الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٧ صباحاً

بدأ رقص الأفاعي

محمد حمود الفائشي
الأحد ، ٠٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٠٥ مساءً
ما تمر به اليمن بعد الانتخابات التي خلع فيها عفاش تعتبر من أهم المراحل في الثورة .... وهي عملية بناء نظام جديد ديمقراطي مدني ... والخلاص من نظام اسري عائلي...لم تأتي هذه المرحلة من مراحل الثورة إلا بعد تضحيات استمرت عام كامل قدمنا خيرة شباب اليمن من اجل يمن جديد تسود فيه العادلة والحرية والمساواة ..

يمن يتسع للجميع يسود فيه النظام والقانون لكن في جميع الثورات.. هناك ما يسمى بالثورة المضادة .. و يقوم و يخطط لها عدد من إتباع الحاكم المستبد المخلوع و المستفيدين منه و أعوانه وتجار الحروب الذين لا يعشون إلا على الأزمات والمشاكل والحروب.

وفي ثورة (تونس. مصر ) .. شاهدنا كلنا أتباع نظام بن علي ومبارك و هم يشيعون الفوضى في الأيام التي تلت السقوط وتضح بعد ذالك أن بعض القيادات في النظام والمستفيدين منه... هم المسئولين عن تلك الفوضى التي تلت السقوط والحليم من أتعض بغيره...وعمل حساب لكل صغيرة وكبيرة فلن تذهب دماء الشهداء هدر وهذا عهدنا لهم.


في اليمن بدأت الثورة المضادة تظهر وبقوة في هذه الأيام من قبل النظام العفاشي وأفراد عائلته.. يعتمدون في ذالك على المؤسسات المدنية والعسكرية المسيطرين عليها ومليارات الدولارات التي سرقوها من قوت الشعب اليمني ...ولا يعملون وحدهم بل إن لهم حلفاء واخطر حلفائهم جماعات القاعدة والجماعات الموالية لإيران..

المنتفعون والمتخوفون من وضعهم يطلون برأسهم من وراء ستار محاولين إثارة الفوضى ودفع الناس إلى "الترحم" على الأيام الخوالي وإشاعة الاضطرابات،


من يخطط لهذه الثورة المضادة .. ليس بالضرورة هدفه عودة عفاش الى الحكم.. بل هدفهم لاستمرار نظام العائلة والفردي بشكل آخر أكثر تطورا... أو عودة النظام بشكل جديد و مختلف..ولهم وسائلهم في إثارة الفوضى والشواهد والأدلة لا تحتاج الى كثير من الذكاء والنباهة ..فهي واضحة وضوح الشمس في كبد السماء
وما الانفلات الأمني والتفجر ومحاصرة بعض الوسائل الإعلامية ..وووووو إلا خير دليل على ما أقول.

بعد نجاح الانتخابات..ومن قبله ثورة المؤسسات... أدرك نظام عفاش أن وقت رحيلهم قد حان فالثورة بدأت حصارها لعدد من رموز و قيادات النظام فقرر عدد منهم أن يبادر بالهجوم إتباعا لمبدأ " الهجوم خير وسيلة للدفاع ... اجتمعت الضباع الجريحة على اختلافهم . وتباينهم ... الشئ الوحيد الذي يجمعهم المصالح الشخصية وأنهم من رجال النظام الفاسد الذي يجب الخلاص منه.

ليس هناك نظام دكتاتوري يسلم الحكم بهذي السهولة أبدا .. إلا ويخطط لجر البلاد الى فوضه لا يحمد عقباها ...لذالك مواجهة الثورة المضادة في تتطلب أن نكون على أهبة الاستعداد دائما فالضمانة الحقيقة للحفاظ على الثورة هي استمرار النشاط الثوري حتى تحقيق كافة الأهداف التي أعلن عنها الثوار طوال عام كامل، في كل المحافظات وميادين الحرية

في الوقت ذاته يجب إعادة هيكلة الجيش فهي أهم خطوة من خطوات المرحلة الثانية من مراحل الثورة وهي الظمآن الأول لحفظ اليمن من العنف وجر البلاد الى حرب أهلية .