الاربعاء ، ٠١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥١ صباحاً

صحيفة الثورة : من الوظيفة الرسمية الى الوظيفة الثورية

محمد حمود الفقيه
السبت ، ٠٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
شاهدنا في يوم أمس من يحسبون على صالح و نظامه المخلوع وهم يحاصرون مؤسسة الثورة سعيا ً منهم لإعادة صورة صالح ، تلك الصورة البؤس التي ظلت تحتجز مساحة رغم أنها صغيرة المكان .. لكنها كانت أشبه بصورة " مولانا الخميني " قدسة رئاسته !!

وكان الأفضل لهذه الصحيفة بدلاً من أن تضع الرئيس و صورته لحجز مكانا ما فيها ..أن تضع إعلانا ً تجاريا ً يعود خيره لليتامى و المساكين و العاطلون عن العمل ، فلاحاجة لليمنيين لصورة زعيم توضع في احدى رموز الثورة السبتمبرية الخالدة و و سيلة كبيرة من وسائل الإعلام التي ينبغي لها أن توظف خدمتها الإعلامية لأجل الشعب الذي قدم شهداء تلك الثورة في ستينيات القرن الماضي ، و على هذا الاساس ، فإن مؤشرات محاولة النيل من وزير الإعلام العمراني في عملية اغتيال فاشلة الاسبوع الماضي دليلاً واضحاً على أن خلايا سرطانية لم تستئصل بعد و لا زالت أقدامها الخبيثة تطأ التراب اليمني الطاهر ، حيث يسعى العمراني الى تلبية مطالب الشباب و إعادة هيكلة الإعلام الرسمي لخدمة الشعب كافة و ليس كما كان يتتبع أقدام الرئيس و زمرته في الحوانيت و أزقة الشوارع ، و بعد أن نجحت ثورة المؤسسات و برزت صداها بعملية استباقية في كل مؤسسة حكومية كانت أم مدنية ، اتجهت تلك الوسائل الإعلامية و منها الثورة الى دعم أهداف ثورة الشباب السلمية ( الثورة تدعم الثورة) في خطابها الإعلامي و تسعى لمحو ذاكرة الأيام من مشينات الطباعة ، ذلك اسم صالح الذي اتخذته و سائله عناوين عريضة في مقاماتها الإعلامية .

كانت صحيفة الثورة تتوزع كأرخص جريدة إعلامية في اليمن ، و من أهميتها بالنسبة لي كنت اقتنيها مجانا ممن تصل اليه و كنت أزيل الورق التي تحمل على سطورها لفظ (( الجلالة )) و البقية أضعها لتحل محل ( سفرة ) طعام ليس إلا !! فكانت تحمل مواضيع كلها مكررة كل يوم - أهداف الثورة في الزاوية العلوية من الجريدة ،، و صالح في الزاوية الأخرى ، مستبشراً مسروراً بمكانه الذي يوازي أهداف ثورة عظيمة .. و لم يتحقق هدف من تلك الأهداف الستة التي كتبت في سبورات المدارس ملايين المرات ، غير أن التلميذ الذي كانت تمرّ عليه و هو في سنّ مبكره من التعليم الابتدائي كان يراقب عن كثب عما يتحقق طوراً بعد آخر من سنين مراحلة الدراسية الثلاثة ، فيصل الى الجامعة فلا يجد شيء مما ذكر ، فينقلب على عقبيه يائساً من ضياع ماضية باحثاً عن تلك الأهداف المعنونة في ( الثورة ) كل يوم .

لا يسعني المجال للتحدث عن الميزانية المالية الهائلة التي كانت تصرف على هذه الصحيفة من موازنة الدولة ، لكنها كانت ( كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعائه ) و اليوم بعد أن عرف اليمنيون بمصير حقهم السياسي و الإعلامي و الاقتصادي ، أنفلتت هذه الغنيمة الثمينة بموازنتها من أيدي من عاشوا على( السحت ) و أصيب بعضهم بحالة إغماء شديدة جراء انتهاء تاريخه المملوء بالفساد .

واليوم رحل صالح من بين أنامل الكثير و لوحات الكثير و من الأعمدة المختلفة و الجدران ، و غيبت رياح التغيير غبار صالح من جميع مرافء الطريق و المنشئات الحكومية والمدنية ، و وضعت هذه الرياح الشبابية لقاح التغيير الثوري و اقتلعت كل ما له علامات فساد و من بينهم رؤساء المؤسسات الإعلامية الحكومية الذي ظل البعض فيها حتى وصل عمره الى أرذل العمر فلا كاد بعدها يعلم شيئا مما يجري في وطننا الحبيب من بلوغ عمره الطويل فيها .

لذلك يجب اليوم أن توظف هذه المؤسسات الإعلامية الرسمية على وجه الخصوص في خدمة الثورة و أخواتها و في خدمة الشعب اليمني الذي يُستقطع من حقه كل يوم لبناء مثل هذه المؤسسات الإعلامية بمختلف أنواعها ، شاء من شاء من أزلام صالح و أبى من أبى ، الشعب اليوم هو الذي يستحق أن توضع له صورة مرصعة بالورد و مبروزة بالفل ، و الشهداء اليوم هم الذين يستحقون أن توضع لهم صورة دائمة في زوايا الصحف اليمنية و المدونات الالكترونية ، شهيد الثورة السلمية هو الذي يستحق أن نطبع له صورة ليكون شعاراً في كل ورقة من أوراق الدوائر الحكومية و المدنية ، الخلود لكم أيها الشهداء و النصر لك أيها الشعب اليمني العظيم و على كل من بداخله حباً لصالح من الذين عميت ابصارهم و القيت على قلوبهم أكنة أن يلحقوا به الى حيث يقيم ، فصالح رحل بلا رجعة و اليمن الكبير هو الذي سيكون حاضناً لأبنائه باقياً الى قيام الساعة .