الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٦ مساءً

تسآؤلات وإجابات من الميدان

الحر اليماني
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
تساؤلات وإجابات من الميدان مع الشيخ/ أبو الفداء. رشاد المكني
اولا: ما مشروعية الثورات ؟ وهل هي فتنة ؟
الثورات هي ضرب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوسائل الممكنة وهي سنة من سنن التغيير الكونية لا تتبدل ولا ينجو منها أحد وهي تهدف إلى رفع المظالم ورد الحقوق ونصرة المستضعفين وإقامة العدل والمساواة ...
وقد تظافرت الأحكام الشرعية والسن...ن الكونية والأدلة الخبرية والمشاهدات الواقعية على شرعية الثورات وحتميتها..
وأما كَون الثورات هي الفتنة/ فالفتنة هي في سلب الناس حرياتهم وحقوقهم وتعبيدهم لغير ربهم وإباحة المحرمات وإشاعة المنكرات وتجويع الناس وسفك دمائهم وإهانة كرامتهم وإذلالهم وهل هناك فتنة أعظم من الظلم والاستبداد وتعطيل الشرع وتبديله بإحكام وقوانين الجاهلية المستوردة ...
فالفتنة هي :بقاء هذه الأنظمة الاستبدادية الظالمة الفاسدة والتي لم تبقي للأمة شيء تفتخر به وتعتز به حضاريا ودينيا وعلميا وإنسانيا فتخلف علمي وحضاري وتبعية سياسيه وانحرافات أخلاقيه وانتهاكات إنسانيه ودينيه فاستمرارها استمرار لما سبق وإهلاك للحرث والنسل والشرع والعقل قد دلّا وأمرا على وجوب إزالة الفتنة ودفعها ولو أدى ذلك للتضحية بالنفس والمال .فالخسائر المادية والجسدية والمعنوية لا تساوي و لا تقارن بالخسائر التي قدمتها الأمة من دماء وأشلاء وسلب ونهب وفساد وإذلال على مر العقود السابقة
وأما القول بأن الفتنة نائمة
كيف وهي مكشرة أنيابها ونافشة شعرها قتل في كل مكان فساد ينخر عظم البلاد من انتهاك للحقوق والحريات , تجويع وترويع للإنسان والحيوان , جهل ومرض وألم وظلم, لم يسلم منه بيت , استئثار بخيرات البلاد وتمركزها بيد زمرة قليلة من المقربين والمنتفعين , والسواد الأعظم يعيش الهوان والإذلال , إباحة البلاد وسيادتها لأهل الكفر والعدوان , يصولون فيها ويجولون قتلا وخطفا وفسادا وخبالا لم تسلم حتى مساجد الرحمن من إشاعة الخلافات والصراعات فكيف تكون الفتنة نائمه وهي ماثلة شائعة ذائعه في كل حدب وصوب فبأي عين ترون و عقل تفكرون وبأي قلب تشهدون...
ثانيا: ما رؤيتكم لمستقبل الثورة ؟
رؤيتنا تفاؤلية مشوبة بالحذر لبعض العقبات والتحديات أبرزها :
1. الثورة المضادة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمستأجرين
2. الأحزاب التقليدية وعقليتها الحزبية القديمة وشراكتها في صنع النظام السابق
3. التوفيق والانسجام بين أفكار الشيخوخة والمألوف القديم وطموحات وتطلعات الشباب
4.انتقال الأفراد من عقلية الحزب والقبيلة إلى عقلية الثورة ومن عقلية الجماعة والمنطقة إلى عقلية الدولة والتحرر من العقلية البوليسية إلى عقلية استيعاب وقبول الآخر
5.التركة الثقيلة من الفساد والضياع لمدة نصف قرن من الثورة ونصف قرن من سقوط الخلافة حيث سيكون هذا مبرر في التباطؤ لدى البعض في سرعة التصحيح والتغيير.
6. تطلعات وطموحات كثير من الثوار وعدم استيعابهم إلى أن الثورة هي مرحله باتجاه التغيير وليست التغيير بأكمله وهي خطوة من الألف ميل وعليه يجب على النخب تهيئة النفوس لذلك والاستعداد للتحديات القادمة في البناء والتنمية وإعادة صياغة البنية البشرية والتنموية على أسس وقواعد مؤسسيه فاعله. ...
ثالثا: ماذا تنصحون الشباب وقد تأخرت نتائج الثورة ؟
• علينا العمل والاجتهاد والنتائج على الله سبحانه ونحن محاسبون على العمل لا النتائج .
