى بقاع العالم ، و كان الحزب و لا يزال من المدافعين عن الوحدة اليمنية و العمل على تماسك البنية الاجتماعية و النسيج السكاني اليمني ، عبر وسائلة السلمية التي وضعها كأداة ووسيلة يمكن من خلالها تمرير مشروعه السياسي ..

و لا نشك أو ننكر ان الحزب وقع في أخطاء ماضية سياسية سواءً بقصد أو عبر تخطيط القوى الأخرى وذلك لإشراكه في حرب صيف 94 بين القوات الشمالية و التي يقودها علي عبد الله صالح و قوات علي سالم البيض نائب الرئيس بعد قيام الوحدة اليمنية ، ورغم تصريحات بعض رموزة السياسيين الكبار عن نتائج دخوله الحرب مسانداً علي عبد الله صالح على أنها خطوة ليس نادماً الحزب عليها .. إلا ان هذا الخطأ لا يمكن لأي مواطن جنوبي ان يمحوه من الذاكرة حسب استطلاع رأي معظم المواطنين الجنوبيين أجريته خلال 10 سنوات ، فالحرب كانت سياسية و ليست دينية كما روج لها البعض آنذاك ، و كذلك يعتبر هذا الخطأ محسوب و بشدة على الإصلاح طالما ان الشعب الجنوبي كان له الدور الكبير في توحيد الشطرين رغم انخراط الكثير من الجنوبيين في الحزب ، و قد حاول التجمع اليمني للإصلاح ان يزيل ركام هذا الخطأ السياسي بعمليات مناوئه لنظام علي عبد الله صالح الذي استشرى في عهده الفساد ، تارة عبر صناديق الاقتراع و أخرى عبر الخروج السلمي بمظاهرات عدة ، الى ان جاء الربيع العربي و تسّنت الفرصة الكبيرة أمامه ليكون على رأس الثورة الشبابية السلمية التي تسببت في الإطاحة بالحليف السابق إبان قيام ا
لوحدة اليمنية عبر اتفاقية مبادرة دول الخليج العربي التي آلت الى انتخاب هادي رئيساً للبلاد .

حزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن له قاعدة شعبية كبيرة و يتمتع بكوادر قيادية و سياسية و له برامج تنظيمية و فق معايير عصرية حديثة و بما يتناسب و متطلبات العهد الجديد ، لكنه لن يخلوا من بعض القادة أو الرموز التي لا يستسيغها الكثير من أبناء اليمن ، نظراً لرصيد هؤلاء السياسي و الاجتماعي في العهد المنصرم و خاصة ان منهم من كان على علاقة أو شريك في الحقبة الزمنية التي حكم صالح فيها البلاد .

الذي يقترب من الإصلاح و يأخذ نفس عميق من الراحة معه ، يجد فيه الوطنية و هذه أمانة الرسالة الإعلامية التي يجب ان لا اتجاوزها ، بخلاف الذين يقرأون أو يسمعون من بعيد عنه ، و لن تعرف صديقك إلا بعد أيام من العشرة و لربما سنين ، و الحكم على ظاهر القول ليس له أساساً من الصحة ، و لهذا أودّ ان أقول ان الحزب فيه مخرجات ما يمكنه ان يكون شريك مهم في ادارة شؤون البلاد و بمساعدة المخلصين من أبناء الوطن سواءً على مستوى داخل اللقاء المشترك أو في اطار التكوينات السياسية الخارجية و المستقلة .

عندما نربط حزب يضم الملايين و له أصوات ملايين اليمنيين بحلقة شخص ما ينتمي اليه أو أنتمى اليه مؤخراً ، فهذا اجحاف في حق التجمع اليمني للإصلاح و لكن ما يجب فعله الآن أو الخطوات التي يجب على الإصلاح فعلها .. يمكنني ان اسميها هيكلة قيادية و سياسية في اطار الحزب نفسه ، فهناك شخصيات في الحزب غير مرحب بها من بعض الآراء السياسية الأخرى و لربما ان منهم غير مرحب به عند بعض المنتمين اليه ، خصوصاً كما ذكرت من له رصيد سابق غير مقبول في أوساط معظم المواطنيين اليمنيين .

الرئيس الحالي للحزب " اليدومي " شخصية محترمة و قيادية بما تكفي الكلمة من معنى ، و يعمل هذا الرجل بوطنية و حزبية بإخلاص على حد سواء ، دون ان يراه أو يسمعه الناس ، و الكثير من القيادات الحزبية الإصلاحية لا شك أنها تعمل بدون كلل أو ملل ، ناهيك عن تمتع الحزب بقاعدة شعبية تمكنه من خلالها ان يكون حزباً وطنياً رائدا شريطة ان يلبي طموحات الكثير ممن لهم أعين تنظر اليه بعين الاطمئنان .

الهيكلة المطلوبة للحزب يجب ان ينظر اليها قادة الحزب بجدية تامة سواءً في وقتنا الحالي أو مشروع حزبي داخلي يتم تنفيذه بعد بروز نتائج المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد ، و تشمل هذه الهيكلة اختيار الشخصيات المؤثرة و هي شخصيات كثيرة مقبولة على مستوى المجتمع اليمني ، و يجب عليه ان يحاول جاهداً التحرر من القبلية المقيتة ، و التي عمدت في الفترة الماضية على شل سيادة القانون ...