الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٨ مساءً

أينما تكونوا في اليمن .. فثمّ وجه الثورة !!!

محمد حمود الفقيه
الاربعاء ، ٠٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
أين ماتكونوا في يمننا الحبيب هذه الأيام ، تجدون تجاهكم زخماً ثورياً يجتاح مواقع براغيث الفساد المالي و الإداري ، و يطغي على كل أوكارها في سكك المكاتب الوزارية و المؤسسات ، و يدك جدران النظام المنحل الحامي لها منذو عقود ، و قد ظن أصحاب المصالح الرخيصة ان المبادرة الخليجية ستوفر لهم غطاء سياسيا و أمني من موجات التسونامي التغييرية في البلاد ، و لكن ما يجري اليوم من تنظيف و تطهير لوز الحقبة الماضية من عهد صالح الذي لم يصلح شيء إنما هي بشرى كبيرة و عظيمة للنور التغييري الذي فاح نوره في سماء اليمن السعيد ، ليعيد لنا نحن اليمنيون سعادتنا و مجدنا من جديد .

ان من الإنجازات المهمة و المحمودة التي هي من نتاج الثورة السلمية ألمباركة ، بلوغ الشارع اليمني بكل ألوانه و اتجاهاته مبلغاً عظيما من الفهم الثوري التحرري ، ظهرت هذه الدلالات الحقيقية و المؤشرات الثورية على مستوى المؤسسات الحكومية من اقصى اليمن الى أقصاه ، وهذا الإنجاز الثوري العظيم لم يكن كذلك لولا صمود الثورة اليمنية في ساحات الحرية و التغيير على مدى سنة كاملة .

فلو رجعنا خطوة الى الوراء ، لتذكرنا ان العمل الثوري السلمي الذي كنا نناشده من مجتمعنا اليمني كان صعب المنال ، لكن ما يحصل الآن في عدد من المكاتب و الوزارات و المصانع و الهيئات الحكومية ، دليلا واضحا و مقنعاً بأننا شعب اليمن قد ارتقينا فهماً و فكراً و استطاع اليمنيون ان يكبحوا جماح المجاملة و التسويف والانتظار ، فقد انتظر اليمنيون القدرة الإلهية أكثر من ثلاثون عاماً للتدخل في تغيير أحوالهم و أوضاعهم السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، لكن ذلك لم يحدث ، فالقدرة الإلهية لا تتدخل بتغيير الحال الإنساني إلا عندما يبدأ الانسان بتغيير نفسه ، (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ويمكننا القول ان الحياة مدرسة لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد ، فالانسان اليمني الذي لم يستفيد من حياته الماضية في عهد ظلام الفرد الواحد ، عليه ان يراجع نفسه و يراجع حساباته تجاه مستقبلة ، و ان لا يستسلم لواقع الفرق المتوكلية التي تعمل بقاعدة _ التوكل _ فنعم بالله الواحد المتوكل .. لكن الله سبحانه و تعالى أمر الانسان بالمدافعة و الذود عن الشر أينما وجد قال تعالى : ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله )) .. نعم ان هذه السنن من فصل الله علينا بني آدم ، و لم يرضى الله تعالى بنا ان نستذل أو نتعرض للمدلة و الخنوع للبشر ، إنما أراد بنا السمو الإنساني بكل معانيه ، و أكرمنا بني آدم على جميع مخلوقاته .

و لذلك فمن الحكمة ان يعي الانسان ماله من حقوق و ما عليه من واجبات تجاه نفسه ، و تجاه الآخرين من حوله ، و قد نرى البعض يصف ما يحدث في المؤسسات الحكومية من ثورة تغييرية ضد أصنام الكراسي و المكاتب على أنها فوضى تعبث بمقدرات اليمن و أمنه و استقراره ، نقول لمثل هؤلاء ، أين كنتم حين كانت هذه المكاتب و المؤسسات مستباحة من قاطنيها لعدد من السنين ، و أين كنتم من مما كان يحصل في العمل المؤسسي الحكومي من عبث و نهب و تمييع لشرف المهنة و استبداد و ظيفي يقوم على المحسوبية و المجاملة و ذا الجاه و أولئ القربى الذين كان الطفل الذي يولد فيهم ما ان ينزل من بطن امه إلا و ارتقاء في عالم الرقي و الدرجات الوظيفية العليا ، كل هذا كان يحدث على مرأى و مسمع الشارع اليمني الذي كان لا زال في سبات نومه العميق ، و لم يكن يستطع ان يحرك ساكناً ، و عباد المال و المفسدون في أرجاء البلاد يعيثون في أرضنا فساداً و خراباً .

وقد كنا في كثير من الأوقات حينما نحرض أو نحرّص الناس على مواجهة موجة الفساد المالي والإداري ، إذا بمن غمره الجهل و سوء الظن ، يسخرون منا على ما كنا ندعوا اليه من الصلاح والرشاد ، و لكنهم أول من أصيب بآثار ذلك الفساد و أو من حل بدارهم .