• أنصح الشباب بالالتجاء إلى الله والحذر من الركون إلى الكفار ومحاولة إرضائهم فهم يقدمون بحجم و اعتبار مصالحهم وكذا نبذ الخلاف بينهم واستيعاب جميع المكونات الشعبية , والتحرر من عقلية التهميش والإقصاء وكذا التحرر من قيود الجماعات والأحزاب والممارسات البوليسية في التعامل مع الاخر وأيضاً أنصحهم بوضوح الهدف والرؤية والترفع عن ثقافة الاتهامات ،و الاستلهام من الثورات السابقة لا استنساخها
• وكذا بلورت أهداف وقيم الثورة وتجسيدها والترفع عن الممارسات الهابطة من ألفاظ وأفعال لا تليق بحملة التغيير.
• تفويت الفرصة على الخصوم من جر بعض الثوار إلى مزالق سلوكية تؤثر على مكانة وهيبة الثورة والأمل بها .
• إتباع سياسة الاستنزاف الممنهج وعدم اللجوء إلى ردود الأفعال والاستعجال.
وأما تأخرها
فلعوامل منها امتحان من الله للتصفية وكذا للنضوج لتحمل المسئولية وايضا لضعف الوعي الحقوقي والثوري في التغيير وقصور التوعية في ذلك اضف التدخلات الخارجية وتقاطع المصالح الداخلية فضلاً عن اعتماد النظام على العشائرية والحزبية وانعــدام المؤسسية وتباين الرؤى حول طريقة إسقاط النظام.
رابعا: نصيحتك للسلطة والرئيس
نقل السلطة سريعاً إلى تشكيلة مستقلة عن الأجندة الداخلية والخارجية من ذوي الكفاءات والتخصصات المشهود لهم بالنزاهة وصدق الولاء للأمة .
الأخذ على يد لوبي الأزمات وتحجيمه .
الحد من التدخلات الخارجية .
عدم المساس بضرورات الأمة من أمن ومعاش وأساسيات الحياة
المحافظة على القواعد البيانية والملفات للمفسدين والجناة في كل المجالات وتسليمها للجان مختصة .
الحد من الإثارة الإعلامية والمناكفات السياسية حتى لا تنزلق الأمة إلى مزالق مخيفة .
التخفيف من حدة التوتر والاحتقان .
عدم المساس بأملاك الأمة من مال ومدخرات ومكاسب .
الاجتهاد للخروج من الوضع بأقل الكلف والخسائر وبما يحقق تطلعات وطموح الشعب .
المحافظة على حيادية الأمن والجيش والصبغة السلمية للأحداث
خامسا: ما هو قولكم بالذي يقول أن الأغلبية للحكام العرب والأقلية ضدهم ؟.
من أين الأغلبية وهم تسيدو على الأمة بالقوة والتزوير بالوسائل الجاهلية والتي لا تتناسب مع دين الأمة وقيمها وأعرافها وبيئتها
وأين الأغلبية اليوم التي مع الحكام وعدد الرافضين يزيدون بأضعاف كثيرة ممن رشحوهم وأيدوهم, يظهر في ساحات التغيير والاعتصامات والمسيرات والمظاهرات في عموم المحافظات وهذه من المشاهدات التي لا تحتاج إلى دليل وبرهان ...
فإذا كان يجتمع في السبعين 200 إلى 300 ألف تقريباً ففي التغيير من 700 إلى 900 ألف تقريباً فضلا عن ساحات المحافظات المركزية
معادلة حسابية تكشف الحقائق : المتر المربع الواحد كما يقول الخبراء : يسع أثنين إلى ثلاثة أشخاص بالكثير وميدان السبعين طوله 1000 متر _ وعرضه 101 = 100001 ألف " مائة ألف وواحد " إذاهم مابين 200ألف إلى 300 ألف على أكبر تقدير . فأين الملايين والطوفان البشري , ولم نرى لهم تجمعات مماثلة في المحافظات أما ساحات التغيير مساحتها بالكيلوهات وليست هذه من المبالغات بل المشاهدات كما يحصل في الستين يوم الجمعة وغيرها في عواصم المحافظات المركزية فأين الأغلبية ؟؟ ثم إن الأغلبية لازالت صامته ومتفرجة حيث أن اللاعبين والمشاركين من الطرفين لا يمثلون أكثر من 25% من السكان تقريباً وأغلبهم مع معارضي السلطة .
