الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٧ صباحاً

نهاية "الأسيـــــاد"

عبدالسلام المثيل
الجمعة ، ٢٧ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
اثناء سرعة مرورلحظات الحياه وخلال متابعتنا لما تتضمنه هذه اللحظات وبالاخص هذه الايام وما يدور فيها من احداث متتالية في الوطن العربي وفي ارضنا اليمن من الصحوة الشبابية المنقطعة النظير والثورة النادرة وجود لحظاتها من قبل على الاقل امام ناظرينا نحن الذي تربينا تحت حكم وسلطة الرجل الفرد الذي يملك مفاتيح السعادة كما هي مغاليق التعاسه لمن يرضى او يسخط عنهم وكأن الرب الواحد الاحد انزلهم علينا كقدر يجب علينا القبول والرضى به وعدم الخروج والعصيان عليه...

نسينا كعادتنا نحن اولئك الضعيفي الايمان ان القدر الالهي وما يدور في فلكه هو من شانه وحده وهو ملك يديه...وهولاء الطغاة القتله المنتشرين في اجزاء الوطن العربي لم يكونوا يوما كما اعتقدنا وأمنا وقبلنا بهم بأنهم مرسلين ومسلطين على رقابنا بعيدين عن غضبه ويومه الاتي ...وها هو اليوم يتجلى في ابهى صوره واجمل اوقاته لبرينا الخوف والهلع الذي اصاب قلوبهم والاهانه والمهانه التي ابتلوا بها ..

فها هو ذاك هارب الى ارض غير ارضه وذاك مرمي مع المجرمين والقتله في سجون اعتاد على ارسال جهابذة الرجال اليها وذاك انتهى به المطاف مقتولا في منظر وصورة اعتادت اياديه القتل بنفس الاسلوب والطريقه بعد محاصرته واختبائه في قبوا اعتادت جدران قبوا مشابه لها مشاهدة ومتابعة الموت البطى للشرفاء وافذاذ الرجال واخر رحل عن وطنه كرها عنه مودعا سنواته السمان المرافقه لسنوات العجاف لشعبه وأخــــر منتظر ...قبل عدة عقود أتونا في ليلة ظلماء ونحن نيام بينما كنا نحلم بحياة هنيئة فيها العدل والمساواه والامن والامان ووفرة لقمة العيش البسيطه ..

اتونا كلصوص مقنعة وسرقوا منا احلامنا واغتصبوا مقدراتنا ..جعلونا عبيد لهم وقطعان اغنام في حظائرهم ..مأكلهم غير مأكلنا وملبسهم غير ملبسنا تمتعوا وتنعموا بكل شئ هو ملكا لنا ...عاشوا وعشنا ايام وسنوات هم فيها سادة البلاد ونحن عبيدها.. جيل بعد جيل من دون تغيير.. لم يتغيروا هم ونحن لم نستطع الحراك...ليأتي يوما ظنوا ....هم ....بان قدومه لن يأتي كما ظننا نحن ان وصوله شبه معدوم...ليأتي علينا مشرقا ناصع البياض مصحوبا بطعم الحرية وريحة التحرر.... فيه باتت رؤية تلك الاحلام التي سرقت يوما منا تظهر علامات تحقيقها جلية امام ناظرينا ..اوليس يكفينا ان نرى أولئك اللصوص "الاسياد" مرعوبين ومذلولين امامنا ويحاولون استجداء رضائنا وعطفنا ..

ذلك العطف والرضاء الذي كنا نستجديهم في الحصول عليه يوما ماء ولم يعطفون به علينا...أولم يدركوا يوما بان رب العباد موجود وانه "يمهل ولا يهمل" لقد حصص الحق واتت الساعة التي لا ريب فيها وحان وقت الحساب بما اقترفته اياديهم في حق كل شيخ وامراة وطفل من المواطنين الابرياء.. وقبله في حق هذه الارض "التعيسة" التي تغيرت شكلها بسب أفعالهم كما هي صفاتها الممنوحة لها من رب العباد