الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ صباحاً

رحلة إلى الإمارات

صديق صلاهم
الأحد ، ١١ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كنت في رحلة إلى دولة الإمارات لحضور مؤتمر طبي عالمي وعلى الرغم من أنها لم تكن رحلتي الأولى إليها إلا أن أحداث العام المنصرم جعلت رؤيتي إليها مختلفة .

الإنارة، الشوارع ، البنية التحتية ، التخطيط الحضري ، الالتزام المروري والسلوك العام للإنسان، كل هذه الأمور مجرد جزء بسيط من حضارة الصحراء التي حولتها إرادة سياسية قوية من البداوة الخام( مع إحترامى لتلك البداوة العربية الأصيلة ) إلى قمة هرم التطور والنظام .

وكما في كل بلدان العالم، تتمثل اليمن في سفاراتها ، ومن تلك السفارات سفارة اليمن في أبو ظبي والتي لفت نظري إليها ظاهرها المتمثل في السور الذي يمثل بوابة ( باب اليمن) ولكني أظن أن باطنها قلعة مظلمة خارج المكان والزمان.

فإذا افترضنا أن السفير مع كل أعضاء السفارة (البعثة الدبلوماسية) الموجودين في أبو ظبي هم حقا أناس مخلصون لبلدهم اليمن فماهي الصورة التي ينقلونها لوزارة الخارجية اليمنية للنهوض باليمن إلى مستوى تلك الدولة التي يمثلون اليمن لديها؟؟؟ ويمكن القياس على ذلك لكل سفارات اليمن في العالم.

أما إذا ثبت عكس ذلك الافتراض، فماهوالداعي لبقاء تلك السفارة هناك أو في أي بلد من بلدان العالم؟
هل وجود السفارات والسفراء وجيش الموظفين فيها (بكل الالتزامات المالية والمعنوية المترتبة على ذلك) هو لمجرد فرض السيطرة على بقعة أرض في دول العالم أم أن المفترض به هو القيام بالتمثيل المزدوج بين بلدنا وتلك البلدان لما من شأنه رفع جميع المستويات السياسية والتعليمية والاقتصادية والثقافية ووو....لبلدنا الحبيب؟؟؟!!!!

في حقيقة الأمر لقد رجعت من تلك الرحلة التي كان يفترض بها أن تكون نزهة جميلة بعد عام شديد، رجعت مثقلا بأعباء خلاصتها أين نحن من دول الجوار ناهيك عن أين نحن من دول العالم؟!!!!!!!!!!!!

الفساد، المحسوبية، الرشوة، الوساطة، انعدام الإرادة السياسية لتطبيق سيادة القانون ووو...............كل هذه هي الأمراض التي ينبغي أن يهتم اليمنيون بعلاجها لا بعلاج أمراض جسدية دون وجود إرادة حقيقية لإنجاح ذلك العلاج والدليل البسيط على ذلك (على الرغم من عدم علاقة المثال بالموضوع المطروح هنا) هو تكرار التحصين ضد مرض شلل الأطفال منذ أكثر من (10) أعوام وحتى الآن لم ننجح في بلوغ الهدف من ذلك. فهل السبب في عدم النجاح هو تعنت الجرثومة المسببة للمرض أم ضعف الإرادة السياسية والاجتماعية على إنجاح تلك المهمة السهلة والتي نجحت فيها كل الدول المجاورة لنا في مدة زمنية أقل.............................