وفي الأخير إن اللعب على أوتار العواطف وصعوبة ترك المألوف وخلق إحباط في الأمة بعدم وجود البديل واللعب على أوراق الأزمات والتخويفات بالمصير المجهول كل هذه في أوقات الأزمات وعهد الثورات يتسارع تساقطها كأوراق الخريف فالمتشبث بها كالمتشبث بقشةً فلا يعول عليها وبالإجمال فإن الإعلام الموجه من الطرفين لم يعتمد المصداقية والدقة وإنما المبالغات والحرب النفسية على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة للأسف وهذا في تصوري من عدم احترام عقل المشاهد وإيقاعه تحت التأثير الموجه
سادسا: ماهي أبرز ملامح نجاح الثورة ؟
اهتزاز عروش الأنظمة الاستبدادية من حيث لا يشعرون على أيدي الضعفاء والدهماء وكشف حقيقتهم المؤسفة من خيانة وعجز
2. تهاوي أسطورة القوة والأساليب البوليسية أمام الشعوب
3. كسر الأمة حاجز الصمت والخوف وبروز حقيقة غائبة أن لا نظام يغلب شعب بأي حال من الأحوال.
4. تعرفت الأمة على أبرز حقوقها وهو اختيار الحاكم وعزله وأنه وكيل ونائب عنها وليس مالكا وليس له حق في التصرف بكل شيء دون الرجوع إليها.
5. تعرفها على حقها في المراقبة والمحاسبة وأنه لاحصانة لأحد أمام العدل والقصاص أيا كان موقعه.
6. توحد الأمة تحت مطلب واحد وتطورها السريع في مطالبها السامية وترفعها عن المصالح الفردية فالثورة اليوم أعادة شيئا من الحرية ووميضًا من الكرامة فتحت بصيصاً من الأمل لمستقبل الأجيال إذا الثورة مستمرة حتى تنعم الأمة بالعدل والمساواة والحرية والكرامة والحكم الرشيد ونصرة المظلومين والمستضعفين فهي مراحل وليست مرحلة طارئة.
:سابعا : ما حكم الخروج عن الحاكم ومن هو ومتى يعزل؟
هذا ليس خروجا بل هو حق كفله الشرع والدستور للمطالبة بالحقوق ورفع المظالم بالوسائل السلمية المشروعة والخروج بمفهومه الشرعي ما كان بقوة السلاح وهؤلاء خرجوا عزلا لا يملكون سوى حناجرهم والله قد قال " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " ولحديث " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ....." ولحديث "إن لصاحب الحق مقالا " وولي الأمر الذي لا يجوز الخروج عليه على افتراض أن المظاهرات والاعتصامات خروجا هو الولي الذي تحققت فيه الشروط والمعايير المعتبرة عند فقهاء السياسة الشرعية والتي تؤهله لهذا المقام ثم إن ولاية الأمر ليست شكلا أو جسداً يلقى على عرشٍ أو كرسي وإنما هي شروط ومواصفات متى ما توفرت استحق وصف ولي الأمر وإذا انعدمت وانتفت انعدم الوصف ويعزل ولي الأمر حين يطرأ عليه كفر أو عجز فالكفر مثل اباحة المحرمات وحمايتها وتولي الكفار ومظاهرتهم وتعطيل الشرع وتبديله والعجز يظهر بالآتي :
1. وقوعه تحت تأثير وضغط خارجي , أو داخلي من عدو أو أسرة أو مقربين يؤثرون على قراره.
2. وقوعه تحت تأثير مرض أو شيخوخة أو هرم يحول دون القيام بواجباته.
ومعلوم في السياسة الشرعية أن الحاكم لا شرعية له إلا بأمرين الأولى شورى الأمة ورضاها والثاني حكمه فيهم بما أنزل الله فيهم والحاكم متى ما أستبد برأيه أو تقوى على الأمة دون رضاها وأستأثر بالأمر والمال لنفسه ومقربيه فالثورة وخلعه واجب شرعي وقانوني حسب الاستطاعة المعتبرة ...
ثامنا: ما حكم من يموت بالمظاهرات ؟
هل هو شهيد أم انتحاري ؟
كل من مات مطالبا بحقه المغتصب أو مناديا برفع مظلمته أو دفاعا عن حق أوعرض أودين أو نصرة مظلوم فهو شهيد كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم " من قتل دون مظلمته فهو شهيد " وحديث " من قتل دون دينه أو عرضه أو ماله فهو شهيد " وما أخرج الناس إلى الشوارع إلا المطالبة بحقوقهم بعد أن استنفذ الظلم والفساد والاستبداد معنوياتهم وأموالهم في المحاكم والمــرافق دون جدوى .
تاسعاً/هل نحتاج إلى ثورة في بلدنا ؟؟؟
نعم لتوفر أسبابها ودواعيها من ظلم واستبداد وفساد ومنكرات في مستوى الخاصة والعامة والافراد والجماعة
والثورة سنة كونية لا تتبدل وحتمية وقوعها انتقاماً من المجرمين وإهلاكاً للظالمين والمترفين ونصرة وتوريثاً للمستضعفين
لقوله تعالى " إنا من المجرمين لمنتقمون " وقال تعالى " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا "
وقال تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين "