الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٠ مساءً

قيادات المؤتمر وعقليات ما قبل الثورة

صادق الفائشي
الأحد ، ٢٥ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
يعتبر الربيع العربي مدرسة خلقت وعي عظيم لدى الشعوب في فترة زمنية قياسية لا يمكن لأي نظام أن يخلق هذا الوعي بنفس هذه الفترة لو انفق عليها المليارات ،، لقد جعل الناس تنطلق وتكسر حاجز الخوف ،، انطلقت بقوة نحو الحرية والتغيير والتعبير عن نفسها . لقد أعاد للمواطن العربي ثقته بنفسه وحبه للتضحية بأغلى ما يملك في سيبل وطنه وفي سبيل نيل حقوقه ،، في سبيل الحرية ولكرامة ، لكن بنفس الوقت كان سبب في تساقط الاقنعه ممن كسروا الرؤوسنا طوال عقود من الزمن بالحرية والديمقراطية وحب الأوطان

لقد كانوا محترفون في الكذب والدجل والتلفيق وبارعون في صناعة الشعارات البراقة وفي صياغة الكلمات المؤثرة نحو خداع الشعب بدون خجل وحياء مستغلين بذالك طيبة قلب الشعب اليمني

عقد المواطن اليمني أماله بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ، لإقامة حكم جديد لينعم بحقوقه كاملة ويتمتع بثرواته التي سلبت منه طيلة سنوات سابقة ،وبناء يمن ديمقراطي لأن الديمقراطية عنصر من أهم العناصر التي يحقق من خلالها الإنسان أهدافه وطموحاته ، ويعبر عن ذاته وماهيته ، أنها إشراقة الفكر والحياة والأمل في بناء المجتمع المدني ، وبناء جسور للثقة والتفاهم بين مكونات الشعب ، شماله وجنوبه شرقه وغربه وتقبل الرأي الأخر في إصلاح مجتمعنا .

ولكن للأسف إن أحلام الشعب اليمني وأمانيه وأماله ذهبت عبر أدراج الرياح وتبددت في الهواء. لان قيادات بعض الأحزاب أو على وجه الدقة ( قيادات حزب المؤتمر ) لا تزال تعيش بعقليات ماقبل الثورة المباركة ثورة الربيع العربي من الذل والخوف وتقديم المصلحة الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن ، لقد اتضح جليا للجميع أنها هي من تقف عائقا أمام تطوير العمل السياسي لقد سمعنا جميعا ما تدولته المواقع الإخبارية أن الكتلة الوزارية لحزب «المؤتمر الشعبي العام» انسحبت من الاجتماع الدوري للحكومة ، مطالبة رئيسها محمد سالم باسندوة بالاعتذار عن تصريحات اتهم فيها عفاش بالوقوف وراء مقتل 58 محتجاً في ما عرف بـ»جمعة الكرامة» في 18 مارس 2011. ماهذا التقديس الذي جعل من هذه القيادات شخصيات تابعة ومهزومة ومقهورة وغير قادرة على اتخاذ القرار الذي يخدم اليمن ويخرجه من محنته كان الأجدر بكم أن تقدموا الاعتذار لشهداء الكرامة والحرية ،، الاعتذار عليكم لمن أوصلكم إلى ما انتم فيه ، لكن لغالب عليكم في هذا الحزب هو النظرة الأنانية والبحث عن المال !! ونسيان الوطن ومن فيه

الوطن هو الأساس وكل صفة أخرى مضافة على الوطن سوا كانت حزبية أو طائفية هي ليست أصلاً ، وكل مضاف، وغير أصيل عرضة للزوال ،،، نحن الآن في مرحلة صعبة لا صوت فيها يعلو فوق صوت الوطن علينا مراجعة ا نفسنا والنظر بعين المسؤولية اتجاه هذا الوطن لندع كل المماحكات الحزبية ، الوطن اكبر من تقديس الأشخاص والمصالح ،، الوطن هو الباقي وعفاش الذي يتحكم بكم إلى زوال ،، انتم اكبر من ان يملي عليكم شخص ما تقومون به ، استمعوا الى ضمائركم خروج اليمن من هذه المرحلة بين ايدكم فلا تدعوا الفرصة تذهب من ايديكم ، التاريخ لا يحرم احد فهل تصنعون لكم ولليمن تاريخ نفتخر به ويفتخر به الاجيال من بعدنا ؟.