الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٩ مساءً

الأنصار يجهضون مشروع المهاجرين ..

طارق الجعدي
الثلاثاء ، ٠٣ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
انصار الشريعة وانصار الله وانصار الصالح ، ثلاثي مرعب بالنسبة لي كمواطن يمني ، لأنه بمجرد مرور اسمائهم على ذاكرتي اشعر بعدم الطمأنينة ، واتذكر مع انصار الشريعة كلا من مجزرة مصنع ذخيرة ابين ومجزرة دوفس مع وجود ايحاء بعلاقة شبه عضوية تربط الاخيرة بأنصار الصالح الذين نتذكر معهم مجزرة جمعة الكرامة ومجزرة جولة عصر وملعب الثورة ومحرقة تعز وشهداء عدن ومجزرة القاع وغيرها مع ملاحظة تفوق طفيف على انصار الله في مجازر صعدة وحجة والجوف مع ملاحظة تفنن الاخير في طريقة التسويق للقتل ،

ظل الوطن يعاني من الانصار في فترات ما قبل ووقت وبعد الثورة ، والشعب يتذكر جيدا الكثير من مآسي الصراع الذي خلفته هذه القوى ، يتذكر جيدا حصيلة انصار الصالح ال 1500 شهيد ونتذكر جيدا حصيلة أنصار الله ما يقارب 2000 شهيد أو يزيدون ، ونتذكر جيدا حصيلة أنصار الشريعة للعام الاخير أكثر من 500 شهيد ، ليس الخوف من حجم التضحيات فالشهداء عند ربهم يرزقون ، انما الخوف من حجم التوسع والتمدد وحجم السؤال الذي لا جواب له , الى متى ؟ سيظل هؤلاء متمادين في غبا واتهم السياسي على حساب مستقبلنا ؟

علاوة على ذلك يعتبر الانصار من اهم التحديات المطروحة على الممارسة السياسية المستقبلية فهناك من يطرح حضورهم في الساحة كأحزاب سياسية وأتساءل حينها ، إذا كانت الاحزاب السياسية هي المادة الخام المستخرج منها الممثل الشرعي للامة والمنفذ لمتطلباتها اليومية ، فكيف يمكن ان تتطلع الى مستوى العمل المنوط بها وهي معطوبة الشكل والمضمون علما انها اصبحت دكاكين موسمية تتاجر بوسائل "ديموغاجية" لا قناع ما تبقى من مواطن " دغمائي " يسهل غبنه محتكمة للعلاقات العشائرية والمذهبية لتكون بمثابة الورقة الحاسمة في المعترك الانتخابي الذي يسوده فن الخطابة واتقان لغة الرفض والضرب فوق الطاولة واعلان التذمر المستمر من الرموز الوطنية المعروفة للجميع , اضافة الى عدم اعترافها بالدوران العمودي مرتكزة على المخزن والمال والنسب المقدس كطرق للوصول الى القمة ...من هنا يمكننا الجزم بان هناك اشكالات ذاتية وازمة بنيوية لهياكل مؤسسات الانصار وسيطرة مفهوم الشخصنة في العمل السياسي المنعكس ايجابا وسلبا على مختلف مجالات الحياة الامر الذي ينسف كل نية طيبة لجميع الانصار ، هذا ان افترضنا خوضهم الغمار السياسي والامر الذي يكون مستبعد ، خاصة مع وجود اشكال الارهاب الذي تمارسه هذه القوى ،

يحدث هذا في ظل غياب المهاجرين عن المشهد السياسي والواقع المعاش " ولفظ المهاجرين لهم على اعتبار هجرتهم من الجمود والرضوخ الى الثورة والى ساحات التغيير" , ويحدث هذا ايضا في غياب وشلل نصفي لكل اجهزة الدولة وخصوصا الاجهزة الامنية والدفاعية ، مع عدم وجود جهة محددة يمكن ان تتحمل المسؤولية أمام الله وامام الشعب والثورة ، بينما يعيش الشباب في الساحات حائرين ينتظرون بوابة الخروج الآمنة وحلحلة مشكلات كانت الثورة منذ شرارتها الأولى تسعى الى حلحلتها ،

أمام فوضى الانصار وحيرة المهاجرين والذي ينذر بالوضع الى مالا نهاية تقف اليمن مهددة بالتقسيم والتجزئة والتي ان لم تكن في الواقع فهي حتما نتيجة في النفوس التي تسكن جغرافية اليمن ، وحكومة الوفاق التي جاءت لتحقيق معادلة لا غالب ولا مغلوب وان المنتصر لا يحوز كل شيء والخاسر لا يفقد كل شيء تبدو امامها تحديات الأنصار الذين هم جزء منها قضايا لا حلول لها ، ونلمس غياب المشروع الوطني الذي يحقق النهوض الإقتصادي وتحقيق تطلعات الشعب اليمني .

فإلى المهاجرين نرسل ... تنبهوا لمشاريع صغيرة ليست في الصالح الوطني من قبل اخوانكم الأنصار وتلمسوا مواقع الخلل فربما انتم تشاركون معهم في هدم اليمن الجديد. ..