الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣١ صباحاً

الشريعة التي لا شرع لها

محمد حمود الفقيه
السبت ، ٠٧ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
جميع تصرفات الانسان في حياته تحتاج الى مصدر أو قانون تحرك من خلاله يمضي هذا الانسان في ممارسة السلوكيات الحياتية و كذلك ممارسة حياته وفق هذه الأسس و النظريات التي تكون مرجعاً له .
فالطفل مثلا عندما يبدأ بالنطق " بابا " لم ينطق عن الهوى ، بل لأنه سمع أبويه أو أحد من الذين يحيطون بجواره دائماً يقول : بابا بابا .. وأيضا عندما يقوم الطفل في مسك قلم و يحاول ان يكتب على كراسة فهو لم يعيي بتلك مرحلته العمرية بوظيفة القلم إنه للكتابة ، لكن رأى أحدهم يأخذ القلم و يكتب به .
كل ما ذكر من أمثلة شيء مسلم به في حياتنا الدنيا ، و لكن الغريب أو الشاذ مما نراه في حياتنا ، أن نجد تصرفات غير مألوفة من بعض بني آدم ، تصرفات شاذة في التعامل مع البشر ، هذه التصرفات و السلوكيات إن أخضعناها للكشف و البحث عن مصدر توجيهها أو قانون القبول بها ، لوجدنا أنها جاءت من عالم أشبه بالخيال و لا يوجد لها أي مصدر تشريعي أو قانون وضعي أو حتى نماذج تاريخية تدل على تلك الأفعال و التصرفات الشاذة إلا الشاذين أنفسهم .
كل ما حاولت إيضاحه سالفاً هو صورة حقيقية لما تمارسه جماعة ما يسمى بأنصار الشريعة هذه الفئة ذكرها الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم و قال عنها :{ و إن بغت إحداهما على الأخرى }فالبغي بغير حق هو من سلوكيات و تصرفات هذه المجموعة المارقة التي وصفها النبي صلى الله عليه و سلم بالمارقة { يمرقون من الدين } و هذه هي صوب الحقيقة عن هؤلاء .
إن ما يقومون به أنصار الشريعة من أعمال تخريب و سفك دماء المسلمين في أبين و غيرها ، لا يوجد له أي صلة بالديانات السماوية كلها و لا تنبع هذه الخروقات التدميرية من مصدر أنساني البتة
و لو رجعنا الى أصول التاريخ كله و بحثنا و تعمقنا في كل صفحاته الخالدة ، لن نجد أي دليل قوي أو ضعيف يجعلهم كما هم عليه الآن ، بل ان الفلاسفة قبل الإسلام تحدثوا عن الفضيلة و السعي لإقامة العدل و الخير بين بني الانسان ناهيك عن النور المبين الذي جاء به نبي الانسانية جميعا
الذي حرم بشدة قتل النفس البشرية فضلا عن تحريمة قتل الانسان المسلم المؤمن بالله سبحانه و تعالى قال تعالى : {{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }} النساء