الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٥ مساءً

صندوق "الانقــــــــــــــاذ "

عبدالسلام المثيل
الخميس ، ٢٣ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
وتنفسوا...جميعهم الصعداء بعد ان كانوا قاب قوسن او ادنى على شفاء حفرة وعلى مشارف حد السكاكين..هاهم بعدظلمهم ومظالمهم يرجعون الى قصورهم المشيده من دماء الغلابه والمساكين ليناموا قريري الاعين مطمئني البال والروح والجسد بعد ان امنوا واطمأنوا بان عقابهم في الدنيا على يد المظلومين البائسين المتعبين التاعبين والمكتويين بنار ظلمهم طيلة السنوات والسنين في هذه الارض قد ولى وراح وتجاوزوه بأمان...

عادوا الى مساكنهم بعد ان اطمأنوا ان عقاب 33 عام على يد من ظلموهم واهانوهم وسلبوا حقوقهم لن يصل اليهم ويطالهم...ابتسموا... وتبسموا واقبلوا بكروشهم الكبيره واجسادهم السمينه الملانه بثروات الارض ومال الشعب ..واستعرضوا بملابسهم الزاهيه الانيقه المطرزه من خيوط الظلم والمظالم والمنسوجه من حقوق الضعفاء ...تبختروا وامعنوا في التبختر امام أعين التعساء من ابناء هذا الشعب التعيس واستعرضوا بتبجح امام عدسات الكاميرات التلفزيونيه ..ووضعوا ورقة " الانقــــــاذ "انقاذهم من بطش المظلومين المسحوقين قبل ان تكون هذه الورقه كما ادعوا وغيرهم سوقوا بانها انقاذ للوطن ...تكلموا واسهبوا بمن علينا خالي من الامتنان منا...وتصدروا الحدث كما هي الاحداث كأبطال منقذين لهذا الوطن ومن عليه نطقوا بكلام اجوف وجمل مشوهه اخرجتها الالسن العوجاء والعقول المستكبره المتكبره...وتقمصوا دور سعيده لبيت ردمي التي لولاها لما بقى ردمي...نسوا..هم... اليوم ونسينا نحن ما وقع في هذه الارض من ظلم ومظالم على يديهم طيلة 33 عام ...ونسوا كما تناسينا ما حصل بالامس وما كان السبب في هبتنا الشعبيه مثل سائر عباد الله من غيرنا ممن قاسوا وعاشوا نفس المآسي ونمط الحياه ..تناسوا هم ونحن نسينا التضحيات من الدماء التي سالت والاجساد التي مزقت على يديهم وبواسطة اعوانهم .....نسينا كل ذلك بحجة حمابة الروح والوطن التي نكيت فيه ارواحنا وانتكى بسببهم الوطن...نسينا كل ذلك وتذكرنا اثناء حالة النسيان ان الانحناء لهم والتملق لقدومهم لصندوق الزيف والبهتان...صندوق " انقاذهم " بان التملق لهم واجب علينا كما كان مفروض طيلة وجودهم على اعناقنا وفي هذه الارض المنكوبه بهم وبنا طيلة الزمن....ورحم الله شاعرنا الكبير عبد الله البردوني الذي اطلب العذر منه في نقل ابيات من اشعاره القديمه الحديثه
لأنا رضعنا حليب الخنوع ...

.... تقمصنا من صبانا الخضوع
فجعنا ليكتظ جلادنا ...... ويطغى وننسى بأنا نجوع
وحين شعرنا بنهش الذئاب.... شددنا على الجرح نار الدموع
ورحنا نجيد سباب الدجى... ولم ندر كيف نضيء الشموع
نفور وتطفئنا تفـــلةٌ.... فنمتص إطفاءنا في خشوع
ولما سمعنا انفجار الشعوب... أفقنا نرى الفجر قبل طلوع
ويوماً ذكرنا بأنا أ ُنــاس..... فثرنا ومتنا لتحيى الجموع
ولكن لبسنا رداء الأباة.... وفي دمنا المستضام الهلوع
فحين انتوينا شروع المسير....حذرنا المغبات قبل الشروع
وقلنا أتى من وراء الحدود..... جراد غريب فأشقى الربوع
وليس عدانا وراء الحدود..... ولكن عــــــدانا وراء الضلوع
فقد جلت الريح ذاك الجراد.... فكـــــــنا جرداً وكنا الزروع