الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٣ مساءً

حينما تسقط الأقنعة ...!!!

خالد القدسي
السبت ، ١٤ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
منذ الانتخابات الرئاسية اليمنية المثيرة للجدل في العام 2006، والحديث عن الشرعية الدستورية تارة والعزوف عن فكرة السلطة بأعتبارها "مغرماً وليست مغنماً" التي عودنا عليها الرئيس السابق في خطابته ولقاءته التلفزيونية اللافتة للنظر في السنوات الأخيرة، تتجلى اليوم وبشكل لا يدع معه أدنى سبب للشك والمشككين في إدراك الحقيقة الغائبة المُغيبة بأن كل ذلك لم يكن غير شعارات جوفاء يُراد بها العزف على آهات البسطاء من السواد الأعظم من اليمنيين، أستغلت من خلالها كل مقدرات الدولة من أموال وقدرات بشرية "مدفوعة الأجر حيناً ومغيبة حيناً آخر" والوسائل الأعلامية الرسمية والحزبية لتقديم صورة نمطية "للزعيم الخالد والقائد الفذ والمُلهم الهُمام و...و..الخ" . كل هذا يقودنا لتذكر نوادر من التاريخ القريب أذكر منها وليس للحصر تلك القصة الشهيرة للقطران الذي استخدمه اليمانيون في عهد الأمام يحى حميد الدين ( وكلنا نعرف تلك القصة)، وحِكمٍ مقدمةٍ بأبياتٍ من الشعرِ كتلك الأبيات الرائعة للشاعر المُبدع مُطهر علي الأرياني التي قيلت في العام 1948:

ياقافلة بين امسهول وامجبال،
الله معش حامي وحارس،
ياقافلة عاد المراحل طوال،
وعاد وجه الليل عابس،
ياقافلة صفي صفوف الرجال،
واستنفري كل الفوارس،
قولي لهم عاد الخطر ما يزال،
لاتأمنوا شر الدسايس.

أما ما دفعني لكتابة هذا المقال والخوض في هذا الموضوع هو أحساس وطني صادق بأذن الله و نابع من غيرتي على اليمن وشعبها، بعيداً عن أي شعاراتٍ حزبيةٍ ضيقةٍ كوني لا أنتمي لأي منها ولا لمصالحٍ شخصيةٍ ضيقةٍ كوني والحمدلله لا أنتمى لأي مؤسسة حكومية ولا تربطني أي صلة بها غير ولائي وحبي لوطني وشعبي.

ما حدث في الأسبوع الماضي بعد ذلك القرار الجرئي والموفق للرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي يقودنا للتفكر وبعمق لما ذُكر أعلاه...!! ولكني أزعم وبثقة كل الخيرين في بلدي وبعقلانية كل مخلص حمل هم اليمن في قلبه بأن زمان القطران قد ولى!! وبأن المراحل التي قطعتها القافلة قد أوشكت من الوصول إلى وجهتها ولم يعد ينطللي على الشعب اليمني ما يرُاد له من قبل أولئك المتمصلحون الذين عزفو سيمفونيات شتى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب...!!

اليوم يا سادة .. سقطت تلك الأقنعة التي تشدقت يوماً بالشرعية الدستورية وحينما طولبت بدورها بتطبيق الشرعية الدستورية وتنفيذ خارطة الطريق المسماة "بالمبادرة الخليجية" وإعادة هيكلة الجيش اليمني على أُسسٍ مدنيةٍ لدولةِ المؤسساتِ والقانونِ، نجد أن تلك الأطراف تكشرُ عن أنيابها مهددة الشعب اليمني بأن ذلك الأمر لا يعنيها محاولة الإنتقاص من هيبة الدولة المفقودة والتي أرادوها وبسياسة مُبرمجة لعقودٍ من الزمنِ أن لا يكون هناك دولة وقانون يُحترم...!!! أنما ما حدث من أعمال غير مسؤولة من مهاجمة مطار صنعاء الدولي والقاعدة الجوية، وتعطيل لحركة الملاحة الجوية، لا يعطي غير تفسيرٍ واحدٍ بأن هؤلاء لم ولن يكونو الحُراس الأمناء على مصالح الوطن ومقدراته وغير جديرين بتحملِ الأمانةِ والقسم الذي أقسموه بالولاء للهِ والوطنِ وخدمةِ الشعب والسهر على مصالحهِ ...!!

اليوم تبين لنا جلياً بأن الكراسي والمناصب هي غاية قصوى لدى هولاء في الحصول على مغانم ولا مانع لديهم بالذهاب إلى استخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى تلك الغاية، ولوكان ذلك بالتحالف مع الشيطان والذهاب بالبلد في مهب الريح...!!

اليوم أدعوا كل العقلاء في اليمن وعلى كل مشاربهم الوقوف صفاً واحداً ضد تلك الأخطار المحدقة باليمن، لأنه وبكل بساطة إذا ما أستمر البعض في التخندق في صفوف أولئلك المنوضيين وراء المصالح الشخصية الضيقة، نسنجد أنفسنا في مستنقع من الوحل يصعب الخروج منه ولعقود من الزمن.

ياشعبنا اليمني، يا أهل الحكمة والأيمان.. لا قطران بعد اليوم..!! لا طغيان وقهر بعد اليوم..!! ما الفائدة التي ستجنوها من الذهاب في المجهول لا لشئ ولكن للوقوف وراء أشخاص بذاتهم...؟ لا ينبغي للقافلة وفوارسها بعد اليوم الخنوع وأن لا يأمنوا الدسائس التي يُراد لنا الخوض فيها فنضيع وتضيع اليمن..!! ياشعب اليمن.. اليمن أمانة في أعناقكم فلا تضيعوها، والله من وراء القصد.