الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٦ صباحاً

الزبيري الشهيد الذي لم يموت

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ٠٢ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
مال اليمانيين في لحظاتهم
بؤس وفي أنّاتهم آلام
ناشدتك الإحساس يا أقلام
أتزلزل الدنيا ونحن نيام
جوع وأمراض وفقر فادح
وَمجاعة ومخافة وإمام

بهذه الكلمات الرنانة بدأت رحلة أبو الأحرار الزبيري الثورية " رحمه الله " هذا الرجل الذي لن نتحدث عن ماضيه و حسب بل لازال موجود في حاضرنا ، موجود في قلوبنا و موجود في أوسمتنا ، هو وسام ثوري ليس لليمن فحسب بل للأمة العربية و الإسلامية ، الزبيري هذا الرجل الذي خاطب الباغي و قال :

هنا البراكين هبت من مضاجعها
تطغي و تكتسح الطاغي و تلتهم

محمد محمود الزبيري الشهيد الذي بقي حياً في كل شبر من اليمن ، السهول تسأل عليه و الجبال التي وطأت قدميه عليها كل ما رأت الظلم يفوح و يزداد و يحاول التسلق على القمم العالية تتذكر أبو الأحرار الزبيري رحمه الله تعالى .

ماضي الزبيري لازال حاضر في القلوب جميعها ، و لايمكن لانسان شريف حر يعشق الحرية و التضحية من أجل العزة والكرامة ان يمحو هذا الرجل العظيم من سجلات حياته ، نحن في اليمن لازلنا نعاني من الظلم و رغم ان الزبيري و من كانوا معه قدموا أرواحهم رخيصة لهذا البلد الطيب ، الا ان الاستبداد لم ينتهي بعد ، فرقص الجبناء على جثث الشهداء ، و شربوا من دمائهم الزكية و لم ترتوي افئدتهم منها ، الزبيري رحمه الله بدأ الرحلة الثورية و رسم للأجيال من بعده طريقاً للعزة و المجد ، و فتح قنوات الاستبسال، و التضحية و الفداء .

الزبيري يخاطب القلم و كأنه يقول له ان يبدأ يعلم الجيل القادم كيف تكون الكرامة وكيف تكون العزة ، القلم له حضور ثوري ، له دور كبير في دفع النشء الى طريق التربية الجهادية ، فلولا القلم لما عرف الانسان طريق الحق ، و كيف ننتظر من الجهل أن يولد روح الدفاع عن حق النفس التي كرمها خالقها جل وعلا ، كيف ننتظر من الجهل ان يبنى مجدا في حياة الانسانية ، فالقلم بداية حمل الجهاد بالكلمة و التعبير و التفسير ، و بعدها يصبح حمل السيف على بصيرة و استبصار نحو الهدف الحق من وجود الحياة .

أيا زبيري انت حاضر في المشاعر الثورية و حاضر في الميادين و الساحات و حاضر في الصفحات و المكتبات ، بل انت حي في الأرض و ترزق في السماء ، كيف بنا أن ننسى أبو التغيير و رائده ؟ كيف بنا ان نترك بصمات ذلك الرجل الذي اشترى ملايين القلوب بمبادئه و قيمه المدافعة عن العدل ، و همته التي كانت مملوءه بحب الوطن الكبير .

رحم الله الشهيد أبو الأحرار الزبيري و أسكنه فسيح جناته و جعله في منازل الشهداء ..