الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٣ مساءً

المرأة _ "عيدها" ووعيدها .!

محمد حمود الفقيه
الأحد ، ١١ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٣٣ صباحاً
هرعت الأقلام الليبرالية و اليسارية و العلمانية و اللادينية تكتب عن المرأة العربية و عيدها الذي حسب زعمهم انه اليوم .! ما لا يسر الخاطر ان هؤلاء لم يذكروا إمرأة و احدة من تاريخنا الإسلامي الذي يمكن ان يقنعونا بها على أنها تستحق هذا "العيد" بزعمهم ، فتباً للاقلام التي لا ترى ما تكتب و لا تنظر الى من تكتب اليه ..!

لماذا نضحك على تأريخنا و نحاول أن ندفنه في مظاهر الغزو الثقافي و الفكري ( الضيف) على ثقافتنا و هويتنا الفكرية ؟ أليس من حق المرأة المؤمنة المسلمة ان تخلد في السطور و تنقش حروف اسمها على الصخور ؟ لماذا نرحب بأعياد ليست إلا أسماء يضيفها هؤلاء "الحداثيون " على تاريخنا الحضاري و الإنساني و يريدون بها مدخل من مداخل التسلق على هويتنا العربية والإسلامية . ؟
كم مرة ذكرت المرأة المجاهدة ( امرأة فرعون ) في كتبنا و صفحاتنا و مراسلاتنا و محاضراتنا في المدرجات الجامعية و في صالات قنواتنا الفضائية ، تلكم المرأة التي فرضت على ربها جل وعلا ان يخلدها في كتابه الكريم الى قيام الساعة ، حين رفضت الظلم و الطغيان من محل إقامتها الفارهه في قصور فرعون ، و تخلت هذه المرأة عن ملذات الدنيا .. كيف لا وهي آمنت بالله رباً و كفرت بفرعون و ما كان يدعو اليه من الضلال و الشرك و الظلم و العبودية ، هذه المرأة هي من تستحق أن نجعل من ميلادها يوم ( عيد ) هي من تستحق ان نثني عليها في ذهابنا و إيابنا ، هي من تستحق أن نكتب عنها الكتب و نؤلف عليها المجلدات ، هي التي يجب علينا ان نثري المكتبات بحقها و إيمانها العظيم الذي شكته الى ربها في غسق الليل ، امرأة فرعون رفضت الاستبداد من زوجها الملك الذي ادعى الاهيه و الربوبية ، صوتها كبرا عالياً و سبق أصوات الرجال آنذاك .
من أمثال هذه المرأة كثير و كثير ، لكنني انتقيتها عنواناً عريضاً للنساء من بعدها ، و خصوصاً نساء هذا الزمان ، الذي أقول : انه حسبنا الله و نعم الوكيل على ما قد أصبنا به أمة محمد عليه الصلاة والسلام في هذا الزمان ..! اليوم المرأة المسلمة تحاول التسلق على سلم الحرية من الظلم و الاستبداد ، كي تخرج عن الفطرة السليمة و تنحرف عن كونها امرأة مربية مكرمة بتكريم ربها لها الى طريق غير سوي ، لتحقيق دنيا رخيصة و ما أرخص الدنيا حين تطلبها المرأة للخروج للمجون و السفور و الاختلاط و التشبه بالرجال في كل ما يسرون و ما يعلنون .
اليوم استطاع الفكر الغازي لعقول الكثير من النساء المسلمات أن يظهرهن الى ميادين كثيرة آخرها .. لا أكاد اليوم افرق بين ملابس الرجل من المرأة ، فأرى أمامي امرأة .. لكنها رجل ظاهرها و باطنها .! هل هي تلك المرأة التي ينبغي أن تكون كذلك .!؟
قد يتهمني البعض على اني _ متشدد و رجعي و أصولي _ لكني أقول أنها الحقيقة التي يجب أن تكون ، كم الفروق التي ظهرت لنا جلياً اليوم بين نسوة الأمس و نساء اليوم ؟ كم تستاهلي يا أمي أن أقبل يديك عندما اتذكر حين كنت تجمليني على كتفيك ذهاباً و إياباً بي الى المدرسة ، و تعودي لتحضير ما يسد جوعنا نحن أطفالك ، و يا جدتي كم أشعر بالفخر و الاعتزاز عندما استيقظ و انتي تحضرين لنا " الحقين " في نهاية الليل قبل الفجر و مع ذلك تقولي لي الصلاة الصلاة يا ولدي ، ناهيك عن ما تقومي به آناء الليل و اطراف النهار .
اليوم الفتاة في بعض الأقطار ، حين يتقدمها شاب ليتحصن بها و تتعفف به ، تجاوبه أن هل من خادمة في منزلك .!؟ ثقلتك أمك يا هذه من امرأة .! و هل الخادمة ركن من أركان الزواج الثلاثة !!؟ كم يخيب ظني عندما أسمع أو اقرأ القصص عن شروط البنت التي تريد أن تتزوج ، و لم يحدث مطلقاً في واقعنا أن قد أحى تلك النسوة طلبت( الدين ) كركن أساسي للقبول ..!

يالزماننا من أين نصلحه و من أين نعالجه ، هل نعالجه من فرط أخلاقياتنا .؟ أو نداويه من ألم الأمة و مصابها !؟ أم نثور كذلك على البدع و الحداثة !؟ أم ماذا أم ماذا !!!؟ إليك يا الهي انت حسبي و المشتكى ، اللهم اني أسالك العفو و العفاف و الكفاف لي و لجميع المسلمين و أن تستر عوراتنا و تجبر روعاتنا انك سميع قريب مجيب ...