الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً

احمد عبدالله امزربه

احمد عبدالله امزربه
الثلاثاء ، ٠٣ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
حذر الشاعر الشعبي السعيدي المرقشي أحد شعراء محافظة ابين المشهورين، حذر في سنوات سابقة ابناء الجنوب من الولوج في لعب ودسائس الاجهزة الاستخبارية العالمية التي تعمل على زعزعة الامن والاستقرار وزرع الفتن بين فئات الشعب وفقا لمصالحها المشتركة والمتفقة على خلط الاوراق حيث قال : ذي يلطم الحيه بعطفه منها \ ذي يلطم الحيه بعطفتها بصير ان جات توكل تؤكل الا نفسها \ وان جات تمشي ما تعود شي تسير


لكن الظاهر أن لا احد في تلك الفترة أعطى اهتمام لتحذير هذا الشاعر المبدع ولا احد استطاع أن يقرأ قراءة صحيحة ما يعنيه هذا التحذير لحاضر ومستقبل الجنوب وهو ما أوصلنا لهذا الوضع المأساوي الذي يعيشه شعب الجنوب الصابر، حيث تعرض الجنوب لهزات عنيفة أضرت بعجلة التنمية والتطور رغم أن أبناء الجنوب استطاعوا أن يؤسسوا الدولة المدنية دولة المؤسسات والقانون المنشودة وأن يبنوا مجتمع مدني متجانس رامين بتقاليد القبيلة المتخلفة والمتعصبة عرض الحائط، واستطاعوا أن يحققوا حيز من العدالة الاجتماعية والمساواة برغم ما رافق تلك المرحلة من سلبيات،إلا أن التعليم المجاني والضمان الصحي والاجتماعي وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة كان من ايجابيات تلك المرحلة، والاهم من ذلك الأمن والاستقرار للمواطن، وتم حماية الشواطئ والمياه الإقليمية الممتدة من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا وبإمكانيات متواضعة وتحديدا بثلاثة زوارق بحرية قديمة بقيادة المغفور له بإذن الله ( حسين احمد امجلد ) قائد القوى البحرية الأسبق في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذي تم تشتيته في عام 1990م ليتم تفكيكه وإبعاد قيادته قسرا بعد حرب 1994م الظالمة بحجة التقاعد وبصورة ممنهجة من قبل نظام صنعاء الذي انقلب على الوحدة بعد اجتياحه الجنوب في 7/7/1994 واحتلال الجنوب وبدء في تنفيذ نهج استعماري شمل كافة مناحي الحياة في الجنوب قاسى من خلاله أبناء الجنوب صنوف الاضطهاد والظلم وهي المعاناة التي وحدت أبناء الجنوب بكافة شرائحهم المدنية والسياسية والاجتماعية وبمختلف تكويناتهم السياسية والفكرية على قاعدة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي ومرتكزا لانطلاقة الحراك السلمي الجنوبي المبارك لاستعادة دولة الجنوب المنهوبة ، مع مراعاة ما حذر منه الشاعر السعيدي المرقشي في السابق ورفض ان تصبح الجنوب ساحة للصراعات الإقليمية ومسرح لتجارب الأجهزة الاستخبارية الأجنبية بورقة القاعدة والإرهاب حتى لا تتكرر مجزرة المعجلة التي راح ضحيتها أكثر من 60 طفل وشيخ وامرأة وماسات مصنع 6 أكتوبر، لان ما يجري في الجنوب اليوم من انفلات امني متعمد وفتح شواطئنا ومنافذنا البحرية على مصراعيها لمهربي المخدرات وتجار السلاح وللجماعات المتطرفة وتسليم مدن جنوبية للجماعات الإرهابية بتواطؤ واضح أو إن صح التعبير ( مقاولة ) والمقاول يمني بتمويل أجنبي ، كل هذا يتطلب من أبناء الجنوب أن يوحدوا الصف في الداخل والخارج والابتعاد عن اللهث وراء الزعامات والولاءات الفردية والمصالح الشخصية الضيقة التي تضر بقضيتنا العادلة وبنضالات شعبنا الجنوبي الصابر، وقبل أي حوار أو تفاوض مع الشمال علينا مطالبة المجتمع الدولي بإعادة الجيش الجنوبي إلى مواقعه ما قبل 1990م لإعادة الأمن والاستقرار في الجنوب مع تأكيدنا أن جيش الجنوب إذا أعيد تسليمه وإعادة قياداته إلى المتقاعدين قسرا سيعمل خلال فترة وجيزة إعادة الأمن والاستقرار في الجنوب وتحرير عاصمة أبين من الجماعات المسلحة وبهذا سنثبت للعالم أن استعادة دولة الجنوب عامل استقرار للشمال ولدول المنطقة والعالم ، ومن كذب جرب .