الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٤ مساءً

الهوية الوطنية وأوضاعنا الحالية

أنور الداعي
الثلاثاء ، ٣١ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
إن الإنسان في أي بلد ويكون هذا البلد هو موضع رأسه وفيه كان تعلمه وعيشته وفيه ترعرع تأتي بعدها بمطالبته بهويته الوطنية ويأتي بعدها محاسبته على كل شيء يعمل مناقضاً لبلده ...؟لماذا لأننا سوف نقول كيف له أن يتجرأ في أن يعادي وطنه وهو يستظل تحت سمائه وكيف له أن يبيع وطنه أو يتآمر عليه وهو من علمه ووفر له العيشة الهنيئة كيف له أن يتجرأ في زرع أزمات في بلده وهو يعيش فيه ويأكل من خيره يأتي السؤال لنقول له أنت لا تصلح أن تعيش في أوساطنا وفي هذا البلد لماذا؟ لأنه خائن عميل مندس ولا يحافظ على كرامة وطنه وحريته ووحدته ولذا يجب عليه ألا يعيش بيننا لأنه حقود لا يحب وطنه .....

لكن في المقابل أخي القارئ الكريم المتابع لحالنا في يمننا السعيد يجد في الواقع عكس ما قلته في أعلاه كما وفي الوقت نفسه تطالبنا فيه دولة القانون والدستور في غرس الهوية الوطنية في مجتمعنا اليمني في ظل غياب شبه معدوم لدورها الفاعل والمهم في غرس هذه القيم والمبادئ في أوساط مجتمعنا اليمني قلي ... لماذا هذا الكلام أخي أقول لك أن الوضع الحالي في اليمن قد يكون سببه هو ضياع الهوية الوطنية من الأساس والسبب الأول هي دولة القانون والدستور وذلك عندما يجد الإنسان أن يعيش في بلد ليس ببلده وفي وطناً ليس وطنه عندها يشاهد نفسه أنه مطالب بأشياء وكأنه ليس من أبناء هذا الوطن يحق له العيش فيه ، خاصة عندما يرى بأم عينه أنه داخل مجتمع فيه القوي يأكل الضعيف والمتنفذ يتسلط ويفرض نفسه عليك وعلى كل شيء يرى له فيها مصلحة بغرض النظر إلى أن هناك من يحاسبه أو يوقفه عن عمله المخالف بعدها نتحجج بأن هناك أزمات في ضياع الهوية الوطنية وبأن هناك من يحاول جرّ اليمن إلى الهاوية كيف لا.. وهناك ضياع في الهوية من خلال الوضع الذي لا يسمح للضعيف في العيش في بلده بكرامه .

وفي الوقت الذي لا يجد الطالب كتابه المدرسي ، كذلك الحال في آلاف الخريجين من حملت الشهادات العليا الذين لا يجدون فرصة عمل ولا حتى في المرافق الأهلية فيجد كل خريج أنه أمام مستقبل ليس له وجود في حياته ، لماذا هذا الكلام أقول لك لأنه أصبح عصرناً عصر الدعايات والخطابات والندوات الرنانة والزائفة والوعود الكاذبة فيلجأ كل طموح في إيجاد فرصة عمل لنفسه ولمستقبله من أجل أن يعيش عيشه كريمه حتى ولو كان على حساب الوطن .... لماذا ؟

لأنه سوف يجد من يوفر له العيشة الكريمة والمركب الهنيء والبيت الواسع وأوضاعنا في شمال اليمن وجنوبها وقاعدته ليست ببعيد عن أنظارنا لماذا هذا كله أقول لك أخي عندما غابت الدولة وجد من نراه اليوم من سوف يوفر له العيشة الحرة والكريمة فيلجأ إليهم بحثاً عن هدفه المنشود فاستطاع أصحاب الضمائر الميتة في توظيف هذا كله في دس الفتنة والمؤامرة على اليمن وعلى وحدته وأمنه واستقراره وكل هذا كله لأن الدولة لم توفر ما وفره أصحاب الضمائر الميتة !
خاصة عندما نسمع أن هناك أكثر من ثلاثين برلمانياً تسعى إيران لمغازلتهم من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة ، مستغلة الوضع الراهن التي تمر به اليمن من أزمة مالية وسياسية واقتصادية وكما أن الهوية الوطنية ميتة في بلدنا الغالي أقول بأنه يجب علينا أن نقف صفاً واحداً لمثل هذا التدخل الأجنبي في تنفيذ مشاريع غربية تخدم أطراف إيرانية ، كما يجب علينا أن نقوم بنشر الوعي في أوساط شبابنا حتى لا يقعوا فريسة سهلة لمثل هذه التدخلات الإيرانية في وطننا الغالي من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة لأن التقرير الذي ينشر في يوم أمس يتكلم بأنهم يسعون إلى بث ثلاث قنوات تخدم أفكارهم وبإشراف قنوات معروفة كما أنهم يسعون إلى تأسيس عشرة مواقع الكترونية وصحف وتأسيس أحزاب سياسية وما تأسيس حزب الأمة عندكم ببعيد لذا علينا أن نكون يقضين لمثل هذا الأعمال التي تمس وحدتنا وقيمنا وديننا ..