الرئيسية / كتابات وآراء / صحيفة الثورة : من الوظيفة الرسمية الى الوظيفة الثورية

صحيفة الثورة : من الوظيفة الرسمية الى الوظيفة الثورية

محمد حمود الفقيه
السبت , 04 فبراير 2012 الساعة 08:40 صباحا
شاهدنا في يوم أمس من يحسبون على صالح و نظامه المخلوع وهم يحاصرون مؤسسة الثورة سعيا ً منهم لإعادة صورة صالح ، تلك الصورة البؤس التي ظلت تحتجز مساحة رغم أنها صغيرة المكان .. لكنها كانت أشبه بصورة \" مولانا الخميني \" قدسة رئاسته !!

وكان الأفضل لهذه الصحيفة بدلاً من أن تضع الرئيس و صورته لحجز مكانا ما فيها ..أن تضع إعلانا ً تجاريا ً يعود خيره لليتامى و المساكين و العاطلون عن العمل ، فلاحاجة لليمنيين لصورة زعيم توضع في احدى رموز الثورة السبتمبرية الخالدة و و سيلة كبيرة من وسائل الإعلام التي ينبغي لها أن توظف خدمتها الإعلامية لأجل الشعب الذي قدم شهداء تلك الثورة في ستينيات القرن الماضي ، و على هذا الاساس ، فإن مؤشرات محاولة النيل من وزير الإعلام العمراني في عملية اغتيال فاشلة الاسبوع الماضي دليلاً واضحاً على أن خلايا سرطانية لم تستئصل بعد و لا زالت أقدامها الخبيثة تطأ التراب اليمني الطاهر ، حيث يسعى العمراني الى تلبية مطالب الشباب و إعادة هيكلة الإعلام الرسمي لخدمة الشعب كافة و ليس كما كان يتتبع أقدام الرئيس و زمرته في الحوانيت و أزقة الشوارع ، و بعد أن نجحت ثورة المؤسسات و برزت صداها بعملية استباقية في كل مؤسسة حكومية كانت أم مدنية ، اتجهت تلك الوسائل الإعلامية و منها الثورة الى دعم أهداف ثورة الشباب السلمية ( الثورة تدعم الثورة) في خطابها الإعلامي و تسعى لمحو ذاكرة الأيام من مشينات الطباعة ، ذلك اسم صالح الذي اتخذته و سائله عناوين عريضة في مقاماتها الإعلامية .

كانت صحيفة الثورة تتوزع كأرخص جريدة إعلامية في اليمن ، و من أهميتها بالنسبة لي كنت اقتنيها مجانا ممن تصل اليه و كنت أزيل الورق التي تحمل على سطورها لفظ (( الجلالة )) و البقية أضعها لتحل محل ( سفرة ) طعام ليس إلا !! فكانت تحمل مواضيع كلها مكررة كل يوم - أهداف الثورة في الزاوية العلوية من الجريدة ،، و صالح في الزاوية الأخرى ، مستبشراً مسروراً بمكانه الذي يوازي أهداف ثورة عظيمة .. و لم يتحقق هدف من تلك الأهداف الستة التي كتبت في سبورات المدارس ملايين المرات ، غير أن التلميذ الذي كانت تمرّ عليه و هو في سنّ مبكره من التعليم الابتدائي كان يراقب عن كثب عما يتحقق طوراً بعد آخر من سنين مراحلة الدراسية الثلاثة ، فيصل الى الجامعة فلا يجد شيء مما ذكر ، فينقلب على عقبيه يائساً من ضياع ماضية باحثاً عن تلك الأهداف المعنونة في ( الثورة ) كل يوم .

لا يسعني المجال للتحدث عن الميزانية المالية الهائلة التي كانت تصرف على هذه الصحيفة من موازنة الدولة ، لكنها كانت ( كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعائه ) و اليوم بعد أن عرف اليمنيون بمصير حقهم السياسي و الإعلامي و الاقتصادي ، أنفلتت هذه الغنيمة الثمينة بموازنتها من أيدي من عاشوا على( السحت ) و أصيب بعضهم بحالة إغماء شديدة جراء انتهاء تاريخه المملوء بالفساد .

واليوم رحل صالح من بين أنامل الكثير و لوحات الكثير و من الأعمدة المختلفة و الجدران ، و غيبت رياح التغيير غبار صالح من جميع مرافء الطريق و المنشئات الحكومية والمدنية ، و وضعت هذه الرياح الشبابية لقاح التغيير الثوري و اقتلعت كل ما له علامات فساد و من بينهم رؤساء المؤسسات الإعلامية الحكومية الذي ظل البعض فيها حتى وصل عمره الى أرذل العمر فلا كاد بعدها يعلم شيئا مما يجري في وطننا الحبيب من بلوغ عمره الطويل فيها .

لذلك يجب اليوم أن توظف هذه المؤسسات الإعلامية الرسمية على وجه الخصوص في خدمة الثورة و أخواتها و في خدمة الشعب اليمني الذي يُستقطع من حقه كل يوم لبناء مثل هذه المؤسسات الإعلامية بمختلف أنواعها ، شاء من شاء من أزلام صالح و أبى من أبى ، الشعب اليوم هو الذي يستحق أن توضع له صورة مرصعة بالورد و مبروزة بالفل ، و الشهداء اليوم هم الذين يستحقون أن توضع لهم صورة دائمة في زوايا الصحف اليمنية و المدونات الالكترونية ، شهيد الثورة السلمية هو الذي يستحق أن نطبع له صورة ليكون شعاراً في كل ورقة من أوراق الدوائر الحكومية و المدنية ، الخلود لكم أيها الشهداء و النصر لك أيها الشعب اليمني العظيم و على كل من بداخله حباً لصالح من الذين عميت ابصارهم و القيت على قلوبهم أكنة أن يلحقوا به الى حيث يقيم ، فصالح رحل بلا رجعة و اليمن الكبير هو الذي سيكون حاضناً لأبنائه باقياً الى قيام الساعة .