الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٠ مساءً

إغفاءة جائع

طارق الجعدي
الخميس ، ٠١ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
ينام نومة الغريب على ارصفة الحياة الصعبة وقبل منامه حاول بنعسات متردده مكافحة الكابوس الوارد ....دخل في ساعته المنتظرة (ساعة الاحلام ) فبدءت احلامه التي ينتشي بها فرحا بعض اوقاته الصعبة .. ملاحظة :ـ حتى احلامه لا تأتيه الا بتعاسة الزمن الوهين وهن بيت العناكب ومن بداية إغفاءه الجائعة تتراءى أمامه جبال من الجليد.. وله عليها بعض الأغراض الحياتية وكلما حاول طلوع جبل الجليد تأتي الشمس لتذيب الجليد عليه ... ويبقى مؤملا ومنتظرا انتهاء فترة نهاية الانزال وما ان ينتهي حتى يجد نفسه فجأة بين أكوام من الزجاج المنتشر الذي لا يستطيع أن يتخطاه .

وتسوء أحواله حينما يرى نفسه على هذا الحال المخيف ولكن فرحه اكثر حينما يتبين له أن ما جرى هو حلم الطريق الصعب المشوك الذي ولد فيه وولد فيه ابناءه الخمسة وبنته الوحيدة لأبويها .

وفجأة يصحوا .. ويتمنى أنه لم يصحوا .. لانه ربما يكون حلمه احنى من واقعه المعاش ... يصحو على انغام الحياة المتراقصة على دقات السياسة الوهينة ... يصحوا على انغام الوطنية ووطنه الذي يكن له كل الولاء .... هو يحبه لأنه دائما ما يحتضنه في أوقاته الصعبة وأوقات الأزمات ..

يخرج الى الواقع البريء مما يصنع به من عبثية وهمجية ليرى حلمه حقيقة واقعية ... وهكذا حياته .من كابوس الخيال إلى كابوس الحقيقة ومن أمل الحياة الطيبة على هزيمة الواقع المهزوم هزيمة حاكميه ..

جبل الثلج هي المآسي التي خلفها له حاكمه المعظم .... وأغراضه هي فتات أمله القادم من أعماقه الجريحة التي دائما ما يمنيها ببصيص من شمس المحبة والسلام والحرية والمساواة ..

أسفي الشديد عليه .. حين يغدو امله ألمه فيبدو له الزجاج الذي هو امر من الجليد وإذا أمانيه سراب في صحراء الهزيمة الحقة ..أسفي عليه حين يكابد بين أحضانه الحياة الكئيبه ليس أمامه مشروع سوى مزيدا من البؤس المتعمد .

الحكاية .. حكاية مواطن يعيش في يمن 22 من مايو ... حكاية أكذوبة صنعتها نفوس هي أكذب من الحكاية نفسها ..هل تراه حكومة الوفاق او حتى الرئيس الجديد في بداية عهد جديد أصعب من متغيرات تم صنعها مقدما ,هو يعاني حياته ويملها يوميا ويصارع افات التردي على غفلة من ترف الاقتصاد الراسمالي ’ نراهن معه على قدرة الشرفاء من ابناء الوطن مشاركته تحريك دفة البؤس نحو الدولة العادلة وما يسمى باليمن الجديد ....وربما لا يملك المسكين أمامها إلا تضميد جرحه بأمل أكبر من مناشير ناشريه ..أمل يتحدى جبال الجليد الوهمية ...

لتستمر أمامه رحلة البحث عن واقع أكثر واقعية ... وحياة اكثر حياة .. ووطن أكثر مواطنة .. ودولة أكثر مداولة .